منزل أثري متَلوي كَحبلٍ من جثث العبيد مثلما قال محمد الماغوط دائما تخطرُ في بالي هذه الجملة، الحي بكامله يتلوَّى
مثل تفريعات جذور شجرةٍ في الأرض كالمتاهة، إلي أن يصل لهذا المنزل وهو الأخير في الحي، منزل شجرة التوت، لم أر مثل جمال هذا المنزل قط في حياتي رغم تجلط الدهانات عليه من غبار السنين، ولكنه به شموخ وغموض غريبين، تارةٍ يقولون أنه سُكنة للأشباح، وتارةٍ أخري لا يُعرف عن صاحبه شيء كيف يُمسي ويصبح، الجميل في الأمر هو رائحة التوت الخلابة، لا يم...كن أن يمر شخص من جانب المنزل إلا ويشم هذه الرائحة، فتغير مزاجه على الفور إذا كان مكتئب، او يحمل همَ، وذات يوم أراد صديقي أن يتسلق سور المنزل ليقطف بعض من التوت فشبكنا أيدينا ورفعناه فتسلق السور وترنح، فوقع على الأرض بداخل حديقة المنزل وكُسرت قدمه ليلاً فحاولنا جاهدين أن نخرجه وتوسلنا للمارة أن يغيثونا ولم يستجيبُ لنا أحدا،تنفستُ
بعمق وطلبت من صديقي الآخر أن يشبك يديه لكي أحاول مساعدة صديقنا المكسور، بالفعل تسلقت السور ونزلت لصديقي فرأيتُه مُمسك بالتوت في يديه حتى عصره من الألم حملته على ظهري وفي محاولة الصعود سمعت أصوات قرع طبول، وأنتابتني قشعريرة، سرت في جسدي وأعتقد أن صديقي المحمول لم ينتبه من تزايد وقع الألم، المنزل مُظلم إلا من بصيص نور يأتي من الغرفة التي بها أصوات الطبول، والحديقة ساكنة مهيبة، كغابة مسكونة، أمسك صديقي بالخارج بصديقي المكسور وخرجنا على خير وتنفسنا الصعداء، فسألتهم، غريب أمر هذه الأصوات بالداخل، فقالوا لي أي أصوات لم نسمع شيء
ترددت في الكلام وحملت ما أفكر فيه بصدري ولم أقوَ على البوح بمكنون أسراري، فلا أحد يعلم ما أعلمه، منذ دخولي وحيداً ذات مرة من فرط فضولي القديم،#أحمد_بدر_مهدي
إرسال تعليق
انقر لرؤية رمز الإبتسامة
لإدراج التعبيرات يجب إضاف مسافة واحدة على الأقل