أنثى من السراب
بقلم وسام أبو حلتم
_____________
من قال أن الجميع يتقن دوره فوق هذه الأرض؟
فلربما لو أمعنتم النظر في إنسانيتكم قليلا لوجدتم أن هناك من كتب عليه أن يبقى "كومبارس" على مسرح الحياة يعيش مخاض آلامه وحيدا بصمت دون أن يلتفت إليه المشاهدون..
ﻋﻨﺪ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﺤﺖ ﻣﺰﺍﺭﺏ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﻛﺮﺳﻲ ﺍلانتظار ﻋﻠﻰ مِشْجَبُ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻓﺄ ﺍﻷﻣﻨﻴﺎﺕ وعند شفا ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ﺗﻮﺟﺪ ﺟﺜﺔ ﻫﺎﻣﺪﺓ ﻣﻤﺪﺩﺓ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺍﻧﺘﺰﻋﺖ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﺑﻠﺆﻡ ﺑﻜﺮﻩ، ﺑﻜﺬﺏ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ﻭﺧﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﺗﺠﻤﻊ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺫﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﻴﺒﺎﺕ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﻷﺻﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻲ الدافئ ﻟﺘﺮﺗﻮﻱ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﺘﺸﻌﺮ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺪﻓﺊ جذور الأشجار.
ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﻤﻬﺸﻤﺔ، ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ، ﺗﺤﺖ ﻗﺒﺐ ﺍﻟﺠﻮﺍﻣﻊ، ﻋﻨﺪ ﺑﻮﺫﺍ، ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ، ﺗﻮﺟﺪ دعوات ﻇﻠﺖ الطريق لأصحابها، ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺗﺎﻫﺖ ﻋﻦ ﺃجسادها ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻏﻠﻘﺖ أﻋﻴﻨﻬﺎ، أﺣﻼﻡ وأمنيات ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ بل لم ﺗﻮﻟﺪ بعد، ﺗﺎﻫﺖ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ واللامكان، ﻛﺎﻥ ﺣﺒﺮﻫﺎ ﺍﻷﻟﻢ وﺍﻟﻮﺟﻊ، ﻭﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ، ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻨﺬﻭﺭ ﻭﻛﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ، ﺯﺭﻋﻮﺍ ﺣﺼﺪﻭﺍ ﺻﺪﻕ ﻧﻮﺍﻳﺎﻫﻢ ﻣﺮﻏﻮﺍ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، وشموا ﺑﻴﺎﺽ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ بلون المداد، ﺷﻮﻫﻮﺍ ﻧﻘﺎﺀﻩ ﺻﻔﺎﺀﻩ ﺷﻬﻘﻮﺍ ﺩﺧﺎﻥ ﺍﻟﺨﺒﺚ ﺗﺠﺮﻋﻮﺍ ﺳﻢ ﺍﻟﺤﻘﺪ، نشروه ﻓﻲ ﺍﻷرجاء ﺑﺎﺕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ باهتا ﺃﺳﻮﺩ ﻛﺄﻧﻪ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﻲ ﻛﺒﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، مدن الحب فارغة إلا من ذاكرتها وصوت ضحكات عشاقها تعصف بها كأشباح الموت والحزن واليباب، أبحث في صحراء العمر عن نفسي فلا أجد إلا بقايا من جسد رث وحب امتهرته أنثى من السراب.
___________________
إرسال تعليق