GuidePedia

0

((( ســــــــاعة مع مأساة الحلاج --------- !! )))
وصولا بمسرحية صلاح عبد الصبور

للعلم أهلٌ و للإيمان ترتيــــب و للعلـــــوم و أْهلِيها تجاريب
و العلم علمان منبوذ و مكتســب و البحر بحران مركوب و مرهوب
و الدهر يومان مذموم و ممتــدح و الناس اثنان ممنوح و مسلــوب
فاسَمعْ بقلبك ما يأتيك عن ثقـــةٍ و انظرْ بفهمك فالتمييز موهــوب

----------
من أقواله الفلسفية :
« سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئاً إلاّ رأيت الله فيه.»

نعم ان التصوف في القرون الأولي شهد مواقف و تجليات اشراقية منذ مأساة الحلاج و تبعه عمالقة الفكر الفلسفي ذات البعد الديني و من ثم طفي علي سطح الثقافة العربية رموز لهذا النوع المتسامي مع نزعة الايمان في تأملات وصفاء للروح التي تهرب من هموم المادة و تبحث عن ماهية الاشياء بعيدا عن التعقيد فتجد نفسها مرآة لساعة التدبر في انعزالية عن حركة الحياة القائمة علي الصراعات التي تشوه ربقة الجمال المحلي بالاخلاق و روح الوحدة و التماسك التعاوني بين الفرد و المجتمع بعيدا عن الانانية من خلال الكلمة التي تفوح بعبق الحكمة
و هذا ملحوظ عند الحلاج الذي نشأ بواسط بالعراق ---
وخالط جماعة من الصوفية منهم سهل التستري والجنيد وأبو الحسن النوري وغيرهم .
ثم تستمر المسيرة التنويرية مع ابن عربي و ابن رشد و البوصيري و البرعي و من حذا حذوهم عبر العصور المتأخرة
و لا سيما عندما عصف التتار و الصليبيين و الاستعمار بالوطن العربي تحت مظلة الاسلام
فما كان من هؤلاء الا لاذوا الي خالقهم فرارا من هذه المحن و الفتن ينشدون الكمال ---
و لكننا نتوقف مع " مأساة الحلاج " و نتسلل الي مسرحية صلاح عبد الصبور وقد تناولتها من قبل في مقالات
عندما اشتريت هذا الكتاب من مكتبة الأسرة عندما طرح في المعرض وهو يحمل دلالات لهذا العالم المتشابك بين الرمز و الاسطورة و الحقيقة من نظرة تأصيلية ممتعة للفكر المستنير هكذا تكون الفائدة المرجوة من وراء العمل الابداعي الفني في تذوق يرتقي بالحواس التي تميزت هذا الانسان عن سائر المخلوقات بحكمة العقل
نشأة الحلاج :
=======
هو الحسين بن منصور الحلاج. عاش بين (244 - 309 هـ / 858 - 922 م )
فيلسوف، عدّه البعض في كبار المتعبدين والزهاد وأعده آخرون في زمرة الزنادقة والملحدين.
أصله من بيضاء فارس، ونشأ بواسط العراق، وكان أبوه يعمل في حلج القطن ونسجه، والمدمج أن لقب الحلاج لحقه بسبب صنعة أبيه تلك.
وظهر أمره سنة 299 فاتبع بعض الناس طريقته في التوحيد والإيمان.
وقيل: كان يظهر مذهب الشيعة للملوك (العباسيين) ومذهب الصوفية للعامة.
وكثرت الوشايات به إلى المقتدر العباسي فأمر بالقبض عليه فسجن وعذب وضرب وقطعت أطرافه الأربعة ثم قتل وحزّ رأسه وأحرقت جثته وألقي رمادها في نهر دجلة ونصب رأسه على جسر بغداد.
أورد ابن النديم له أسماء ستة وأربعين كتاباً غريبة الأسماء والأوضاع منها:
(الكبريت الأحمر)، (قرآن القرآن والفرقان)، (هو هو)، (اليقين).

و قد بني مرقد لهُ في بغداد في الكرخ من الوقف السني
و ثمة انتقادات له :
==========
اكتفى بعضهم بتكفيره بالاعتماد على ما قيل على لسانهِ من أقوال أو أشعار
بينما سعى بعضهم إلى تبرئته بالزعم بأن ما قيل على لسانه لا أساس له من الصحة وأنه كلام مدسوس عليه.
أما أتباعه فإنهم يقدسون أقواله ويؤكدون نسبتها إليه، ولكنهم يقولون إن لها معاني باطنة غير المعاني الظاهرة، وأن هذه المعاني لا يفهمها سواهم.
بينما جنح المستشرقون إلى تفسيرات أخرى وجعلوا منه بطلاً ثورياً شبيهاً بأساطير الغربيّين.

محاكمته:
=====
وقد ذاعت شهرته وأخباره وراج أمره عند كثير من الناس، حتى وصلت لوزير الخليفة العباسي المقتدر بالله
وفي يوم الثلاثاء 24 من ذي القعدة سنة 309هـ تم تنفيذ حكم الخليفة، وعند إخراجه لتنفيذ الحكم فيه ازدحم الناس لرؤيته. ويقال أن سبب مقتله يكمن في اجابته على سؤال أحد الأعراب الذي سأل الحلاج عن ما في جبتهِ، فرد عليهِ الحلاج (مافي جبتي إلا الله) فأتهم بالزندقة واقيم عليهِ الحد، وقيل إن السبب قد يكون سياسياً آن ذاك.

نماذج من أشعاره عن العلم يقول الحلاج :
======================
للعلم أهلٌ و للإيمان ترتيــــب و للعلـــــوم و أْهلِيها تجاريب
و العلم علمان منبوذ و مكتســب و البحر بحران مركوب و مرهوب
و الدهر يومان مذموم و ممتــدح و الناس اثنان ممنوح و مسلــوب
فاسَمعْ بقلبك ما يأتيك عن ثقـــةٍ و انظرْ بفهمك فالتمييز موهــوب
إني ارتقيتُ إلى طودٍ بلا قـــدمٍ له مَراقٍ على غيري مصاعيـــب
و خُضْتُ بحراً و لم يرسب به قدمي خاضَتْهُ روحي و قلبي منه مرغـوب
حَصْبَاؤُه جوهرٌ لم تَدْنُ منـه يــدٌ لكــنه بِيَدِ الأفهــام منهـــوب
شربتُ من مائــه رَياً بغير فــم و الماء قد كان بالأفواه مشـــروب
لأن روحي قديماً فيه قدْ عطشــتْ و الجسم [ما] ماسَهُ من قبل تركيــب

و يقول في مقطوعة أخري :
مَن سارروه فأبدى كلّما ستـروا و لم يراع اتّصالاً كان غَشَّاشـا
إذا النفوس أذاعت سرّ ما علمت فكل ما خلت من عقلها حاشـا
من لم يصن سرّ مولاه و سيّـده لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
و عاقبوه على ما كان من زَلَـَل و أبدلوه مكان الأُنْس ايحاشــا
و جانبوه فلم يصلح لِقُرْبِهِـــم لمّا رأوه على الأسرار نبَّاشــا
من أطلعوه على سرّ فنمَّ بـــه فذاك مثل يبين الناس طيّاشــا
هم أهل السرِّ و للأسرار قد خُلقوا لا يصبرون على ما كان فحَّاشا

مع مأساة الحلاج :
=========
و هي مسرحية شعرية من تأليف الشاعر المصري صلاح عبد الصبور، رائد من رواد الشعر المعاصر وحركة التجديد و لا سيما المسرح الشعري بعد شوقي
و قد تناول فيها شخصية ( المنصور بن حسين الحلاج المتصوف )
الذي عاش في منتصف القرن الثالث للهجرة. حيث ظهرت الفلسفة الاسلامية و الفكر بين المدارس و المذاهب الكلامية التي ازدهرت في عصر العباسيين و كان أثارها خارج المشرق في الاندلس و حدث تقارب بين التعريب و الترجمة للثقافة الغربية و علاقة التأثر بالأخر كما نطالعها في حركة المكتبة العربية حتي اليوم ---

و تتكون المسرحية من فصلين سماهما عبد الصبور أجزاء.
= الجزء الأول: "الكلمة"
= والجزء الثاني:"الموت"

وتعد هذه المسرحية حتى الآن أروع مسرحية شعرية عرفها العالم العربي، وهي ذات أبعاد سياسية إذ تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة كما تطرقت لمحنة العقل وأدرجها النقاد في مدرسة المسرح الذهني ورغم ذلك لم يسقط صلاح عبد الصبور الجانب الشعري فجاءت المسرحية مزدانة بالصور الشعرية ثرية بالموسيقى.
أهم ما ميز هذه المسرحية التي نشرت عام 1966 هي نبوئتها بهزيمة 67 إذ مثلت صوتا خارجا عن السرب في مرحلة كان فيها الأدب العربي يعيش أحلامه القومية مع المد الناصري وكانت الرموز السائدة هي تموز وأساطير البعث الفرعونية والفينيقية والبابلية، فكان عبد الصبور الوجه الآخر من هذه الموجة الثقافية من خلال شخصية الحلاج.

وماذا يفعل الإنسان إن جافاهُ مولاه؟
يضيقُ الكون في عينيه، يفقد ألفة الأشياء تصير الشمس في عينيه أذرعة من النيران يلقى ثقلها المشاء
ما الفقر ؟
ليس الفقر هو الجوع إلى المأكل او العرى إلى الكسوة الفقر هو القهر الفقر هو استخدام الفقر لاذلال الروح الفقر هو استغلال الفقر لقتل الحب وزرع البغضاء
ما الفقر ؟
ليس الفقر هو الجوع إلى المأكل او العرى إلى الكسوة الفقر هو القهر الفقر هو استخدام الفقر لاذلال الروح الفقر هو استغلال الفقر لقتل الحب وزرع البغضاء

و للحديث بقية أن شاء الله

إرسال تعليق

 
Top