أراكَ ؛ حـَـزيـــن َ الـقــلــْـب ِ ... **********************************
(معارضة شعرية ؛ لقصيدة الشاعر أبي فراس الحمداني ؛ أراك عـصـي الـدمـع .. غـنتها كوكب الشرق بثلاثة الحان ) ؛
*******************************************************
أراكَ حـزينَ القـلبِ ِ؛ يُرهقُكَ الفـِكـرُ* فماذا تـُرى يُشقي حياتـكَ ؟ ما الأمـرُ ؟
بلى أنـا مهمومٌ ؛ وكم شكوى أدمُع ٍ/ وكـم آهِ تـنـهـيــدٍ ؛ ويـُكـتـمها الصـدرُ
وفي دُنـيةٍ نمشي ؛ دروبـاً عسيـرةً / ونهـفـو إلى خـُلـدٍ ؛ ويـنتهي العـُـمـْرُ
مشينا خـُطىً ؛ مكـتـوبة ًفي كـتابـِنا / بـتسْييـرِ تخـيـيـر ٍ؛ وكـيف لنا المَـَفـرُّ ؟
ونخـطـو مع الأيام ؛ نرجـو سعـادة ً/ بـآمــال ِأوهــام ٍ؛ وواقـعـُـنـا الـقـهْــرُ
ونعـدو مع الأحلام ؛ نـحـيا انـيـنـنا / ويُـغـرقــنـا الـهـم ُّ؛ ويـردمُـنـا الحـَفـرُ
ونـورٌ وإظـلام ٌ؛ ونــوم ٌوصـحـْوة ٌ/ حـيـاةٌ ومـوت ٌ؛ والـتـضاد ُهو الحـصـرُ تـُلاعـبـنـا الأقـدارُ ؛ وهي قـديـرةٌ / وقـد يغـلُبُ الأحـزان َ؛ في مـُرِّها الصبـرُ
وكم تـوقِـظ ُالآلام ُ؛ أحـزان عـيشِنا / وتغـفو وتصحو أعـينٌ ؛ دمعـُها قـطـرُ
مُحالٌ يـدومُ الحالُ ؛ دون مـشاكـل ٍ/ وطـبعُ البحـار؛ المـوجُ والمـدُّ والجـَزْرُ
وفي عالـم ٍ؛ سادَ الطـغـاة ُعـهـودَهُ / بـبـطش ٍوإرهابٍ ؛ قـد انـتـشـرَ الذعـرُ
ونهربُ مِن جـِنٍّ ؛ فـنلقى مـكـائـداً / شـياطـيـنَ أشــرار ٍ؛ يُحـرِّكهـمو الغـدرُ
بظـلم ٍ؛ وحقد ٍ؛عـبْر خبث ِدسائس ٍ/ وفي غابةِ الدنيا ؛ دهى خـيـرَنا الـشـرُّ
خـُلقنا لـنحـيا ؛ دون أدنى مـشورةٍ / ويومُ الحسابِ ِالصعبِ ِعـدنٌ أو الحشرُ
وُلـِدْنـا كإنـس ٍ؛ قد اتـيـنا برغـمِـنا / إلى الموت ِمِن موتٍ لـِبعـث ٍلِمـَن مرُّوا
كما بـَشـر ٍجـِئنا ؛ لـنعـمة ِعـيشِـِنا / من الـتُّـرب ِمن مـاء ٍ؛ ونـُطـْفَـة ٌالـقـدْرُ
وحمْداً لـِربٍّ ؛ خـلـْقـُنا بـَشـرٌ ؛ ولا / نـبـاتٌ ؛ جـَمـادٌ ؛ أو دوابٌ ؛ ولا طـيـرُ
حياة وأولى ؛ ثم آخرىٌ هي المَقـرُّ* ويا بؤسَ من خابوا ويا سَعدَ مَن سُرُّوا
ودبــن ٌ وقـرآن ُ ؛ وهَـدي ُمحـمَّـد ٍ/ بـسُـنـَّةِ وعــْظ ٍ ؛ واعـتـبـارٌ هـو الذكــْرُ
عسى الله أن يرضى بصدق خشوعنا / وفي روض ِلحد ٍأو حساب لنا الغُفـر
*******************************************************
وقـلـَّبتُ عيني ؛ لا أرى لحـبـيبتي / وفي القلبِ أو في العقل صورتها البـدرُ
تـُقاسمني في العيش وهي بعـيدة ٌ / أراها كما طـيـف ٍ؛ وواقـعـهـا الهـجـرُ
تـُسامرُني في الصمتِ ِوهي حـزينة ٌ/ أحـادثها في الغـَيب ِ؛ دوماً ولا ضيـرُ
يشاغلني ؛ لـيــلاً نـهـاراً ؛ جـمالها / أطـاردهـا والـكــرُّ * لـعــْبـتـُهـا الـفـَـرُّ
يـُصـاحـبـني ؛ دوما خـيـال ُدلالـهـا / بسيل ٍمن الشكوى ؛ وحـيـلـتها العـُذرُ
مُعـذِّبـتي ؛ بالحسـن ِوالوصل ِدونه ُ/ إذا صرت ُمجـنـوناً ؛ فقد نجح السحرُ
وكم طال ليلُ البعدِ ِوالشوق ِوالضنى / وكم طالَ تسهيدي وما بـزغ َالفَجـرُ
================================
وقـالـت : لقد أدمنـتَ حـُسنَ نسـائِـنا / فـقـلتُ : بلى واللهِ ِذا السـرُّ* والجهـرُ
وهجـْركِ لـُقـيانا ؛ وشـوقي ووحدتي / وبـُعـدكِ عـنِّي يا حـيـاتي ؛ هو المكـرُ
وصاحت : أما تُروى بنهش ٍلعشِقنا / فصِحتُ : وحور ُالعين ِفي الجنة ِالأُخرُ
وكم قـد سـلبـْتـنَّ ؛ العـقـولَ بفـتـنة ٍ/ وكيف يـُفـيـق ُالقلـب ُ؛ والمـرأةُ السِّكـرُ ؟
وكم من سكارى منك أضناهم الهوى / وغابوا وعن وعي ٍبعـشقـِك ِيا خـمْـرُ
أبو الخـلـْق ِقـَبـلي ؛ آدمٌ سـابَ جَـنـَّة ً/ وأنـزلـنـا الأرضَ ؛ وحـوَّا ؛ لها الأمـرُ
وقـيـسٌ ولـيلاهُ ؛ وروميو وجولْييتُ / وعـنتـرُ عـبلى ؛ بل وغـيـرهمو كـُـثـرُ
عـشِـقـتُ ؛ وفي حـُبِّ الـنسـاء ِغـوايةٌ ٌ/ لِـِفـاتـنةٍ ٍ؛ في الغـيـبِ ِأكـمَـلها الوفـْرُ
وساءلتُ أهل َالخير ِ؛ مَن منكمو رأى / لمحبوبتي الحـُلوى لهُ الفرح ُوالأجـرُ
فـقالوا : وما أوصافها إنْ بَدت لنا ؟/ فقلتُ : ومن حـُسن ِالوجود ِلها الشطر ُ
تـقـاطـيعها الدر ُّ؛ وكم يصعب الحصرُ* وإن يـرها البـصر * فحـقاً لها الشُّكـر ُ
كـحـوريَّـةٍ ؛ حـازتْ لأقـصى مـفـاتـن ٍ/ ولـيـس يـُـدانـيـها غــزالٌ ؛ ولا مـُهــرُ
بـشَـَعـر ٍ؛ تـُثـيـرُ الريـحَ عند هـبـوبها / كإعـصار سونامي إذا هـفهـف الشَّعـرُ
بـِعَـين ٍ؛ يفيضُ الشوقُ مِن نظراتها / وشهدُ الرضابِ ِالمستفيضُ ؛ هو الثغـرُ
شفاهٌ لها كأسٌ ؛ وفي كَرْمها عـصرٌ * وفي طعـمها خمرٌ* وفي شربها السكرُ
حـدائـقها الورد ؛ وروضتها الزهـرُ * بإغرائها الجـذب ُ ؛ ومن شعـري الجَـرُّ
كعـنـقودِ ِكـرْم ٍ؛ قـد تـدلَّى لها الصدرُ * حـريـرٌ دمشــقي ٌّ؛ هو الخـدُّ والخـصرُ
هي البيت والقصرُ*هي الكون ُوالعصرُ* لها الظهرٌ والعصرُ* يطيبُ بها العصرُ
أنـوثـتها غـيـر ُ* وضحكتها البـِشـرُ * ويبْشرها البَشر ُ* وفي نـومها شـخـرُ
وخطوَتها الخطـْر ُ* ورقـصتها السيـرُ * لِـمشيتها طبل ٌ؛ وفي عودها الزمرُ
لـنـخـلـتها تـمـرٌ * هـو العـسلُ السـدرُ * ومسْلـكُهـا وعـرٌ * ووثـبـتـها نـِمـرُ
كـواحـلـُها سُـمـرٌ* وتـرياقـها نـَهـرُ * حـدائـقـها خـُضـرٌ * جـداولـُها صـُفـرُ
أناشــيـدها ذِكـرُ* أحـاديـثها العِـِطـرُ * ومـيـزانها التـبـرُ * يـُتـوِّجـها الطـُّهـرُ
كجـنَّات فـردوس ٍ؛ بها الزرع والبـذرُ * هي الحلو والمرُّ* هي النبع ُوالبحرُ وروضتها الـزهـرُ* ويـوقـظها الظهـرُ* وضمـَّتـها دهــرٌ* وقــُبـلـتـها شـهـرُ
ورفـعـتُها الضم ُّ؛ وفـتحـتها النصب ُ/ سـكونٌ بتـشـديد ٍ؛ وكـسـرتـُهـا الجـرُّ وأحـضانها الخِـِدرُ * مـواقـدُهـا حـُمـرُ * لها حطب ٌفي القدر ؛ يـُشعلها قـعـرُ
بـصهـد ِالسعـير ِالحـار يطـفـوُ حـنانـُها / أنـوثـتها تـروي ؛ ومبـْسـمُها بـِكـرُ
بـينـبوع إغـراء ٍ؛ وسـيل ِمفاتـن ٍ/ وفي لحمها شهـدٌ ؛ لظى حشوها الجَـمـرُ
تـكـادُ تـُضيءُ النـارُ ؛ بـيـن قـوامهـا / وما أنـا تـمـثـالٌ ؛ ولا قـلـبي الصخـْرُ
نعمْ أنا مـُشــتـاقٌ ؛ لـلـُقـيـا حبيـبتي / لـِتـمتـصَّ أحـزاني ؛ ويـُغـرقها البـحـرُ
================================
إذا الهجرُ أضناني مددتُ لها اليـدَ / وأطلقتُ صيحاتي انقذيني وذا المَهـْرُ
ثـلاث ُرفـيـقـات ٍ؛ وقـد صرت ُأعـزبـا / فهـل يهتدي العـقـل ُوالمسلك ُالوعـرُ
ومحـبوبتي الأولى ؛ كأمِّي فقدتها / وكـِلتاهـما في الحبِّ ؛ إسـمهما مِصـرُ
فـراعـيـنٌ طغيان ؛ يُخـيـفهـم السـطـرُ* ملاعـيـنٌ أزمان ؛ وإنـجـازهم صِـفـرُ لـصـوصٌ بـإجـرامٍ ٍ؛ وبـيـعٍ ٍلأرضنا / وعـدلـهـمو ظـُلـم ٌ؛ وخـيـرُهـمو حـِكـْر ُ
أحاطوا لنا سجناً ؛ كما القـبـرُ موحـِشاً / بـنهـب ٍ لأموال ٍ؛ لـيحـتضرَ الفـقـر ُ ودربـهمو قـفـرُ* ووحـلهـمو عـِكـْرُ* كـلابـهـمـو سـُعـْـرُ * ومُجرمهـمْ نـِسـرٌ
وقولهمو فجر * وعريهمو عـِهـرُ * وطـبـعـهـم الغـدر ُ* ومـكـرُهـم الحـَجـرُ
نعـام ٌ طواويسٌ ؛ يـُدمِّـرها الكِـبـرُ * سلاحهـمُ التـرويـعُ ؛ والمـنعُ والحـظـرُ
ذئـابٌ وفي نهش ٍ؛ حـمـيـرٌ وفي نهـق ٍ/ بـعـيـرٌ لأعــداء ٍ؛ يُغـطـِّيـهمُ البـَعـرُ
بـِنهبٍ وكم صرُّوا* بفحش ٍلكَم ضرُّوا* فسادهمو عـُسرٌ * وبطشهم اليُـسرُ
لجمعهمو وكـْـرُ* ومكسبهم خـُسْـرُ* وغـدرهـمـو نَحـْـرُ* ودفـنـهـمـو حـُفـْرُ
وأوطاننا تبـكي ؛ سـيـول َفـواجع ٍ/ مآسٍ ٍ؛ نهى عن هولها الديـنُ والكـُفـرُ
*******************************************************
وفـيـت ُ؛ وفي نـُبـل ِالوفـاء شـهـامة ٌ / وديـني وأوطـاني ؛ مـبـادئـنا الغـُرُّ
وقال : أعـيدائي النـفاقُ أو الردى / فـقلتُ : هـُما شرَّان ِ؛ ساواهما الشـرُّ
وقـالوا لقد انفقت َمالك َفي الهوا / فقلت ُ: لكي يستيقظ الوعي ُوالفِكرُ
أحــارب ُأنــذالاً ؛ وأحــقـادُ أمَّـتـي / تـقــول ُمـُـنـاد ِالـصُّـم ِّ؛ آذانـُهـم وقـْـرُ
وأنـظم ُ؛ حتَّى تسـتحيل ُالقـصائـد ُ/ وأنـثـرُ ؛ حتـَّى يـنـتهي النـثـرُ والحِـبـرُ
فإن انكـروا فـضلي ؛ بكـل ِّنـذالة ٍ/ ضياء ٌكـنور ِالشمس ؛ يعمى به النـُكـرُ
وما عاش مَن يرضى بـِذُلٍّ مِن الغِـِنى / ويحيا الشهـيـدُ الثائر ُالماردُ الحـُرُّ
ونحـن حـُماةُ الدينِ ِ؛ والمجـدِ ِوالعـُلى / وأوطانـنا عـشقٌ ؛ وأرواحنا ذُخـرُ
فإنْ عشتُ فالشِّعرُ الذي يَغمرُ الدُّنى / وإن مِتُّ فاستشهادُ جنـَّتي النصرُ
هو الشـِّعـرُ إحـقـاقُ لـِحـقِّ ؛ بـِقــوَّة ٍ/ جـهـادٌ وإبـداع ٌ بـعـَزم ٍ؛ هو الشِّـعـرُ
شجاعة ُأبـطـال ٍ؛ ويحـسِـدنا الغـيـر ُ* وأبـنـي لأهــرام ٍ؛ لـيـذكـرني الـدَّهـرُ
وأشجعُ مَن يـفدي البـلادَ ؛ وعن حقٍّ ٍّ/ وأروع ُمَن صاغ البيانَ َ؛ ولا فخـرُ.
*******************************************************
شعر الجـبـالي
د. ضـيـاء الجـبـالي
إرسال تعليق