مـن أجـمل الـنـوادر من التـراث _ ما حصل من أبي دلامة مع الخليفة المهدي _ إعداد وتقديم الشاعره ليالي أحمد الأسعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــه

===============

من أفضل ألوان وصنوف الأدب اللون الباسم الذي يتضمن أخبار السلف الضاحكه ، وطرائفهم الممتعه ، ونوادرهم الشائقه .

ومنه ما يهدف للإستمتاع والإضحاك ، ومنه ما يجمع إلى جانب الإبتسامه متعة الفائده الأدبيه والتاريخيه والثقافيه في الوقت

نفسه . حيث أن الترويح عن النفس يعتبر من ضروريات الحياة ، وخاصه

في هذه الأيام المثقله بالهموم والمشاغل والمتاعب .

كما أن الإنسان يتجدد نشاطه بالضحك والفكاهه .

لذلك فقد حرصنا في حلقات هذا البرنامج أن نجعلها تسلية وتثقيف وتروّيح

عن النفس . ونأمل أن تحظى نوادرنا وطرائفنا بإعجابكم الكريم ؛ والله الموفق .

ومن أجمل ما قيل من نوادر أبي دلامه وهو ( زند بن الجَوْن الأسدي ) .

..............................................

دخل أبو دلامه على المهدي وأخذ يبكي . فقال له : ما لكََ ؟ قال : ماتت أم دلامه . فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وأمر أن يُعطى ألف درهم ، لتعينه في مصابه ، فأخذها ، وشكر ، وانصرف .

ولما وصل إلى منزله قال لأم دلامه : إذهبي واستأذني الخيزران ، فإذا دخلتِ تباكي ، وقولي لها : إن أبي دلامه قد مات . فمضت واستأذنت ؛ ثم دنت وأخذت تبكي ، فقالت لها الخيزران : ما لكِ ؟ قالت : مات أبو دلامه . فقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ! أعظم الله أجركِ ! وتوجعت لها ، ثم أمرت لها بألفي درهم . فدعت ـ وشكرت ، وانصرفت .

ودخل المهدي على الخيزران ، فقالت : يا سيدي ! أما علمت أن أبي دلامه قد مات ؟

قال: لا ، إنما امرأته هي التي ماتت ! فقالت : لا واللهِ إلا أبو دلامه ! فقال : خرج من عندي الساعه أنفاً . فقالت : خرجت من عندي الساعه ، وأخبرته با حصل معها . فضحك وتعجب من حيلتهما ..!