همسات الرٌّوح
بقلم زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
البحر : الكامل
كم راقَ لي أنسى زماناً قد مضى___والحُبُّ لا يُنسى فهل يتقسَّمُ ؟َ
إن ضاعت الآمالُ منهُ فلن أرى ___وصلاً لغيرِ اللَّهِ فهو المُنعِمُ
فالرُّوحُ تسمو من معاناةٍ إذا ___ كانَ الوفاءُ لَهُ عَبِيرٌ يجثُمُ
................
ستطيرُ أرواحٌ بهمسٍ هادِرٍ ___ في قلبِ من أرضى الَّذي يترنَّمُ
أنا لن أكونَ لغيرِ ربِيَ خاضِعاً ___ فامسح دموعاً فالإرادةُ مَغْنَمُ
والقلبُ خالٍ من علائقِ ما انقضى ___ والعمرُ جاد بكُلِّ من يتبسَّمُ
...............
هذا شبابٌ فيهِ عزمُ خلائقٍ ___ والكدُّ يعلو بالَّذي يتجشَّمُ
لا حيرةٌ تُبقي القيودَ بزندِهِ ___ والطّهرُ فيهِ شفاءُ مَن يتألَّمُ
همساتُ أرواحٍ لمن برأَ الدُّنى ___تدعو مساندةً لما يتحتَّمُ
................
يا قوَّةَ المولى الَّتي من رحمةٍ ___لانت لمن ذَلَّ الفؤادَ فَيُفْطَمُ
عن كُلٍّ لذَّاتٍ بها شكٌّ طرا ___ كيفَ الذي من عينِهِ يتسمّمُ
لا خيرَفي الدُّنيا إذا باتَ الهوى ___شُغلاً لِكُلِّ مُسافرٍ يتشرذمُ
.................
إن تاهت الأرواحُ جلَّ مُرادُها ___هذا الفضاءُ لهُ اتساعٌ يُلهِمُ
طُرُقُ الهدايةِ من شُعاعِ محبَّةٍ ___ قد شقَّ صدراً والإلهُ يُرمِّمُ
بالهمسِ فوقَ شفاهِ أحلامٍ وذا ___ من كُلِّ صوبٍ للَّذي يتهدَّمُ
.................
من كُلِّ أرزاءٍ لنا عِبرٌ كما ___ من كُلِّ محبوبٍ يجيءُ تَأَلُّمُ
لا للوقوفِ أمامَ مُختالٍ إذا ___ صحَّ الفؤادُ وبانَ منهُ تَفَهُّمُ
همَساتُهُ للرُّوحِ إن جالت بها ___ أفكارُ وهمٍ قد تُشيبُ وتُهرِمُ
.................
لا بُدَّ من وصلٍ لمن فطرَالعنا___ في قلبِ محبوبٍ لهُ من يصرِمُ
لا ما يهونُ الحِلمُ في خلجاتِهِ ___ إن كانَ يسمو فالحلالُ يُترجِمُ
لا ما تهتَّكَ من عيونِ سحابةٍ ___ إلاَّ لغيثٍ قد رجاهُ ...المُغرَمُ
.................
غَسَلَ الضَّلالةَ بالدُّموعِ وحرُّها ___ أحيا البصائرَ إذ بها يتنسَّمُ
عونَ الإلهِ ، فلا يزلُّ بِخُطوةٍ ___ والحقُّ أبلجُ ، إذ بِهِ يتظلَّمُ
لا من جهولٍ سادرٍ في غيِّهِ ___ يُمضِي المرامَ ولا لداءٍ يُسلِمُ
.................
هَمْسُ الحنينِ لِروحِ مَنْ نَهوى وقد ___نأتِ الدِّيارُ ولا بعودٍ نحلمُ
روحٌ تذوبُ بقلبِ كُلِّ مُفارقٍ ___ إن تاه عقلٌ في بلادٍ تردِمُ
يا ربِّ فارحمنا وكن في عوننا ___هذا مرادٌ والنَّوى قد يُسقِمُ
.................
لا تنو غيرَ الخيرِ إنَّ خلاصَنا ___ في طُهرِ أفئدةٍ ، فذاكَ المُكرِمُ
أفعالُنا في ظاهرٍ أو... باطنٍ ___ نرجو بها المولى ولا نتبرَّمُ
صلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ ___ والصَّحبِ ما عاشت قلوبٌ تُرحَمُ
................
الخميس 28 شوَّال 1439 ه
12 يوليو 2018 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
إرسال تعليق