خواطر في الرحيل _ بقلم الأديب نواف الحاج علي

خواطر في الرحيل

1 – اختفاء الشمس

سماء الكون جللها السواد !!

وعين الشمس كحلها الرماد !!

وكل من في الدار قد لبس الحداد ؟؟

والناس في هرج ومرج ؟؟

يبحثون في كل فج ؟؟

على أطلال رمس !!

وأسأل في قلق وهمس ؟؟

هل ترقد في الرمس شمسي ؟؟

فلا رفيق يجيب ولا صديق !!

فليس من قبس في السماء ولا بريق ؟؟

***

2 – هل رحلت الشمس ؟؟

القلب في صدري كطير جريح !!

يرقص نزفا كديك ذبيح !!

عنيد لا يلين ولا ينام !!

يقاوم كل أنواع السقام !!

تائه في الصمت ينادي مستحيل !!

ما تاقت الشمس يوما للرحيل ؟؟

يثرثر بعضهم كألواح الصفيح ؟؟

يقولون دع قلبك يوما يستريح !!

وما علموا أن قلبي في الظلام ينوح

ما درى تباريح الهوى غير قلب قريح

***

3 – رحيل الشمس دون أعتذار

حملت طيفك يا شمس من عمري سنين

حتى رافقت أشباح الجنون !!

والنفس واجمة يكاد يقتلها السكون

لا الليل يصحو ولا الصبح لاح

رحلت وفي سلة ألأحزان عطرها الفواح

ألمح طيفها في فراشات الظلام

في رذاذ الندى وقطر الغمام !!

فقد نسجت في القلب عش الحمام !!

ثم مضت كسحابة صيف زيارتها لمام !!

ما تركت خلفها في القلب غير السهام

فلا عذرا نطقت به ولا حتى سلام ؟؟

***

4 - عشق الحليم

طرقت باب القلب في الزمن العجيب

ثم رحلت دون وداع كأني غريب !!

والناس يقولون هذا نصيب !!

في بطن الغيب أمانينا تجيب :

قد تخطئ الأحلام يوما أو تصيب ؟؟

يقولون كان فارسها القديم !!

كيف تاه في العشق ذاك الحليم ؟؟؟

كفى !! لقد سئمت أصوات النعيب ؟؟؟

فما يزيدني نصحكم غير تتبيب ؟؟

****

5 - شمعة الحب تبكي

شمعة حبي بكت في الظلام !!

بعد أن طار الرفيق كطير اليمام

تسفح دمعها فيضا كقطر الغمام !!!

على عزف الهوى وهبات القتام

ترقص من ألم الفراق ولا تنام

حتى ذوت فما طاقت تباريح الهيام

وتبخرت في الأجواء تكتم سرها

لا يبوح الحر دهرا بأسرار الغرام !!

****

6 - الوردة الحمراء

أحمل حبك في الصدر جرحا عميق !!

وسنابل الآلام حملا لا أطيق !!

وقلب تاه في الأوهام آن له ان يفيق ؟؟

تطوف بك الأحلام دهرا بساتين الوعود

وقد تعود خالي اليدين بلا ورود ؟؟

فلا وعد للوردة الحمراء ولا عهود ؟؟

سأحمل جرحي رغم الآم الفراق ؟؟

ربما تجمعنا الاقدار يوما في الطريق !!

ساقفل راجعا !! فلن أكون الرفيق ؟؟

لا ! ولن أعود كما كنت ذاك الصديق ؟؟

فقد سمعت عزفا على أوتار غيري ؟؟

ألحان الهوى ما لا أطيق ؟؟؟

فالرقص على حبلين في المحبة لا يليق

سأمشي في درب الهدى حرا طليق !!

ولن أعاود السير في ظل الحريق ؟؟

بقلم نواف الحاج علي