۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩ مقالة ۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩
إن إختلاف الأغراض و الأهواء و حقيقة النوايا عند الناس غيبٌ لا يعلمه إلا الله ، و نحن لا نشق على صدور الناس لنرى ما فيها ، و لا نزكي أنفسنا على غيرنا و لا نحكم عليهم بدون حجة ظاهرة ، و لم يكتب الله العصمة لاحدنا ، فقد يخطىء من يخطىء مع صدق النية ، و قد يقول أحدٌ حقاً و هو يريد باطلاً ، فلا نترك الحق لأننا نتهم من قاله ، فالحق سبيل و غاية و هو منتهى الإدراك الذي نرجوه ونحن أولى بالحق ، و قد أعزنا الله بدينه و بهدي رسوله و سنته و تلك حكمة الأمر و الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدت سعى إليها ، ولقد إنقطع الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و تلك الأيام دول بين الناس فمن ظلم سَيُظلم ، و القصاص ميزان العدل المقلوب برغبتنا مع أنه طوق النجاة من الغرق في المهالك ، أما الحلال و الحرام فقد بَينهُما الله لنا ، و تركنا منهما رسول الله على المحجة البيضاء و الحجة الواضحة ، أما ما عدا ذلك من شئون الدنيا فعلينا بأن نتقي الله ما أستطعنا ، ثم نجتهد رأينا و نتشاور و نسأل من الله السداد ، و ياليت أن الأمور التي تعرض لنا في الدنيا تنحاز بين صواب لا لبس فيه كفلق الصبح و خطأ لا لبس فيه كعتمة الليل ، فلا يقع بيننا خلاف أبداً ، بل هي أمور مفتنة و نحن نحيا في وقت الفتن التي تزاحم العقول و تدحر حتى أُولي الألباب ، فلما أمرنا الله بالشورى إذن ، إذا كان الصواب جلياً واضحاً في كل مسألة ، هل يشاور أحدنا فيما فرضه الله و قطع به كالصلاة و الزكاة و الصيام ، كلا بالطبع ، فإن كان هذا طبع الدنيا فإن إختلاف الأراء و تدافعها سنة من سنن الله في خلقه ، على أن ينضبط هذا بالشورى و تقوى الله ، فلا يصير الأختلاف خلافاً و لا يصير التدافع تنازعاًً ، فلن يعصمنا من الخطأ إلا تقوى الله و تجرد نيتنا من الهوى و الغرض ، فلا يفتننكم عن دينكم أناساً قد مرضوا بالنفاق و حسبوا الدين و الدينا مأثرة و إمارة فأرادوا منا السير خلفهم تباعاً فيشكلون من القول أحسنه و يقعون منا على جثث الإيهام للعقول و تلوين الباطل بالحق ، يريدون زيف الجاه و ينفرون من مصالح الناس و مغالبة الطمع داخلهم ، فلا يقاضي القوي فيهم من ولاه و إن أخطأ ، و يعادون و يقاضون من إعترض عليهم و إن أصلح ، و تلك هلكة الأمم من قبل و من بعد ، فما السبيل لنا في خلاص نرجوه و رضا لله علينا نرنو إليه سوى تقوى الله ، وماذا نفعل و قد أنفرط العقد الجامع لنا فصرنا أعداء لأنفسنا قبل الأخرين ، و صرنا نرى المقبلين على الدنيا أكثر من الزاهدين فيها ، فغلبت علينا مولاة النفس عن مجاهدة النفس و قضينا بالنظر أحكاماً لا تؤخذ إلا تدقيقاً على منصة البصيرة فصرنا ننقض تباين الأمور و نقايض الصالح بالطالح ، و مع أن إختلاف العلماء رحمة ، إلا إن إختلافنا مع بعضنا صار و كأنه هلكة لنا و جمرة تستحيل بركاناً قد يقوض فينا أركان الخير الذي كنا نرجوه بإجتماعنا سوياً ، فأى أختلاف أراه الأن يشق الصف و يداعب الشيطان في مكمنه فيمهد له طريق سيطرة الضعف و الوهن على شمس القوة فينا ؟؟؟ فلا يلبث فينا وقت قليل إلا و يحل الظلام فلا شمس أبقينا و لا قمر رأينا فأرشدنا ، فالله الله لمن نظر لدنياه و بكى لعظيم هوانها عليه و من ثم إبتسم لأخرة قد قدم فيها ما بخل به عليها غيره ، فأيكم يبتسم و يبكي ،
و أفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد ،،،
،،،،،،،،،،
۩۩۩۩۩۩۩۩۩ أ / عبده جمعه ۩۩۩۩۩۩۩۩۩
إرسال تعليق