* يا آها على أمة مزّقتها مخالب الجلاد*
غزّة يا مدينة الأحرار والثوار،
كلما ودعت شهيدا،
لعلع في السّماء صوت الحديد،
انتشى في الزنزانة الأسير،
حين زفّ له الحمام الخبر،
وشدا بجواره حلو النشيد،
فكيف تموت ثورة كتبت بدم الشهيد؟!.
صِلاب الرجال كاللّهب المتوقّد،
إذا ما أسدف اللّيل،
هبوا من تحت وفوق،
تسلّلوا من خندق إلى خندق،
تتلهف للنزال،
وقبضة الغلّ على الزناد...
هامات الرجال خدعوا السواد،
أحبوا البلاد كما لا يحبها أحد،
فحبك الوطن من طبع كل ثائر متمرد،
فقل لعاشق الحياة على يد الجلاد،
ومن حمل غصن الزيتون ووهم السلام،
انظر إلى العدّاد لتعرف الأعدد،
مهما جار الزمان وزَنِقَ المكان،
حب البلاد هو الدين والمعتنق،
وعلى مقولة الأجداد:
لا يدرك الضالع شَأْوَ الضليع....
يا آها لها حسرات،
على أمة مزّقتها مخالب الجلاد،
شعبي أمام مرأى العالم يموت،
يا بلدا تدفن فيه الأجساد بلا أعناق،
قلبي بنار الهم يشتعل،
... من القهر يحترق،
يا وطني،
يا جمرا ساكنا في رمادي،
حبك أبدي كالطبيعة سرمدي،
ستظل جذوة الانتفاضة تلتهب،
ومشعل الثورة يتلألأ،
جيلا بعد جيل ومن يد إلى يد...
أيها النازف دما،
تصبر، تجلد،
وحاكم عقم الزمان،
إيّاك أن تنهار،
هذا زمن مزيّف،
إيّاك أن تنحني،
إيّاك أن تتكيّف،
سيأتي ما يمحوا كل مزيف،
فالشهادة تأبطت ظلّ الرجال...
حمادي العرابي// سوسة// تونس.
إرسال تعليق