ليس للعبقرية شاطئ تقف عليه، ولا يعترف الإبداع بظروف السن ولا تقادم الزمن، فكم من عباقرة ومفكرين أبدعوا وقدموا للبشرية أروع أعمالهم، بعدما اقتحموا العقد الثامن والتاسع وربما العاشر من العمر.
ورغم أن العلم يرى أن المخ يبدأ في فقد أعداد هائلة من خلاياه منذ سنوات الشباب الأولى، ورغم أن هذا الفاقد لا يُعوض أبدًا حتى ينتهي المرء إلى ما يُعرف بضعف الذاكرة إلا أن هذا التناقص لم يحل دون إبداع البعض في سن متأخرة، ربما لأنهم امتلكوا ما لم يمتلكه غيرهم من أسباب الإرادة والعبقرية، وفي الواقع قد يكون التفوق الكيفي هو السبب في أن معظم العلماء والمفكرين، حتى وإن كانت لهم إبداعات سابقة، أتوا بأفضل إنتاجهم في أعمار متقدمة نسبيًا.
وبصورة معاكسة.. كثيرًا ما نجد أن الأطفال الذين أبدوا ذكاءً خارقًا في الصغر، قد خبت جذوة العبقرية لديهم، حال وصولهم للعشرينات من العمر إلا قليلا جدا، كما قد يكون هناك فرق بين "عبقري" أتى تفوقه مرادفا لخبراته المبكرة، وآخر أبدع فجأة بعد سن السبعين أو الثمانين اعتمادا على مبدأ "لابد للمكبوت من فيضان"، فالنابغة الجعدي مثلًا هبطت عليه موهبة الشعر في سن متقدمة، والفيلسوف "كانط "أخرج ثلاثة مؤلفات عظيمة في الإنثروبولوجيا والميتافيزيقا والخلق بعد تجاوزه سن السبعين، وأخرج العالم الفرنسي "لامارك" مؤلفه العظيم في علم الحيوان "التاريخ الطبيعي للحيوانات الفقارية" وهو في الثامنة والسبعين من عمره، وأتم جوته رائعته "فاوست" في الثمانين، وفي سن المائة رسم المصور الإيطالي "تشن" لوحته الشهيرة "معركة ليبانتو"، ورغم أن توماس أديسون أخرج أكثر من ألف اختراع إلا أن أعظم إنجازاته أتت في السنوات الأخيرة من عمره، وكان الموسيقي "فريدي" قد ألّف "عطيل" في الرابعة والسبعين، وأتم "فاستاف" في الثمانين وكتب "آني ماريا" و"تريوم" و"ستابات مايتر" في الخامسة والثمانين.
وهذه النماذج تؤكد أن النضج العقلي والخبرة العملية قد يلعبان دورًا أساسيًا في العبقرية والإبداع، ولكن لا يمكن الجزم بأن سن الشيخوخة أو الشباب،أو أي مرحلة عمرية كانت، هي السن التي تزدهر فيها العبقرية ؛ فالواقع يقول إن سن الإبداع يختلف باختلاف مجال الإبداع نفسه؛ ففي دراسة لعالم النفس "ليهمان" نجد أن الشعراء يصلون لذروة الإبداع في سن مبكرة عن الرياضيين، وعلماء الفلك قبل علماء الطب والصحة، في حين أتت معظم إلهامات الفنانين قبل سن الخمسين، كما لوحظ أن معظم الشيوخ المبدعين كان إنتاجهم إما "فلسفيًا" أو "أدبيًا"، تلعب الخبرة دورًا مهمًا في صقلهما بعكس معظم المخترعين الذين أتوا باختراعاتهم في سن مبكرة نسبيًا، كون الجراءة والتحدي من طبيعة الشباب.
وفى مصر.. قامات كبيرة في كل المجالات، علميا وسياسيا وفكريا وفنيا، لم يتوقف مدّها الإبداعى ولا يزال متدفقا، ينير أصحابها حياتنا بمصابيح فكرهم وقوة إرادتهم، التي لا تأبه بظروف العمر، أصقلتهم السنون والعقود، فتراكمت خبراتهم، وتنامى إنتاجهم، ونضج فكرهم، وتخلص من أدران التحيز البغيض، يتحدون جميع الظروف غير المواتية، يبحرون ضد التيار، ينتجون، يبدعون، يتألقون، حماسهم للحياة بلا حدود، لا ينشغل بهم الإعلام المشغول بتوافه الأمور، لم تفكر جهة رسمية أو غير رسمية في أن توجه إليهم كلمة شكر، نحن قررنا أن نلفت الاهتمام إليهم، نشد من أزرهم، نشكرهم، نكرمهم، نشعرهم بوجودهم وبقيمتهم الثمينة جدا، لأنهم أهل لذلك، ولو كره الكارهون، أو ترفع المتنطعون، ذهبنا إلى بعضهم، عرفنا منهم سر الإرادة القوية، محطات الفشل والتميز، طقوسهم اليومية، فهم نعم الأسوة الحسنة لنا .
القائمة ذاخرة بأسماء من نور، نذكر منهم على سبيل المثال: المفكر السياسي الكبير سيد يس "95 عاما"، والكاتب الصحفى الأشهر محمد "92 عاما"، والسياسي الأبرز بطرس غالى "91 عاما"، والمناضل البطل الشيخ حافظ سلامة "89 عاما"، وفنان الكاريكاتير أحمد طوغان "88 عاما"، والفيلسوف الفذ الدكتور مراد وهبة "88 عاما"، وكبير الساخرين أحمد رجب "86 عاما"، وآخرين سوف نتعرف عليهم وعلى وجوه إبداعهم المتدفق، عبر الصفحات التالية..وإليهم نقول: تحية إعزاز وتقدير وإكبار لكم جميعا، وأمد الله في أعماركم ومتعكم بموفور الصحة والعافية.. وشكرا جزيلا لكم..منقول
ورغم أن العلم يرى أن المخ يبدأ في فقد أعداد هائلة من خلاياه منذ سنوات الشباب الأولى، ورغم أن هذا الفاقد لا يُعوض أبدًا حتى ينتهي المرء إلى ما يُعرف بضعف الذاكرة إلا أن هذا التناقص لم يحل دون إبداع البعض في سن متأخرة، ربما لأنهم امتلكوا ما لم يمتلكه غيرهم من أسباب الإرادة والعبقرية، وفي الواقع قد يكون التفوق الكيفي هو السبب في أن معظم العلماء والمفكرين، حتى وإن كانت لهم إبداعات سابقة، أتوا بأفضل إنتاجهم في أعمار متقدمة نسبيًا.
وبصورة معاكسة.. كثيرًا ما نجد أن الأطفال الذين أبدوا ذكاءً خارقًا في الصغر، قد خبت جذوة العبقرية لديهم، حال وصولهم للعشرينات من العمر إلا قليلا جدا، كما قد يكون هناك فرق بين "عبقري" أتى تفوقه مرادفا لخبراته المبكرة، وآخر أبدع فجأة بعد سن السبعين أو الثمانين اعتمادا على مبدأ "لابد للمكبوت من فيضان"، فالنابغة الجعدي مثلًا هبطت عليه موهبة الشعر في سن متقدمة، والفيلسوف "كانط "أخرج ثلاثة مؤلفات عظيمة في الإنثروبولوجيا والميتافيزيقا والخلق بعد تجاوزه سن السبعين، وأخرج العالم الفرنسي "لامارك" مؤلفه العظيم في علم الحيوان "التاريخ الطبيعي للحيوانات الفقارية" وهو في الثامنة والسبعين من عمره، وأتم جوته رائعته "فاوست" في الثمانين، وفي سن المائة رسم المصور الإيطالي "تشن" لوحته الشهيرة "معركة ليبانتو"، ورغم أن توماس أديسون أخرج أكثر من ألف اختراع إلا أن أعظم إنجازاته أتت في السنوات الأخيرة من عمره، وكان الموسيقي "فريدي" قد ألّف "عطيل" في الرابعة والسبعين، وأتم "فاستاف" في الثمانين وكتب "آني ماريا" و"تريوم" و"ستابات مايتر" في الخامسة والثمانين.
وهذه النماذج تؤكد أن النضج العقلي والخبرة العملية قد يلعبان دورًا أساسيًا في العبقرية والإبداع، ولكن لا يمكن الجزم بأن سن الشيخوخة أو الشباب،أو أي مرحلة عمرية كانت، هي السن التي تزدهر فيها العبقرية ؛ فالواقع يقول إن سن الإبداع يختلف باختلاف مجال الإبداع نفسه؛ ففي دراسة لعالم النفس "ليهمان" نجد أن الشعراء يصلون لذروة الإبداع في سن مبكرة عن الرياضيين، وعلماء الفلك قبل علماء الطب والصحة، في حين أتت معظم إلهامات الفنانين قبل سن الخمسين، كما لوحظ أن معظم الشيوخ المبدعين كان إنتاجهم إما "فلسفيًا" أو "أدبيًا"، تلعب الخبرة دورًا مهمًا في صقلهما بعكس معظم المخترعين الذين أتوا باختراعاتهم في سن مبكرة نسبيًا، كون الجراءة والتحدي من طبيعة الشباب.
وفى مصر.. قامات كبيرة في كل المجالات، علميا وسياسيا وفكريا وفنيا، لم يتوقف مدّها الإبداعى ولا يزال متدفقا، ينير أصحابها حياتنا بمصابيح فكرهم وقوة إرادتهم، التي لا تأبه بظروف العمر، أصقلتهم السنون والعقود، فتراكمت خبراتهم، وتنامى إنتاجهم، ونضج فكرهم، وتخلص من أدران التحيز البغيض، يتحدون جميع الظروف غير المواتية، يبحرون ضد التيار، ينتجون، يبدعون، يتألقون، حماسهم للحياة بلا حدود، لا ينشغل بهم الإعلام المشغول بتوافه الأمور، لم تفكر جهة رسمية أو غير رسمية في أن توجه إليهم كلمة شكر، نحن قررنا أن نلفت الاهتمام إليهم، نشد من أزرهم، نشكرهم، نكرمهم، نشعرهم بوجودهم وبقيمتهم الثمينة جدا، لأنهم أهل لذلك، ولو كره الكارهون، أو ترفع المتنطعون، ذهبنا إلى بعضهم، عرفنا منهم سر الإرادة القوية، محطات الفشل والتميز، طقوسهم اليومية، فهم نعم الأسوة الحسنة لنا .
القائمة ذاخرة بأسماء من نور، نذكر منهم على سبيل المثال: المفكر السياسي الكبير سيد يس "95 عاما"، والكاتب الصحفى الأشهر محمد "92 عاما"، والسياسي الأبرز بطرس غالى "91 عاما"، والمناضل البطل الشيخ حافظ سلامة "89 عاما"، وفنان الكاريكاتير أحمد طوغان "88 عاما"، والفيلسوف الفذ الدكتور مراد وهبة "88 عاما"، وكبير الساخرين أحمد رجب "86 عاما"، وآخرين سوف نتعرف عليهم وعلى وجوه إبداعهم المتدفق، عبر الصفحات التالية..وإليهم نقول: تحية إعزاز وتقدير وإكبار لكم جميعا، وأمد الله في أعماركم ومتعكم بموفور الصحة والعافية.. وشكرا جزيلا لكم..منقول
إرسال تعليق