في الحب الجارف
________________
منذ أن تعرفت عليكِ
سكنتني معجزة كبرى
فمن قال ولَّى زمن المعجزات؟
تزلزل إيقاع التاريخ
وقاد انقلابه الأول
على واقعه المصنوع
من الفخار..
ومصيره المزعوم
في مقابر المتاحف والآثار
وخرج أخيراً
إلى حضن الحياة
-------------------------
منذ أن أتيتِ إليَّ
والشِّعر يأتيني من كلِّ الجهات
وأعلن الكون لحظة الولادة
واتسعت خارطة الدنيا
وأخرجت الأرض
مياها.. وأشجارا.. و نبات
-------------------------
لحظة همستِ "أحبك"
ارتعش الكلام
وارتقت المفردات
دخلت في مدرسة يديك
وخرجت لهجات و لغات
احترفت العزف و الغناء
على أوتار العشق والحنين
والكتابة فوق الماء
وحضنت عصافيراً و زهوراً
وأمطاراً و شعوراً
وأنجبت منها صبيانا.. وبنات
-------------------------
يا امرأة لا أتذكَّر
أني قرأتك في أي كتاب..
فلا الألياذة ذكرتك
ولا أساطير الرومان ذكرتك
أو حتى..
أو حتى أسفار التوراة
فكيف أتيت أجيبيني
ودخلت بذاكرة الأعصاب ؟
-------------------------
يا امرأة
تسكن في كل مكان
بين القلم وبين السطر
بين النَّفَسِ و بين الصدر
بين النار وبين الماء
وانغرزت مثل السكين
في خاصرة الأشياء
يا امرأةً تخرج عاصفةً
فاتنة كحورية بحر..
نازفةً من رحم الطوفان
-------------------------
عندما أحببتك.. وأتيتِ
كالدهشة من قلب الغيب
علمتني أدب الحوار
مع كلام يديك
وترجمت منها بوح الياسمين
وزرت الممالك السمراء
و نقلت عنها أحلى الأشعار
دوواينا من ملكوت السماء
واخترعت المزيد من الأبجديات
-------------------------
تجتاحني إذا استندتِ
إلى كتف الجدار
غيرة عجيبه..
لتفترس كالصُّداع رأسي
شكوكٌ مريبه..
فأهمُّ لهدم ذاك الجدار
ذاك مشبوه الأحجار
إنَّ طباعي يا سيدتي
في الهوى غريبه..
فلا تعجبي أو تستغربي
إذا ما رأيتني
من الجماد الأصم أغار
فأنا في العشق أصولي جداً
حتى التطرُّف
حتى التصوّف
عاشقٌ حتى الدمار!!
-------------------------
تتلاشى خارطة العالم
إذا وقفت أمامي
وتمحى البلاد ..
وتبقى عيناك سيدتي
الجزيرة الأخيرة
دون حدود
دون امتداد..
في بحر الحزن والبكاء
الجزيرة الأثيره
التي تنهي زمن الحرب
والتي تعلن زمن الحب
وتلغي مراسيم الحداد..
وتعلن صدرها وطنا
وبيتا إيلافه سكنا
في زمن الشرود
ومأوى لي و مهاد
-------------------------
شكرا لحبك الذي أتى
من حيث لا أعلم
شكرا له
فقد جعلني أصرخ
من بعد سكوت
ولملمني من بعد شتات..
أدبني بأصول القلب
فألغى صك الوفاة
هذبني
شعرا راقيا..
وأهداني
كنزا غاليا..
وحرضني على العادات
شكرا لحبك سيدتي
فقد بعثني من بعد الممات
مسيحا ثانيا..
لأحيي من سر قلبك
أجساد الكلمات
-------------------------
شكرا لحبك
البارحة.. والآن
وغدا
وفي كل زمان
شكرا له في كل يوم
لأنه أبعدني عن بر الأمان
وقذفني في عرض اليم
فلكا في مجرى الشريان
شكرا لحبك حين أتى
أعطاني معنى الإنسان
************
سامر الريابي
إرسال تعليق