GuidePedia

0
الأرض والعنبر
تنعشني رائحة العنبر
ضحكة أمّي
وإبريقُ شايها الأحمرْ.
أشتاقُ إلى أهوارِ الجنوب
وغاباتِ النخيل
وأغنّي كلّ يومٍ مرَّتين
للأرض وللعنبر.
عند حدود المعابر
وفي محطّات الغربة
لا أملكُ سوى
ذاكرةٍ مليئةٍ بضوء النهار.
لو لم أغامر من أجلِكَ يا وطني
لماتتْ عطشاً أزهار فجري
وأحلامُ الصغار.
أراكَ في حبّة القمح
رغيفاً أُسدُّ به
رمقَ فقيرٍ تائهٍ حافٍ
اهتزَّ مهدُ صمتي
يا عاصمةَ العشقِ
ما زالتْ أمواجُ دجلةَ تُزيّنُ لهفتي
وأجنحةُ النهرَين تُبدّد وحشتي.
تعال يا مُلهمي
اسقني نبيذَ سحر الليالي
فأنا يغمرني وهجُ العناق
وجمالُ الضفّتينِ
بعثرتُ في التيه آهاتي
فرقصت بجناحِ العشقِ
جمعتُ شتات غربتي
وصنتُ أولى خطواتي.
شاركتُ ارتعاشاتِ شعابِ ماء النهرَين
وألق سحر الغروب
صرتُ أنزلُ مع الغيوم فرحاً
في حقول الفقراء
وتنبض المشاعرُ بالرقص، والدوران.
وجوهٌ تشرقُ
وأجنحة سحر الشروق
تخفق وتطير إلى العلياء.
أحلامُ اليوم
مشاعلُ دائمة الاشتعال
والوهجُ قصيدةُ شعرٍ
تأبى الانطفاء.

خديجة السعدي.

إرسال تعليق

 
Top