تغريدة الشــــــــعر العربي
بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
-------------------------- -------
((( مع شاعر الوطن --------- !! )))
الشاعر الليبي الكبير أحمد رفيق المهدوي (1898 - 1961)
رحـيلـي عـنكَ، عزَّ عـلــــــــــــــيَّ جِدّا وداعـاً أيـهـا الـوطنُ الـــــــــــمفدَّى!
وداعَ مفـارقٍ، بـالرغم شــــــــــــــاءتْ له الأقـدارُ، نـيل العـيش، كـــــــــدّا!
وخـيرٌ مـن رفـاه العـيش، كـــــــــــــدٌّ إذا أنـا عـشـت، حـرّاً مستبــــــــــــدا
سأرحـل عـنك يـا وطنـي وإنـــــــــــــي لأعـلـم أننـي قـــــــــــــــد جئت إدّا
ولكـنـي أَطعتُ إبــــــــــــــــــاء نفسٍ أبتْ لـمـرادهـا فـي الكـــــــــــون حَدّا
" من قصيدة : فراق "
***
و في لبيا القطر العربي الشقيق بلد عمر المختار و القبائل العربية التي انطلقت من برقة الي المغرب العربي ثم المغرب الاقصي الي الغرب تنشر التسامح و العدل و الحضارة مع شمس الدعوة في مسلسل الفتح العربي الميمون تاريخ يسطر بالمجد و الشموخ و لا ننس انها مهبط قبيلتنا ( الفوايد ) حيث أيام العرب في ظل الاسلام فلبيا صانعة عبقرية امتنا العربية و الاسلامية في العمق الافريقي حيث الابداع و التراث و الادب العربي الممتد نتوقف مع عاشق الوطن و الشاعر العربي الكبير احمد المهدوي –
المجدد لشعرنا العربي المعاصر الحديث الذي يتغني بأمجاد العروبة في عبقرية فذة تلوح بالفخر و المجد العربي و يحلم بعودة العروبة في انطلاقة فظل هكذا حتي فاضت أنفاسه الذكية الي ربها و تبقي روحه تغازل كلماته الخالدة بيننا حتي اليوم ---
و لم لا فهو عاشق لتراب الوطن و تاريخه الممتد مع جذور الزمن يواجه المحن في ثبات فارس عربي عاشق لكل معني و مبني في رسم غد مشرق بالأمل لتبق لوحاته الشعرية تجربة فذه تلهمنا عند الاستدعاء هكذا
نشــــأته :
--------
ولد أحمد رفيق المهدوي (1898 - 1961) في بلدة فساطو (جادو) بليبيا عام 1898. وفي سن الثالة عشرة هاجر إلي مصر، وفيها حصل على الشهادة الابتدائية ثم الكفاءة ثم البكالوريا.
و المهدوي أديب وشاعر ليبي، أُطلق عليه في عام 1960م، لقب (شاعر الوطن).
اضطر إلي العودة إلي بنغازي، والتحق بوظيفة سكرتير ببلدية بنغازي ولكن الفاشستيين عزلوه من عمله بسبب قصائده الوطنية، فهاجر إلي تركيا عام 1934. وفي منفاه الأخير في تركيا تنقل الشاعر في وظائف كثيرة حتى شغل منصب عميد بلدية أدنة العام 1941.
عاد إلي وطنهِ في 1946م، وأسهم بقدر كبير في المشاركة في الحركة الوطنية التي توجت باستقلال ليبيا عام 1952م، وعندما عادـ مرة جديدةـ إلى ليبيا العام 1946 وقد اندحر الطليان استقبل استقبالا وطنيا حافلا.
قالوا عنه :
---------
شاعر يأخذ مكانه بين المجددين فكراً، المقلدين نظماً، يذكر أن ديوانه المنشور قد حجبت عنه بعض قصائد لصراحتها في تصوير الخلجات.
كتب عباس العقاد الناقد والمفكر المصري، في صحيفة الأخبار، يوم 15 نوفمبر 1954، مقالاً مطولاً عن شعره، وثمن موهبته عالياً. وأصدر
"محمد الصادق عفيفي" في عام 1959، كتاباً عن الشعر خصصه بالكامل عن الشاعر أحمد رفيق بعنوان: (رفيق شاعر الوطنيّة الليبيّة). ومن الكتب التي صدرت عنه، الكتاب الذي جمع عدداً كبيراً من النصوص التي كتبها الشاعر، وعدد من الوثائق التاريخيّة الهامّة التي تخصه، وهو كتاب قالب:وميض البارق الغربي ، لـ"سالم الكبتي" وصدرت طبعته الأولى في عام 2005.
عينه الملك إدريس السنوسي، عضواً بمجلس الشيوخ، بعد أوّل تشكيل للمجلس عام 1952، وجدد عضويته بالمجلس، عام 1956، في التعيينات الجديدة للمجلس. توفي في العاصمة اليونانيّة أثينا، يوم الخميس الموافق 6 يوليو 1961، وأُرسل جثمانه إلى ليبيا، ودفن، يوم الثلاثاء الموافق 11 يوليو 1961م، بمقبرة (سيدي عبيد) بمدينة بنغازي.
احتفت الجامعة الليبية بأربعينيته في شهر أغسطس، وأطلق اسمه على أحد مدرجات كلية الآداب. وأصدرت الدولة الليبيّة في الحقبة الملكيّة طابع بريدي يحمل صورته، وأطلق اسمه على شارع الكورنيش بمدينة بنغازي. كان للحوادث الكبرى التي وقعت في ليبيا ومصر وفلسطين وتونس صدىً واسعاً في شعرهِ.. تزعم دعوة إلي التجديد في الشعر.
بعض أعماله :
------------
ديوان شاعر الوطن الكبير (الفترتان الأولى والثانية)/ 1971
ديوان شاعر الوطن الكبير (الفترة الثالثة)/ 1962
ديوان شاعر الوطن الكبير (الفترة الرابعة)/ 1965
- له مسرحية بعنوان:«غيث»، وله مقالات منشورة.
مع شـــــــــــاعريته :
-------------------
أطلق عليه تسمية شاعر الوطن بسبب كثرة شعره الفصيح والعامي في حب الوطن:
رحيلي عنك عز علي جدا وداعا أيها الوطن المفدى
وداع مفارق بالرغم شـاءت له الأقدار نيل العيش كدا
وخير من رفاه العيش كد إذا أنا عشت حرا مستبدا
سأرحل عنك يا وطني وإني لأعلم أنني قد جئـت إدا
ولكني أطعت إباء نفـس أبت لمرادها في الكون حدا
= = =
و يقول في شعره في قصيدته التي بعنوان " روح الشباب " متذكرا عهد الصبا و احلامه التي تعانق الآمال :
حـيِّ الشبـــــــــــــــاب ووفِّهِ الإجلالا واعقِدْ عـلى عزمـاته الآمـــــــــــــالا
أمـل الـبـلاد عـلى رُقـيِّ شبـابـهـــــــا إن كـان حـيّاً لا تخـــــــــــــاف زوالا
والـحـيُّ لا يأْلـو الـحـيـاة محــــــــبّةً ومطـامحـاً يَدْأَى لهــــــــــــــا وجِدالا
و في قصيدة أخري بعنوان ( فراق ) يحكي مشوار الوطن و مدي تعلقه به و النفي و العودة حيث الحنين و الاشواق و الذكريات بين ربوعه مغنيا و منها هذه الأبيات :
رحـيلـي عـنكَ، عزَّ عـلــــــــــــــيَّ جِدّا وداعـاً أيـهـا الـوطنُ الـــــــــــمفدَّى!
وداعَ مفـارقٍ، بـالرغم شــــــــــــــاءتْ له الأقـدارُ، نـيل العـيش، كـــــــــدّا!
وخـيرٌ مـن رفـاه العـيش، كـــــــــــــدٌّ إذا أنـا عـشـت، حـرّاً مستبــــــــــــدا
سأرحـل عـنك يـا وطنـي وإنـــــــــــــي لأعـلـم أننـي قـــــــــــــــد جئت إدّا
ولكـنـي أَطعتُ إبــــــــــــــــــاء نفسٍ أبتْ لـمـرادهـا فـي الكـــــــــــون حَدّا
و نتوقف مع ملحمة الوطن حيث الحب و العشق و النفوس المتعطشة الي الحرية و لم لا فهو شاعر الوطن الذي خلدت قصائده الوطنية ملامحه عبر رحلة الحياة و من ثم جاءت أشعاره ترجمة للمجتمع الليبي في يقين أنه محمد رفيق المهداوي و هذه معلقته التي هي عنوان الوطن و تحمل أسمه المفدي " يا أيها الوطن " و مطلعها :
يا أيها الوطن المقـــدس عنـــدنا
شوقا إليك ، فكيف حالك بعدنا
كــنا بأرضــك لا نــريد تحـولا
عنها ولا نرضى سواها موطنا
في عيــشة لو لم تكن
بالذل كانت ما ألذ وأحسنــا
عفنا رفاه العــــيش فيك ، مع العدا
وأبى لنا شمم النفوس وعـزنا
وسما بنا شــــوق إلى حريـــة
دسنا إلى استنشاقها سبب الغنى
مــن كــان يوقن أن أسـباب الغنى
بيدي كريم عاش حرا مؤمنـا
والحـرص من ضعف اليقين ومن يطع
طبع النفوس يعش خسيسا هينا
يــا أيها الوطن العـــزيز وإن نكن
بنّا ففيك حبيبنا ومحبــــنا
بنّا فما عــنك استــــطاع تصبرا
قلب ولا فيك اطــمأنت نفسنا
أما هـــواك فلا لزوم لذكــــره
( فالحب ما منع الحديث الألسنا )
لكن ما شاهـــدت فيك مــن الأذى
والحيف دوما قد أغص وأحزنا
لا يستطيع الحـــر فيك معـــيشة
لا إذا رضي الإهـانة مذعنا
جعـــلوك مسخـــرة بأيدي صبية
لا يبعدون مـن الحمير تمدنا
حكمـــوا كما شــاءوا فكانوا محنة
( والحـر ممتحن بأولاد الزنا )
قــالوا لقد جئنا نمــــدن أرضكم
ين التمدن والذي قــالوا لنا
هـدموا من الأخـــلاق في أوطاننا
أضعاف ما شادوه فيها من بنا
إن العهـــود وما وعــدتم كــله
كذب على مــر الزمان تبيّنا
أمن العــدالة والتمــــدن
غصبا ببخس ليس يذكـر ملكنا
جرتم على أربـــابه فتشـــردوا
في كل قفـر لم يصيبوا مسكنا
تحت السماء على الصحارى
مثل الوحوش فلا هناك ولا هنا
خرجوا بلا مــال فصاروا عرضة
للفقر والبأساء يعقـــبها الفنا
يا من تطوح في البــلاد مهاجرا
مثلي وخــلاها لمن قد ( طلينا)
لا ترجعوا يا أهل برقة واصبروا
فالصبر يجمل بالذي يبغي المنى
كونوا على حذر ولا يغـرركمو
وعد فيوم الفــوز يوم قـد دنا
وخذوا النصيحة من محب مشفق
صدق الحديث ولا تقولوا من أنا
هذه كانت أهم المحطات مع شاعر الوطن عاشق ترابه شكلا و مضمونا كما تفوح عطر كلماته بالحنين و الشوق متغزلا في وطنياته بكل قيمة و معني راسما لوحاته الشعرية بسحر بيانه و ظلال ايقاعاته التي ينطلق منها الي رؤية تجسد واقعه و ترسم حلم الامل مع الفجر عبر انطلاقة الحرية من جديد فعاش مغنيا بعبقرية الوطن رحم الله عاشق الوطن و شاعره الكبير ابن لبيا الأصيل " محمد رفيق المهداوي " فسلام عليه في سجل الخالدين
و تظل مشاعره تفيض حبا و نبلا في شعرنا العربي الحديث دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
==============
إرسال تعليق