{{إيما / الجزء السادس والعشرون}}بقلم الشاعر وائل العجوانى

متى يُدركُ الملاحدة ..
أنَّ حبنا غزالٌ إلهى
تتوضأُ من شفتيهِ الأقدارْ
وتتساكبُ من مقلتيهِ الأسرارْ
وتتقطَّرُ من بينَ أنفاسهِ
تراتيلُ الفردوسِ الأعلى
ودوزناتِ النارْ؟!
-2-
متى يُدركُ الملاحدة ..
أننا سحابةُ عشقٍ ظامئة
تُسكرُ الكونَ بالأغنياتْ
وأنَّ من أرواحنا ..
تتمخَّضُ المنابعُ الأولى
لِأنهارِ النيلِ والفراتْ
ومن بينِ أضلاعنا ..
تتوالدُ المدائنُ والقاراتْ
وتزدهرُ الحضاراتْ
ومن توحيدِ نبضاتنا بالعشقِ
قد ارتشفتْ كلُّ أوردةِ الدياناتْ
-3-
متى يُدركُ الملاحدة ..
أنَّ عروشنا تمتدُ ..
من سحائبِ الموجِ
إلى سحائبِ السماءْ
وأننا أولُ من ضفَّرَ
جدائلَ الشمسِ
وغمرَ أوديةَ الأقمارِ بالضياءْ
وأولُ من سكبَ الدموعَ
مصابيحاً تتدلى
من شبابيكِ المساءْ
-4-
متى يُدركُ الملاحدة ..
أنَّ ( دارون ) الحقير
ليسَ سوى طحلبٍ بحرىٍّ خسيسْ
ألقتْ بهِ الأمواجُ حطباً بارداً
يقتاتُ من أحشائهِ إبليسْ
وبأننا حينَ أرتأينا للمدى ..
رقصتْ أباريقُ الهوى وجداً
وتهرَّأَ التعتيمُ والتدليسْ
-5-
متى يُدركُ الملاحدة ..
أننى حينَ أقولُ أحبُّكِ ياحبيبتى
تتفجَّرُ الأنهارُ من الصخورْ
وتتمضَّخُ الأشواكُ بالعطورْ
ويشعرُ المتعبونَ فى الأرضِ
أنَّ السماءَ استجابتْ
أخيراً إلى دعواتهم
فصارتْ تجلسُ فوقَ موائدهم
تطهو لهم أجنحةَ الحُلمِ
وتُعتِّقُ بينَ جوانجهم
عناقيدَ الشعور ْ !