همسة لكل فتاة .. بقلم/ زهرة يونس

همسة لكل فتاة ..

بقلم/ زهرة يونس

لكل فتاه طباع وأفكار خاصة تنعكس على كيفية اختيارها لشريك الحياة ومع اختلاف الدرجات العلمية أو المهنية فإن الأثر الأبقى لدى الفتاه يكون من نشأتها وطبيعة المنزل والبيئة الإجتماعية التي ربيت بداخلها..

وهمستي لكل فتاه: قبل أن تسعي للزواج وبناء حياة جديدة تشبعي بكل مايدعم ثقتك بذاتك وقدرتك على العطاء وفهم أمور دينك من حقوق وواجبات .. لقد كرمك الإسلام حق التكريم فلا تختزلي كيانك في كونك مجرد رد فعل لمعتقدات مجتمعية تودي بك وتحيطك بالدونية تجبرك على التواري خلف ظل أي رجل باسم الزواج، ورغم عِظم دورك إلا أنها تؤطرك كتابع مُهمل لا أكثر وقتما تجدين غيرك تُتوج بكل حب وإهتمام .. ربما لأنها علمت حقوقها تمام العلم ولم تقبل فيها بالتنازل .. أو التأجيل.. وتستمد المرأة قيمتها وإتزان أثرها بأي مكان أو مكانة بإتمام دورها بنفس قدر إهتمامها بحقها.

لكل أسرة طبيعة مختلفة. فليس هناك نمط أفضل أو طريقة مُثلى نسعى لتطبيقها كقالب إجتماعي. ورغم الإنفتاح الثقافي ومظاهر المدنية فإن ما يظهر من أثر المعاملة بين الزوجين يرثه الأبناء ويطبع على شخصيتهم ونظرتهم للحياة ..

فإذا اعتقدت الفتاه من الفطري أن تحتذي بأمها كزوجة أملاً في إحتواء الزوج لها كأبيها فمن الطبيعي أنه أيضاً وبشكل فطري يسعى ليرى فيها أمه التي تعطي برضا أو بغير رضا لتستمر عجلة الحياة ( المستقرة) في كنف أبيه الذي سيسعى بدوره لتكرار صورته كزوج.. وهذا هو مايشعل الخلافات ويخلق الفجوة النفسية بين الزوجين والتي قد تنتهي إلى الخرس الزوجي أو الطلاق الصامت.. هذا رغم التكافؤ بالمستوى الإجتماعي و التعليمي والمادي بينهما.

ولتعلمي أن معايشة الأبناء للتقدير والإحترام المتبادل بين الوالدين داخل المنزل يمثل حصن أمان يحتويهم ويربي فيهم الثقة والإعتزاز بمعنى العائلة، ويسهل مهمة الأم كقدوة ومعلمة لهم تدعمهم نفسياً ومعنوياً.. حينها لن يستغربوا قيمة وعِظم بر الوالدين وأن (أمك.. ثم أمك.. ثم أمك.. ثم أبيك)..

كما أن إدراك قيمة دورك في بناء بيت مسلم يمنحك الثقة بكيانك كزوجة وأم لآداء مهمتك على أكمل وجه كما أمَركِ دينك وأن النبتة والجزاء بيد الله سبحانه وتعالى لا بيد البشر .. لذا فلن تغرك شعارات تحرير المرأة التي تجمد دورها داخل المنزل وتخرجها تدريجياً عن مدارِها الطبيعي وتبيح بذلك تفكك الأسرة وهدم الكيان البنيوي للمجتمع السوي .. هذه الشعارات شأنها تماماً كمن يستغل عَور عين لإعماء الأخرى.. لأن المرأة كونها ارتضت مسئولية الزواج والأمومة فاهتمامها بتطوير ذاتها بتعلمها أو عملها هو جزء مكمل لاينفصل عن الوفاء بدورها كزوجة وأم.

#همسة_لكل_فتاه

#زهرة_يونس