GuidePedia

0
الصَّوْمُ أعلى من الصيام.
.
.
.
هل تعلمون، يا أصدقاء، أنَّ (الصَّوْمَ) أعلى درجةً من (الصِّيام)، وأنَّ اللهَ يجزي بالصَّوْمِ أكثر مما يجزي بالصيام، وأنه قد لا يجزي بالصيام إذا لم يقترنْ بالصَّوْمِ؟
فالصيام هو عملٌ من أعمالِ آدم، يستطيعُ أيُّ أحدٍ أن يقومَ به، حتى الطفلُ الصغير في إمكانه أن يصومَ، بمعنى يستطيع أن يمتنع عن الأكل والشراب وكل المفطرات من وقت الإمساك إلى آذان المغرب.
لكنَّ (الصَّوْمَ) هو عملٌّ عظيمٌ يقومُ به أفرادٌ على درجة كبيرة من الأخلاق والسمو النفسي وطهارة القلب والجوارح، يتصفون بالصبر والعزم وقوْلِ الحقِّ وحُسْنِ المعاملة مع الناس.
فالصَّوْمُ يخصُّ اللسان، وهو قول الحق، وهو لا يكون في شهر رمضان فحسب، بل يكون في كل الشهور، وإذا لمْ يُصاحبْ الصائمَ في رمضان فلا حاجة لله في أنْ يدعَ العبدُ طعامَه وشرابه؛ فالله يريدُ من عبده (الصومَ) أكثر مما يريد منه (الصيام)، وهو العمل الذي قصدَ أنه له، والذي يجْزي به، في الحديث القدسي المشهور.
لذا فيا أيها الصائمون صوموا (صَوْماً)، ولا تصوموا (صياماً) فقط؛ فقد تمتنعون عن الأكل والشراب خلال رمضان، وتصدر عنكم كلمات باطلة، وترفثون، وتفسقون، وتشتمون الآخرين، وتسبون بعضكم بعضاً، وتغضبون، فلا يقبل الله منكم ذلك.

الخضر الورياشي ـ المغرب.

إرسال تعليق

 
Top