ماذا يقول التاريخ ؟؟؟
ان من اكبر الاخطاء التي ارتكبت في عصرنا الحديث بحق قضية فلسطين هو جعلها قضية محليه فلسطينيه وعزلها عن محيطها العربي والاسلامي ، وان من قاموا بهذا العمل لم يقرؤوا التاريخ جيدا ، وان اطلعوا عليه فانهم لم يستوعبوا دروسه ؟ او هو نوع من قصر النظر لدى القادة الفلسطينيين اولا ثم بقية العرب ، وربما هو هروب بعضهم من المسؤولية الدينيه والاخلاقيه والقوميه ؟؟ . ان قضية فلسطين هي في المقام الاول قضية اسلاميه عقائديه ومن ثم قضية عربيه فلسطينيه ، وهي وقف اسلامي لا يصح التفريط في شبر واحد من ارضها المقدسه ، وتحريرها مسؤولية كل مسلم ايا كان موقعه وتواجده واتجاهاته الفكريه ومذهبه ، فالتاريخ خير معلم لنا وهو دليلنا ومرشدنا ، اذ يقول :
ان فلسطين سكنها العرب منذ الاف السنين وقد احتلت من قبل كثير من الاقوام ولكن طابعها العربي هو الذي ظل المهيمن على ارضها طيلة تاريخها الطويل من الصراعات والحروب ---
ان من فتحها وخلصها من الاحتلال البيزنطي ليسوا فلسطينيين ، وانما هم المسلمون العرب الذي قدموا من الجزيرة العربيه – عمر بن الخطاب ليس فلسطينيا – ابو عبيدة بن الجراح ليس فلسطينيا – عمرو بن العاص ليس فلسطينيا ---------الخ
ان من حررها بعد ذلك من الاحتلال التتري والصليبي ، ورفع راية الجهاد في سبيل تحريرها ليسوا فلسطينين ، هم مسلمون رفعوا راية الجهاد ، وحتى معظمهم ليسوا عربا ، نور الدين محمود زنكي اصله تركي – صلاح الدين الايوبي كردي – قطز مملوكي تركي – السلطان قلاوون والاشرف خليل مماليك اتراك – الظاهر بيبرس – من المماليك الاتراك - السلطان عبد الحميد ( الذي رفض السماح لليهود بان يسكنوا فيها وحافظ عليها ) عثماني تركي – عز الدين القسام الذي حمل راية الجهاد في فترة من تاريخها الحديث سوري – حسن البنا وجمال عبد الناصر مصريين - وغيرهم الكثيرون من المجاهدين العرب والمسلمين ؟؟؟ ان القوات التي دخلت عام 1948 لتحريرها ليست فلسطينيه وانما هي عربيه جاءت من مصر والسعوديه والعراق واليمن وسوريا والاردن ولبنان وان كان قد اشترك معها وسبقها الاف العمليات الفدائيه الفلسطينيه والعديد من الثورات والمعارك والملاحم البطوليه من المقاومين الفلسطينيين والذين شاركهم بها الكثير من المجاهدين العرب الذين جاءوا من شتى الاقطار العربيه .
ان فلسطين سقطت مع سقوط الخلافه الاسلاميه ، هكذا يقول التاريخ ؟؟؟
قضية فلسطين هي قضية عقائديه وهي مقياس ايمان الامه ، ولما سأل بطريارك القدس لما سأل ابو عبيده قائد القوات الاسلاميه التي جاءت فاتحه للقدس : لماذا جئتم ؟؟؟ اجابه بقوله : انها البلد المقدس الشريف الذي عرج منها نبينا الى السماء وكان قاب قوسين او ادنى ؟؟ وهي معدن الانبياء وقبورهم فيها ونحن احق بها منكم .
ان فلسطين هي مقياس عقيدة الامه ، وتحريرها هو عنوان كرامتها ، وان لم يتحرك المسلمون لتحرير فلسطين فلن يتحركوا باخلاص لاية قضية اخرى ، وستظل عزيمة الامه فاتره حتى تجتمع الامة الاسلاميه على تحرير فلسطين ، فهي مقياس ايماني تحمل على ارضها المقدسات وفي جوفها رفات الشهداء من الصحابة والتابعين والشرفاء ، وهي رمز عزتها ومجدها ، وهي المحفز على نقائها ووحدتها ، وهي قلب الامه ----- ولم لم يدرك ذلك من العرب ومن المسلمين فهو اما جاهل لحقائق الدين والتاريخ او هو اناني لا يهمه الا مصالحه الذاتيه الخاصه وعقيدته مجروحه ؟؟؟
كل من جاء لغزو فلسطين انما جاء وهو يحمل (( عقيدة )) ، وحتى وان كانت محرفه ؟؟ جاء الصليبيون لاطماع ماديه ولكنهم حملوا الصليب ، وجاءوا لتحرير قبر المسيح كما زعموا – "هرتزل " رئيس اول مؤتمر صهيوني والذي يعتبر مؤسس الصهيونيه علماني لا يؤمن باي دين ولكنه كان يخطب في الكنائس اليهوديه ليحرض اليهود على الهجرة الى ارض الميعاد ، كما تقول توراتهم المحرفه ؟ لما دخلها القائد الانجليزي " اللنبي " قال مقولته الشهيره : الآن انتهت الحروب الصليبيه !! ، ولما دخل القائد الفرنسي دمشق وضع قدمه على قبر صلاح الدين قائلا : ها قد عدنا يا صلاح الدين ؟؟؟ والمسلمون حرروها عن عقيدة جهادية صحيحه ، لنشر عقيدة التوحيد والتنوير ورفع راية العدل والحرية والسلام للعالم باسره ----
علينا اخذ العظة والعبرة من تلك الدروس الي ينقلها لنا التاريخ -------
( نواف الحاج علي )
إرسال تعليق