قلب الأم
ﻳﺎ طالباً للبِرِّ ﺑَﺸِّﺮْ ﻣَﻦْ ﺻَﺒَﺮْ
فَرِضاءُ أُمِّكَ في الحَياةِ هُوَ الظَّفَرْ
يا حامِلاً ألَمَ الهُمومِ بِصَدْرِهِ
مَنْ غَيْرُ قَلْبِ الأُمِّ يَجْلو لِلعَكَرْ
مَنْ للفَضائلِ والمَكارِمِ غَيْرُها
يَصْفو المَعاشُ بِقُربِها بَعدَ الكَدَرْ
وَتَقولُ أنَّكَ مُحْسِنٌ لِكَريمَةٍ
أعْطَتْكَ ما لَمْ يُعْطِهِ كُلُّ البَشَرْ
وَرَأيْتُ قَولَكَ للفِعالِ مُنافِياً
فاعْلَمْ بأنَّ عَلَيْكَ إمْعانُ النَّظَرْ
يا أيُّها الإبنُ العَقوقُ لأُمِّهِ
إيّاكَ مِنْ عِصيانِها كُنْ في حَذَرْ
لا بُدَّ أنْ يأتيكَ يَومُ حِسابِ مَنْ
لَوْ شاءَ لا يُبقي عَلَيكَ وَلا يَذَرْ
سَهِرَتْ لتُعطيكَ الحَنانَ ليالياً
هَلْ كانَ مِنكَ الرَّدُّ رَدّاً مُنْتَظَرْ
كُفَّ الأذى واحْفَظْ لسانَكَ نَحْوَها
واصْبِرْ لحُكْمِ اللهِ واقْبَلْ بالقَدَرْ
واغْضِضْ عَنِ المَكْروهِ طَرْفَكَ واجْتَنِبْ
ما كانَ مِنها ما يُسيئُ إذا صَدَرْ
ﻭﺍﻏْﻨَﻢْ ﺯَﻣﺎﻧَﻚَ قَبْلَ أنْ تَلْقَ الرَّدى
ﻭَﺩَﻉِ ﺍلعُقوقَ ﻓﺈنَّهُ ﻣَﺤْﺾُ ﺍﻟﻀَّﺮَﺭْ
حَمَلَتْكَ في أحْشائها وَعَلى يَدٍ
وحَنَتْ عَليْكَ تَهابُ ﻣِﻦْ مَرَضٍ ﻭَﺷَﺮْ
لَوْ عِشْتَ طولَ العُمرِ مِنْ خُدّامِها
لَمْ توفِ دَمْعَةَ عَيْنِها عِنْدَ السَّهِرْ
وَارْجو رِضاءَ اللهِ في إرْضائِها
وَكَذا رِضاءُ ﻣُﺤَﻤَّﺪٍ ﺧَﻴْﺮِ ﺍﻟﺒَﺸَﺮْ
بكري دباس
إرسال تعليق