نور هادى
شاعر الفردوس
يكتب :- ( الانطلاق )
............................
الانطلاق
1-مولاتى
ذاتُكِ تفنى فى ذاتى
وَأنتِ ميزانَ حياتى
يا سرَّ النورِ وحرَّ الجمراتِ
وإلهامَ الروحِ وميزلابَ القُبلاتِ
ووجودى وقُدسَ القدساتِ
الموجُ القانى الأزرقُ آتِ
والموتُ يحاصرنى كدقاتِ الساعاتِ
برياحِ الحسناتِ الدانيةِ من لوعاتِ
يرتاحُ ينسابُ ينسالُ نحوَ الأعماقِ
وأنتِ القاضى العاتى
و الخصْمُ العدلُ الجائر
والسندانُ القاصى والدانى
بكلِّ الطُّرُقاتِ فوقَ الطَّرقَاتِ
القدُّومُ الساقطُ من فوقاتِ
الأزميلُ الصاعدُ منْ همساتِ
منْ قيظِ شطايا الأنفاسِ
والسكينُ الحارُ السابحُ ضدَّ التيارِ
الغارقُ كالمسمارِ
بأفلاكِ الشطآنِ
بخضمِّ الوجدانِ
بخصْرِ العبَراتِ
وطىِّ النسيانِ
وأنتِ العاصى والطائع
و البستانُ اليانعُ واليافع
والقدرُ الحلوُ الجائع
ونورُ البهوِ الرائع
يلمعُ بالفستانِ الدائر
وأنت السلطانُ الحائر
الشارى قلبكِ والبائع
والكاسبُ والخاسر
وأنتِ الفنانُ الجابر
كسرى بأزمانِ العثراتِ
والبانى والحاصدُ والساطع
والحاصلُ والطارحُ والجامع
والقاسمُ والضاربُ والطامع
إذ فيكِ التئمَ الجرحُ الفانى
النازى بالنيرانِ
والنازفُ بالأشواقِ من الأهاتِ
فسبحان الحنَّانُ المنَّانُ الخالق
منْ أبدعكِ مولاتى
..........................................
2- مولاتى
نتقابلُ فتتشابكُ أيدينا فى الترحالِ
وتتراقصُ أرجلُنا فأدنو
وأدنو وتدنو مراجلُنا
وترنو سهامُ مجراتِ
وتعلو سيولُ مخراتِ
وشيامُ صنوبرِ منْ آهاتِ
وهيامُ خناجرِ من دفقاتِ
تهفو رجفاتى وتربو خفقاتِ
وتحنو فالعالمُ يبدأُ منْ وصفِك
ويصفو يصفو منْ وجهِك
ويضفو بملاذِ الدمعاتِ لحدِّك
ويسمو يرتسمُ حدودَ الآفاقِ
ويتحشرجُ فى كلِّ مجالِ
ويطرحُ بالمنوالِ كلَّ سؤالِ
بفرجارِ الشمعاتِ ويغدو
كعبةَ عشقٍ للزوَّارِ
كقطعةَ سُكَّرِ للزِّوَّاقِ
ويطفو غابةَ بلْسمِ للنوَّارِ
طاقةَ نورٍ وهزَّازِ شقْشاقِ
ودعابةَ أقحوانٍ نشوانة
بالنغماتِ الوترية
وودعامةَ بيلسانٍ تعسانة
بالمعزوفاتِ العطرية
تلمعُ فى الأحداقِ اليقظانة
نورًا أبيضَ يُسبينا
نهرًا فواحًا عذبًا رقراقا
يسرى بدمانا مهراقا
ويئِنُ يخْطفُ منَّا مآقينا
ويحنُّ تحتَ جناحينا وادينا
ويرتشفُ حديقةَ شوقٍ
صفصافٍ رنانة
وضفافَ ورودٍ خمرية
ويغلو ربيعٌ طبطابٌ وطاط
وقلبٌ صافٍ يجمعنا
تحتَ لواءِ فؤادينا
فأجنُّ وتعِفُ شواطىءُ مراسينا
فسماؤكِ عرشٌ وبساطٌ رطراط
ووجه ٌ وسرورٌ فضفاضٌ براق
يرتدُّ من قَسَمَاتِ النشواتِ
فى الصبحاتِ ويقسو
بخريفِ ضنينِ السنواتِ الرملية
وطنينِ النحلاتِ البنية
وعراجينِ النخلاتِ السامقةِ الكحلية
ويصدحُ شحرورٌ زقزاق
نغمًا كذبذاباتِ الهمساتِ السحرية
بنشيدِ صنوبرِ ضحاكٍ
يهدلُ منَّا كلَّ آمانينا
وتتلاشى منَّا كلُّ معاصينا
..............................................
3- مولاتى
صنفان بمشتاتى
قلبُك يهوى برجاءٍ وضَّاء
وفؤادى مجنونُ عطاء .
.................................................
كتبها :-
نور هادى
شاعر الفردوس
إرسال تعليق