قـد قـال لـي يـوماً أبـي للشاعر الكاتب ضياء الجبالي

قــد قــال لـي يــومـا أبـي ..

=================

قـد قـال َلي دومـاً ؛ أبـي .. بـنـصـيـحة ٍ؛ وانا صبـي ..

كــمــُـعــــلـِّـم ٍ؛ ومــؤدِّب ِ.. مِن حـكـمـة ٍ؛ وتـجـارب ِ..

الشِّـعـر ُ؛ درب ُمصاعب ِ.. تـعـب ٌ؛ بـغـيـر ِمكـاسـب ِ..

هـو لا يـجـود ُبـمـطـلـب ِ.. لـلأكـل ِ؛ أو لـلـمـشـرب ِ..

عـمـل ٌ؛ ولـيس بـراتـب ِ.. سعي ٌ؛ ولـيس بكـاسـب ِ..

إلا بــقـــول ِ؛ الـكـــاذب ِ.. ونـفـاق ِمـدح ِالمـسـهـب ِ..

==============================

فسلكت ُ؛ درب َمحـاسب ِ.. ومضيت ُ؛ مثل َمحـارب ِ ..

وسكنت ُصرح َالمكـتب ِ.. والعـلم ُ زادي ومـشـربي ..

ودرسـت ُنـظـم َكـواكـب ِ..والجـِـد ُّ؛ كـان ملاعــبـي ..

من أصمعي لـكـواكـبـي .. لأبي العــلاء ِ؛ وطــيـِّـب ..

أضحى يراعي صاحبي .. والفـكر ُسعـيي ومطـلبي ..

وجمعت ُ؛ كل َّقـواربي .. وحشدت ُ؛ أقصى مراكبي ..

وأجـدت ُ؛ شعـرَ الكـاتب ِ.. حـتـَّى أؤدي ؛ واجــبـي ..

أروي بـشعـر ِكـتـائـبي .. بـدمـي حـروب َمـطـالـبي ..

==============================

وطبعـت ُأولى عجـائـبي .. ونـشـبـت ُأقسى مخالـبي ..

واجهــت ُأدهى نـوائـبي .. من حـاقــد ٍ؛ مُـتـعــقــِّـب ِ..

ومُـراقــب ٍ ؛ مُـتــرقــِّب ِ.. بـســيـاط قـهــر ٍضـارب ِ..

هـاجـرت ُانـجـو بـقـاربي .. بـمـثـالـبي ؛ ومـنـاقـِبي ..

قـاسيت ُ؛ نـفي َتـغــرُّبي .. من مـشـرقي لـمـغـاربي ..

في وسـط ِقـمـع ٍمرعـب ِ.. وطريق ِعـيـش ٍمُـتعـِـب ِ..

بـجـهـاد ِجـَهــد ٍ دائـب ِ.. بـصـياح ِرفـض ٍغـاضـب ِ..

ضـد َّاحـتـلال ٍغـاصـب ِ.. من حــاكـم ٍ؛ أو أجـنـبـي ..

أنـفـقــت ُكـل َّمكـاسـبـي .. وعـلى الثـقــافـة ِكالأبـي ..

لم أدر وسـْط تـعـصُّبي .. للشـِّـعــر ؛ حـال َتـقـلـُّـب ِ..

ورفضـت ُأيَّ عـواقـب ِ.. وبـرمـت ُفـتــل َشـواربي ..

حتى غدوت ُ؛ كراهـب ِ.. أشـدو بـصوت ٍمـُتـعــَـب ِ..

أشـقى بـوعــظ ِأرانـب ِ.. كي يـحــذروا لـثـعــالـب ِ..

============================

وصدقـت َحـقــَّاً يا أبـي .. جـُدتـم بـرأي ٍ صـائـب ِ..

فالشِّعـر ُدرب ُمـتـاعـب ِ.. كالـنـار ِحـيـن تـقــرُّب ِ..

في عالم ِالعـُرب ِالغـبي .. وطـن ٌغــدا كالأجـرب ِ..

باعـوا ضميـر َمـؤنـب ِ.. وصلاح َنـصح ٍمـوجـب ِ..

لم يتـبـعـوا بـمـذاهــب ِ.. هـديَ الرسـول ِأو النـبي ..

في خوف ضعـف ٍغـالب ِ.. بظلام ِ وعـي ٍغـائـب ِ..

في عصر ِظـلم ٍأعجب ِ.. من سارق ٍ؛ او نـاهــب ِ..

بـفجور ِبـطش ٍسائـب ِ.. أضحى بـكـرب ٍأصـعـب ِ..

يـشكـو سـموم َعـقـارب ِ.. بـنوائـب ٍ؛ ومصائـب ِ..

يـزهـو بـبطش ِمـُعـاقـب ِ.. ولأي فـكـر ٍ ثـاقــب ِ ..

وسـط احـتفال ِصاخـب ِ.. بـفـسادِ جهـل ِمَواكـب ِ..

============================

ضياء الجـبـالي