أُنَادِي غَرِيباً
أنادي غريباً بأرض بلادي
كطفل كساه شرودا مكدّر
أهيم إليها بقلب حزين
بطول الفراق لعلّي سأصبر
أغنّي إليها كطفل تذكّر
ليال طوال قضاها سكّر
فيا من أراها حبّا زكيّا
أحقّا أعود إليك فأكبر؟
فمذ عانقتك هموم المآسي
وصرت تلالي بصيحات معشر
تعالي فإنّي قريب سأبقى
وفيّا لذاك التّراب المعطّر
هو الحقد أضحى يزكّي نفوسا
ويشحن فيها سموما فيقطر
بلادي أناديك وكلّي يقين
بأنّ ريّاح السّلام إليك ستعبر
لماذا رموك بسهم وإنّي
لأجلك سأمحو الجراح وأكثر؟
فمذ غادر الصّبح وجه الضّيّاء
أراك كزهرة فارقت الأخضر
لماذا تموت النفوس سريعا
وننسى نجوما ودورا تكسّر؟
فيا سفينا صار بين البيادي
بأيّ رمال دموعي ستعبر؟
لقد عانق الغدر هذه الدّروب
ولم يعد غير السّراب يزمّر
ولولا بهاؤك تجلّى بقلبي
لما صرت أقول:أحبّك وأكثر
أنا إن ضممت يديّ لأهفو
لأنّي سأدعو إلاهي ليغفر
أنا إنْ رفعت يداي لأدعو
إلهً كريمًا عساه سيغفر
ويمسح عن بلادي ذنوبا تدلّت
شرورًا من رؤوسٍ ستكبر
أقول: أحبّك برغم شجوني
وكلّي يقين بأنّها ستُنصر...
بقلم أبو عماد عفيصة
إرسال تعليق