السـلام عـليكـم ورحمـة اللـه وبركاتـه
...........................................
في حياتنا الكثير والكثير من الأقوال والأمثال الشائعه ، تتردد على ألسنتنا أو تصل إلى أسماعنا ،
ولكن دون أن ندرك معناها ، أو القصه التي وردت في سياقها ، أو المدلول التي معناها ، أو القصه التي أو المدلول التي ترمي إليه .
ومن الأقوال الشائعه ما يرتبط بمثل عربي ، أو شعبي ، ومنها ما يرتبط بقول مأثور إرتبط بموقف معين أو عظه جاءَت من تجارب اشخاص ألمت بهم حوادث ؛ وهي ظاهره فريده ومتميزه لإيجازها الشديد ودلالاتها العميقه .
وهي خلاصة تجارب في شتى ميادين الحياة اليوميه ؛ ولم تترك موضوعا إلا وطرقته ؛ وهي مرآه صادقه تعكس ببراءه وعفويه وسذاجه محببه إلى النفس . فهي كلمات من صميم الواقع تعبر عن سلبيات وإيجابيات طبائع البشر . وقد صيغت هذه الأقوال بكلمات موجزه مؤثره وبلغه رشيقه تلامس الوجدان .
.
ومن الأقوال المأثوره والمتداوله بين الناس والتي ارتبطت بحادثه : (( العين بصيره واليد قصيره ))
ـــــــــــــــــــ
يُروى أن الأصمعي قصد ذات يوم رجلاً بحاجه ، لعلمه بكرمه وطيب نفسه ؛ فوجد على بابه حاجباً فمنعه من الدخول عليه ، ثم قال : واللهِ يا أصمعي ما أوقفني على بابه لأمنع مثلك ؛ ولكن لرقة حاله وقصور يده . فكتب الأصمعي رقعةً فيها :ـ إذا كان الكريم له حجاب فما فضل الكريم على اللئيم ؟ ثم قال للحاجب :ــ خذ هذه الرقعه وأوصلها إليه . فاخذها الحاجب ودخل عليه وسلمها إليه ؛ فلما قرأها ، كتب على ظهرها بيتاً من الشعر :ـــ إذا كان الكريم قليل مالٍ ـــ تحجب بالحجاب عنا لغريم . وأمر الحاجب بإعادتها إليه مع صرة فيها خمسمائة دينار ؛ فجاء بها وسلمها إليه ، فسرّ بها وقال في نفسه : واللهِ لأتحفن المأمون بهذا الخبر ؛ فتوجه نحو مجلس للمأمون وطلب الدخول ، فأذن له بالدخول ؛ فسلم عليه وأذن له بالجلوس . فسأل المأمون الأصمعي : ــ من أين جئت يا أصمعي ؟ قال : ــ من عند رجل من أكرم الأحياء . قال:ــ ومن هو ؟؟
فدفع إليه الأصمعي الرقعه والصره ؛ فقال المأمون :ــ هذا من بيت مالي ؛ ولا بدّ لي من الرجل ؛ فقال الأصمعي :ــ إني أستحي أن أروعه ، فقد أحسن إلي . فأمر المأمون أحد رجاله بإحضار الرجل ، فلما حضر الرجل بين يدي المأمون ، قال له :ــ أما أنت الذي بالأمس شكوت رقة الحال ، فدفعنا لك هذه الصره لتصلح بها حالك ؛ فقصدك الأصمعي ببيت واحد من الشعر فدفعتها له ؟؟
قال :ــ نعم يا أمير المؤمنين ؛ والله ما كذبت فيما شكوت من رقة الحال ؛ لكن إستحيت من الله تعالى أن أُعيد قاصدي . فقال المأمون :ــ لله أنت ؛ فما ولدت العرب أكرم منك ! فبالغ في إكرامه وجعله من جملة ندمائه ؛ وقد ذهب قول الحاجب مثلاً ؛ وقد طورت العامه المثل ، فأصبح بصيغته الحاليه (( العين بصيره واليد قصيره )) وصار يضرب في الشخص الكريم النفس بطبعه ؛ ولكنه لضعف حاله قد تعذر عليه العطاء والكرم .
...........................................
في حياتنا الكثير والكثير من الأقوال والأمثال الشائعه ، تتردد على ألسنتنا أو تصل إلى أسماعنا ،
ولكن دون أن ندرك معناها ، أو القصه التي وردت في سياقها ، أو المدلول التي معناها ، أو القصه التي أو المدلول التي ترمي إليه .
ومن الأقوال الشائعه ما يرتبط بمثل عربي ، أو شعبي ، ومنها ما يرتبط بقول مأثور إرتبط بموقف معين أو عظه جاءَت من تجارب اشخاص ألمت بهم حوادث ؛ وهي ظاهره فريده ومتميزه لإيجازها الشديد ودلالاتها العميقه .
وهي خلاصة تجارب في شتى ميادين الحياة اليوميه ؛ ولم تترك موضوعا إلا وطرقته ؛ وهي مرآه صادقه تعكس ببراءه وعفويه وسذاجه محببه إلى النفس . فهي كلمات من صميم الواقع تعبر عن سلبيات وإيجابيات طبائع البشر . وقد صيغت هذه الأقوال بكلمات موجزه مؤثره وبلغه رشيقه تلامس الوجدان .
.
ومن الأقوال المأثوره والمتداوله بين الناس والتي ارتبطت بحادثه : (( العين بصيره واليد قصيره ))
ـــــــــــــــــــ
يُروى أن الأصمعي قصد ذات يوم رجلاً بحاجه ، لعلمه بكرمه وطيب نفسه ؛ فوجد على بابه حاجباً فمنعه من الدخول عليه ، ثم قال : واللهِ يا أصمعي ما أوقفني على بابه لأمنع مثلك ؛ ولكن لرقة حاله وقصور يده . فكتب الأصمعي رقعةً فيها :ـ إذا كان الكريم له حجاب فما فضل الكريم على اللئيم ؟ ثم قال للحاجب :ــ خذ هذه الرقعه وأوصلها إليه . فاخذها الحاجب ودخل عليه وسلمها إليه ؛ فلما قرأها ، كتب على ظهرها بيتاً من الشعر :ـــ إذا كان الكريم قليل مالٍ ـــ تحجب بالحجاب عنا لغريم . وأمر الحاجب بإعادتها إليه مع صرة فيها خمسمائة دينار ؛ فجاء بها وسلمها إليه ، فسرّ بها وقال في نفسه : واللهِ لأتحفن المأمون بهذا الخبر ؛ فتوجه نحو مجلس للمأمون وطلب الدخول ، فأذن له بالدخول ؛ فسلم عليه وأذن له بالجلوس . فسأل المأمون الأصمعي : ــ من أين جئت يا أصمعي ؟ قال : ــ من عند رجل من أكرم الأحياء . قال:ــ ومن هو ؟؟
فدفع إليه الأصمعي الرقعه والصره ؛ فقال المأمون :ــ هذا من بيت مالي ؛ ولا بدّ لي من الرجل ؛ فقال الأصمعي :ــ إني أستحي أن أروعه ، فقد أحسن إلي . فأمر المأمون أحد رجاله بإحضار الرجل ، فلما حضر الرجل بين يدي المأمون ، قال له :ــ أما أنت الذي بالأمس شكوت رقة الحال ، فدفعنا لك هذه الصره لتصلح بها حالك ؛ فقصدك الأصمعي ببيت واحد من الشعر فدفعتها له ؟؟
قال :ــ نعم يا أمير المؤمنين ؛ والله ما كذبت فيما شكوت من رقة الحال ؛ لكن إستحيت من الله تعالى أن أُعيد قاصدي . فقال المأمون :ــ لله أنت ؛ فما ولدت العرب أكرم منك ! فبالغ في إكرامه وجعله من جملة ندمائه ؛ وقد ذهب قول الحاجب مثلاً ؛ وقد طورت العامه المثل ، فأصبح بصيغته الحاليه (( العين بصيره واليد قصيره )) وصار يضرب في الشخص الكريم النفس بطبعه ؛ ولكنه لضعف حاله قد تعذر عليه العطاء والكرم .
إرسال تعليق