وجـه رمضانى مصرى ، مُشرق ، ومُدهش ، تعمل فى محـل للحلويات من السابعـة
صباحاً وحتى الواحدة ظُـهراً ، ثم تعود الى حُجرتها العشوائة لتجهز ربطات
الخُضار وترصها فى طشت كبير ، تحمله فوق رأسـها ، تسوّقه على بيوت الحى
الراقى ، وفى الثانية قُبيل لياح الفجر ، تتأبط طبلتـها الرثة المهترئـة ،
تتجول بها فى الشوارع الساكنة الهادئة ، لتوقظ أهلها الساهرين بطبيعتهم ،
للسحور ، وهى تترنم بمواويل الصبر المريرة ، والتى تدعو الى الخمول أكثر
مما تحث على الاستيقاظ ، فتقول فى احداها :
( ياطبيب المبالى جبتك تداوينى ، لقيتك زيى عليل ! ياهلترى انت المريض
واللا انا ، واللا زمانا عويل ! . ) أو تشدو مثلاً وتقول : ( حملّونى حمل
الجمال الحُمـر ، الحمل أشيله ، بس الكلام المُــر ! ) .ثم تنادى على
الأطفال بأسمائهم ، وهم يطلوّن عليها من شُرفاتهم ، يلقون اليها ببعض قطع
الحلوى التى تلتقطها ابنتها المرافقة لها بفانوس فقير ، وهى تبتسم لهم فى
رضـا وامتنان ، يحسدها عليه من هم فى الشُرفات العالــية !
إرسال تعليق