جمل المحامل بقلم علي الشافعي
يروى ان ( مِخرزا ) نُسيَ في رحل جمل اثناء اصلاحه , ثم وضع الرحل على الجمل وحمّل حملا ثقيلا وسار مع القافلة . حتى اذا ما وصلوا , وشاهدوا الدماء تسيل من خاصرة الجمل بغزارة صعقوا فقالوا : (صبور انت يا جمل ). وانا اقول : نعم صبور انت يا جمل . ومن اصبر منك غير جمل المحامل المواطن المقهور المغلوب على امره , الذي يتلقى الصفعة تلو الصفعة , فمن صفعة الاسعار, الى صفعة الاخبار, الى صفعة الفواتير, وليس اخرها الضرائب التي فرضت على الملابس المستعملة (البالة) والتي تعتبر المصدر الرئيس الذي يستر عورته ويؤمن روعته . يتلقى هذه الصفعات متألما متوجعا ومتفجعا , فيكتم صرخته ويصبر وينتظر الفرج .
يحضر هذا المواطن الراتب نهاية الشهر , فيوزعه مع زوجته بمعرفتهما حسب الحاجة, فبند للخضار واخر للحوم وثالث للفواتير ورابع للمحروقات وخامس للعلاج . تفاجا الاسرة بارتفاع اسعار الخضار فتقول الزوجة يا ابو فلان : ماذا سنفعل خلص بند الخضار , فيقول لها : بعين الله !عوضيه من بند اللحمة وبلاش نتزفر هذا الشهر . بعد فترة تأتي الزوجة على استحياء : يابو فلان الكاز خلص . يطرق قليلا ثم يقول: يالله بنعوضه من بند العلاج , وبنقضي الشهر على حبتين اسبرين . بتهون ان شالله . ذكرني هذا الامر بمسرحية (كاسك يا وطن) للفنان دريد لحام, عندما عرض ابناءه للبيع , فلامه الاغنياء ووصفوه بالقسوة والهمجية فقال لهم انا مش قاسي وقلبي يتفطر من الالم , بس يمكن يلاقوا عند غيري عيشة احسن من عيشتنا . اقول : ترى هل ياتي علينا زمن نعرض فيه ابناءنا للبيع ؟ طابت اوقاتكم.
يروى ان ( مِخرزا ) نُسيَ في رحل جمل اثناء اصلاحه , ثم وضع الرحل على الجمل وحمّل حملا ثقيلا وسار مع القافلة . حتى اذا ما وصلوا , وشاهدوا الدماء تسيل من خاصرة الجمل بغزارة صعقوا فقالوا : (صبور انت يا جمل ). وانا اقول : نعم صبور انت يا جمل . ومن اصبر منك غير جمل المحامل المواطن المقهور المغلوب على امره , الذي يتلقى الصفعة تلو الصفعة , فمن صفعة الاسعار, الى صفعة الاخبار, الى صفعة الفواتير, وليس اخرها الضرائب التي فرضت على الملابس المستعملة (البالة) والتي تعتبر المصدر الرئيس الذي يستر عورته ويؤمن روعته . يتلقى هذه الصفعات متألما متوجعا ومتفجعا , فيكتم صرخته ويصبر وينتظر الفرج .
يحضر هذا المواطن الراتب نهاية الشهر , فيوزعه مع زوجته بمعرفتهما حسب الحاجة, فبند للخضار واخر للحوم وثالث للفواتير ورابع للمحروقات وخامس للعلاج . تفاجا الاسرة بارتفاع اسعار الخضار فتقول الزوجة يا ابو فلان : ماذا سنفعل خلص بند الخضار , فيقول لها : بعين الله !عوضيه من بند اللحمة وبلاش نتزفر هذا الشهر . بعد فترة تأتي الزوجة على استحياء : يابو فلان الكاز خلص . يطرق قليلا ثم يقول: يالله بنعوضه من بند العلاج , وبنقضي الشهر على حبتين اسبرين . بتهون ان شالله . ذكرني هذا الامر بمسرحية (كاسك يا وطن) للفنان دريد لحام, عندما عرض ابناءه للبيع , فلامه الاغنياء ووصفوه بالقسوة والهمجية فقال لهم انا مش قاسي وقلبي يتفطر من الالم , بس يمكن يلاقوا عند غيري عيشة احسن من عيشتنا . اقول : ترى هل ياتي علينا زمن نعرض فيه ابناءنا للبيع ؟ طابت اوقاتكم.
إرسال تعليق