GuidePedia

0

 موغادة......

هـذي البسيـطة كلّـها مـوغَادَةْ
فالـعدل لـيس بهـا لديهِ سِيَادَةْ
لا حكمَ لا قانونَ يضبطُ عيشةً
بـيـن التساوي بيـنـها بـعَـمَـادَةْ
الظلمُ حاكمُها الوحيدُ وحكمُهُ
حـكـمُ التفـاوتِ بالغـنا والقَـادَةْ
أين العـدالة كي يسـاوي بينها
بـيـن الرعيّة حكمُها والسَـادَةْ ؟!
هذا جميلُ الشكلِ يُرغَبُ وصلُهُ
هـذا كـئـيـبٌ لا يـنـال ودَادَهْ
هذا سلـيمُ الجسـمِ ذا مسلولُهُ
هـذا ذكـي ٌّ ذا مـصــاب بَـلَادَةْ
هذا غـنـيٌّ نـام فـوق فـراشـهِ
هـذا فـقـيـرٌ نـام دون وسَـادَةْ
هـذا يعـيش حياتـهُ في أهـلهِ
مـا ذاق يـوماً هـجـرَه ُ وبُعَادََهْ
هـذا قضـى كلّ الحياةِ بغربةٍ
شوقـاً ويـحلــم أن يـرى أولَادَهْ
هـذا تـزوّجَ زوجـةً فـيـهـا حلا
بـشـعـــورهـا وكــأنـّهــا وَلَّادَةْ *(1)
هـذا تـزوّجَ نـكـبةً فيهـا الشقا
ما قَـلْبُـها بالصـدرِ غير بيَـادَةْ
إذْ كلُّ شيءٍ في التفاوتِ كائنٌ
هـذا بـنـقـصـان ٍ وذا بـزيَـادَةْ
مـتـفاوتـون الناسُ أرزاقـاً فـذا
مـقسومـُهُ حـزنٌ وذاكَ سـعـَادَةْ
أين العدالة ؟! لا وجودَ لها على
الدنيا وما بـرحَ التـفاوتُ عـَادَةْ
ستقولُ: أنّ الموتَ حكمٌّ عادلٌ
لا شـيءَ يـبـقـيـه ِ بـدون إبـَادَةْ
سأقولُ:هل من عدلِهِ أخذُ الغني
ضِمْنَ الفقيرِ معا..ً، يُعِدُّ زِنـَادَهْ ؟!
فإذا انقـضى ماتا معاً لـكـنّما
كـلّاً سيبـعثُ قـاصداً ميعَـادَهْ
وكـلاهـمـا قـد آمــنـا بالـلـه ربّـاً
أخـلـصـا لـهُ بـينَ كلّ عـبادَةْ
فإذا الغنيْ قد نال أعلا منزلٍ
بين الجنانِ من الفقيرِ وسَادَهْ
لا شـيءَ إلّا أنّـهُ مـن مـالـهِ
أعطى تصدّقَ فاستحقّ قِلَادَةْ
أوليس من منع الفقير تصدّقاً
رَزَقَ الـغـنيَّ ولـلـتّصـدّق ِ قََـادَهْ؟!
....................
تتسابق الأقوامُ حولَ المـَادَةْ
لـضـمـانِ أقـواهـا بـقـاءً عَـادَةْ
يقضي القويّ على الضعيف بعلمهِ
وذكـائـهِ لا مـن غـبـا وبَـلَادَةْ
مستعـمـراً يأتيـه ُ ينـهبُ ثروةً
مـن أرضـهِ حـتّى يـهـدّ بـِلَادَهْ
يمضي على تجهيلهِ حتّى يصيـ
ـر بـدون عـقل ٍ فـاهـم ٍ وإرَادَةْ
.............يتبع
أ . عبد الرحمن جانم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(1) ولّادة بنت المستكفي شاعرة الأندلس المعروفة بغزلها مع ابن زيدون .....

إرسال تعليق

 
Top