GuidePedia

0
((( فارس لغتنا الجميلة )))
مع فاروق شــــــــــــوشة " 1936 – 2016 م "

إذا رن صوتك في مسمعي
وطوف في العالم الأوسع
رأيتك في كل شئ معي
وأطرقت اصغي إلى همسة
ترفرف في خافقي المولع
****

فقدت لغتنا الجميلة الشاعرة الشاعر و اللغوي و الاعلامي الكبير فاروق شوشة ابن دمياط قرية الشعراء شاعر دار العلوم صاحب الصوت الرخيم المتميز الناطق للضاد و الجيم القاهرية الاستاذ فاروق شوشة المدرس لفن الالقاء بجامعة القاهرة و المجمع اللغوي مجمع الخالدين الصوت الذي شرق و غرب فحبب المستمع و المتلقي للعربية بعلومها من خلال برنامجه لغتنا الجميلة و مقالاته الرائعة و أمسياته العطرة تجمع شتات الثقافة و الفنون في لقاءات للاعلام الفنون الجميلة ----
فنال منزلة راشخة في قلوبنا جميعا و لم لا فقد ترك ارثا يعد زادا للمكتبة العربية نفتخر به حتي اليوم

علي ضفاف النيل الخالد فرع دمياط و في قرية الشعراء ولد شاعرنا العملاق فاروق شوشة عام 1936 م
تخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة عام 1956 م أبان العدوان الثلاثي علي مصر ثم تخرج في كلية التربية جامعة عين شمس 1957.
عمل مدرساً 1957, والتحق بالإذاعة عام 1958, وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً لها 1994 ويعمل أستاذاً للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة.
أهم برامجه الإذاعية : لغتنا الجميلة, منذ عام 1967, والتلفزيونية: (أمسية ثقافية) منذ عام 1977.
عضو مجمع اللغة العربية في مصر.
رئيس لجنتي النصوص بالإذاعة والتلفزيون, وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة, ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين.
شارك في مهرجانات الشعر العربية والدولية .
و في 14 اكتوبر 2016 تتوقف انفاسه ويعود جسده ليواري في مسقط رأسه بدمياط انه رحلة نهر متدفق بالمشاعر سجل لنا في انطلاقة شاعرية مشوار الابداع في اصرار هكذا يمضي العظماء ---
فكم عشق العروبة وهام ببغداد من خلال مواله الذي مازال صدي صوته يحن للذكريات وملامح العباسيين و خلافة الرشيد فيقول شوشة :

كيف الرقاد ! وأنت الخوف والخطر
وليل بغداد ليل ماله قمر !
ها أنت فى الأسر : جلاد ومطرقة
تهوي عليك وذئب بات ينتظر
وذابحوك كثير ؟ كلهم ظمأ
إلى دماك ؟ كأن قد مسهم سعر
أين المفر؟ وهولاكو الجديد أتى
يهيئون له أرضا فينتشر
أنى التفت فثم الموت ؟ تعزفه
كفان بينهما التاريخ ينشطر
بغداد حلم رف واستدار
كما يزف طائر
نأى به المدار

أسير بين الكرخ والرصافة
أبحث عن عيون هاته المها
أسأل كيف طاب لابن الجهم
موسم الغرام ؟ والأشعار !
وحينما تمتد ساعة التسيار
أعود من مسيرة الأشواق
مستلقيا على ضفاف دجلة
والسمك المسجوف يشعل الحنين
والتذكار
أسير فى تزاحم الوجوه والرفاق
هنا توقف أيها الدليل
فهذه مكتبة المثنى
تفتح أبوابا من الكنوز
تنفض الغبار
عن كتب مطوية عتيقة
لما تبح بما حوته من غرائب الأسرار
وتنزل الستار !
أبحث فى بغداد والعراق
عن شاعر يعيش لحظة المحاق

نعم انه يعانق الوجود في عباءة الصوفي فيسجل تباريح عشق اللقاء قائلا :
الوجود ضجيج..
له لغة من رماد المداخن
والأفق كابٍ دميم
فجأة,
مثل ومض الشهاب
ووقع النبوءة في القلب,
ها,
يتكشَّف لي بارق.. لا يريمْ!
لا تخافي من الرعد,
وانطلقي بالغناء,
الغناء الذي يتخلَّل هذا السديم
لا تخافي من الرعد , لا
إنه زمن عابر

من دواوينه الشعرية :
===========
إلى مسافرة 1966 ـ العيون المحترقة 1972 ـ لؤلؤة في القلب 1973 ـ في انتظارما لا يجيء 1979 ـ الدائرة المحكمة 1983 ـ الأعمال الشعرية 1985 ـ لغة من دم العاشقين 1986 ـ يقول الدم العربي 1988 ـ هئت لك 1992 - سيدة الماء 1994 - وقت لاقتناص الوقت 1997 - حبيبة والقمر (شعر للأطفال) 1998 - وجه أبنوسي 2000 - الجميلة تنزل إلى النهر 2002.
مؤلفاته منها : لغتنا الجميلة ـ أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي ـ أحلى 20 قصيدة في الحب الإلهي ـ العلاج بالشعر ـ لغتنا الجميلة ----
و مشكلات المعاصرة ـ مواجهة ثقافية ـ عذابات العمر الجميل (سيرة شعرية).
حصل على جائزة الدولة في الشعر 1986, وجائزة محمد حسن الفقي 1994, وعلى جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1997

و قد كون شعر المقاومة النضالي في روح الحداثة مع رموز التطور المعاصر
مختارات من شــــــــــــعره :
================
مع قصيدة ( الليل ) يقول فاروق شوشة :

ألقى النيل عباءته فوق البر الشرقي, ونامْ
هذا الشيخ المحنيُّ الظهر,
احدودب..
ثم تقوّس عبر الأيام
العمر امتد,
وليل القهر اشتد
وصاغ الوراقون فنون الكِذبة في إحكامْ!
لكن الرحلة ماضية...
والدرب سدود
والألغام !
حمل العُكَّازَ,
وسار يحدق في الشطآن, وفي البلدانْ
قيل : القاهرةُ ـ توقفَ..
جاء يدق الباب ـ ويحلمُ
هل سيصلي الجمعة في أزهرها?
يمشي في (الموسكي) و(العتبة)
يعبر نحو القلعةِ..
أو يتخايل عُجْباً في ظل الأهرام
وقف الشيخ النيل يحدق
لم يلق وجوهاً يعرفها
وبيوتاً كان يطل عليها
وسماء كانت تعكس زرقته..
وهو يمد الخطو,
ويسبق عزف الريح,
ويفرد أشرعة الأحلام
وقف الشيخ النيل .. يسائل نفسه:
هل تتغير سِحَن الناس..
كما يتغير لون الزيّ?
وهل تتراجع لغة العين..
كمايتراجع مد البحر?
وهل ينطفيء شعاع القلب
فتسقط جوهرة الإنسانِ
ويركلها زحف الأقدامْ?
دق الشيخ النيل البابَ
فما اختلجت عين خلف الأبراجِ
ولا ارتدَّ صدى في المرسى الآسنِ
أو طار يمامْ!
من يدري أن النيل أتى?
أو أن له ميعاداً تصدح فيه الموسيقى
ويؤذّن فيه الفجر
فتختلج الأفئدة..
ويكسو العينين غمامْ?
وتنحنح مزدرداً غصته
عاود دق الباب .. الناس نيام!
ألقى النيل عباءته فوق البر الغربي..
ونام!

هذه كانت اهم المحطات في حياة فاروق شوشة العملاق الذي ظل محافظا علي لغة الضاد الشاعرة في جمال نطالعه معه كل يوم من خلال برنامجه الخالد لغتنا الجميلة
اضف الي الامسيات الرائعة و نتاجه الشعري و الادبي و مقالاته اللغوية انه حكاية نهر متدفق من المنبع حيث المصب عند قريته " الشعراء " يسكت صوته و يسكن جسده و تبقي القصيدة صدي مشاعره تجاه لغتنا تحاكي الحياة من جديد دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله

==========

إرسال تعليق

 
Top