بسمة الصباح
حوار بين شاب وعجوز
بقلم رسمية رفيق طه
وقف الشاب على درجة عالية من سلالم منزله ونادى جده قائلا
كيف ترى قوتي وانا على درجة عالية وقد وصلت اليها في ثواني معدودة حتى خلت نفسي اطير وليس لدي خوف من صعود الجبال وانا اغزل الخيط فالدنيا صنعت للاقوياء في مغامراتهم وحبهم للمعارك ولذلك استطعت ان ابعد اغرابا اروادوا دخول ارضي بقوة ولكن يدي اطاحت بالجمع الغفير ولم البي نداء اصواتهم التي علت تستجدي العذر فضحك الجد وقال
لم تأتي بالجديد فكل من يماثلك بالعمر هم كقوتك او اكثر وقد يكون الفرق بينكما في قوة العقل والرؤيا فأنت امتلكت قوة النخوة وحب التراب مع قوة الجسد الذي انعم الله عليك بها فلا تتبختر فيها مجدا لانه سيأتي يوما وستكون مثلي فيا ولدي قوتك الحقيقية في رأسك فاجعلها تنمو وتترعرع وتخرج للدنيا وفق المعطيات فقوة امثالي تتجلى في هدوء الركون الى الانصات الى صوت العقل والابتعاد عن مهاترات الجدل --والدنيا انزلتها عن ظهري التي حملتها كثيرا في شبابي حتى ارهقتني وادركت بعد فوات الاوان بانني كنت طوال عمري في معركة خاسرة فقدت فيها راحة البال والصبر لانني كنت حينها ادرك بان القوة في الصراع والجدل والجري وراء كل خطأ في الدنيا لأحاربه دون وعي حتى جاء اليوم الذي تراني فيه لأدرك مسيرة حياة خاطئة بوهم القوة المستمرة التي سيطرت على البصيرة والبصر-----
ولكن ياجدي هؤلاء الاغراب ارادوا اغتصاب الارض فكانت لقوتي سلاح مشروع للدفاع عن حياتي
نعم هذا حق ايها الشاب ولكم صوت الاعتذار جاء لمسمعك فأغمضت الأذن وتابعت بالقوة فصل النهاية --في هذا المشهد ياولدي كانت قوتك عمياء متجبرة قاسية كان لابد لقوة العقل ان تخرج حين سمت صوت الرجاء
ياولدي فالقوة لن تستمر فأن اخذتها الان ستفقدها غدا وانظر حولك لتتعلم فاعمل على ان توازي بين قوة الجسد والبصيرة حتى اذا غادرتك القوة الجسدية في اي وقت كان ستبني حياتك على خطوط من الصبر والسمو والفكر والنفس فتلقى حياة رضية فاليوم ياولدي اضع صورتي امامك لتتعلم ولترى كم عانيت القهر لانني تناسيت عملية الحساب لهذا اليوم
انظر الى الفرق الذي تجاهلته بين الامس والحاضر فالآن
اصبحت اتنازل عن حق الرد في اشياء وامور لا تغني ا و تهدم غنى فكنت في السابق افاصل البائع ان خرج عن المعتاد واليوم اصافح طعمه بالابتسامة واعطيه طلبه لان ذاك الطمع لن يغنيه ولن يجعلني بين الفقراء
اسمعني جيدا وتعلم شيئا لم اتعلمه ممن سبقني
ان اردت اليسر لعمرك فالزم الصبر والبسمة قوة وتعلم متى ترفع قوة العقل والحكمة بدلا عن القوة الجسد ولا تفاخر بقوتك حتى لا تكون نقطة ضعف يستغلها كل عدو لك ولا تحمل الدنيا على ظهرك فأمرها في ذاتك بخطوة خير لا اكثر لانك لن تصبح الخالق لتسوي الانفس فتشفىي الدنيا والان ياولدي هل تريدني ان اصعد الى الدرج بسرعة كي اثبت قوتي فان صعدت قتلت نفسي وربك قال ولا ترموا بانفسكم الى التهلكة وقوتي هنا هي في الحكمة التي وصلت اليها بطول العمر وقد تصلها انت في شبابك ببصيرتك وتجارب غيرك
صباح القوة
المحامية رسمية رفيق طه
إرسال تعليق