طاعون عمواس
مر العالم بكوارث بيئيه عديده ، نجمت عن تفشي الامراض والاوبئه ، مثل الحصبة والجدري والكوليرا وغيرها الكثير ، فليس (( الكورونا )) اول وباء ولن يكون اخر وباء ، ومنها ما عرف " بطاعون عمواس " ، نسبة الى بلدة فلسطينيه تقع ما بين مدينة الرملة والقدس ، حيث انه اول ما عرف الوباء في تلك البلده ، ومنها انتشرالى سائر بلاد الشام ، ( بلدة عمواس ، هدمها الصهاينه عام 1967 وشردوا اهلها ، وبنوا مكانها منتزه سموه منتزه كندا ) ؟؟ . وقد ظهر هذا الطاعون في خلافة : " عمر بن الخطاب " ، رضي الله عنه ، سنة 18 هجريه ، ( 640 م ) ، اي بعد فتح القدس بسنتين .
لقد قضى في هذا الطاعون عدد كبير من الناس ، ومنهم العديد من الصحابه ، قدرهم بعض المؤرخين ، ب 12 الف صحابي ،. منهم : ابو عبيده : عامر بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، ( واضرحتهم ومقاماتهم تقع في غور الاردن شرقي النهر ، ويسمى الغور في تلك المنطقه بغور ابي عبيده ) . ومنهم : يزيد بن ابي سفيان ، وسهيل بن عمرو، وضرار بن الازور ، والحارث بن هشام ، وابو جندل بن سهيل ، وعدد من ابناء خالد بن الوليد ، رضوان الله عليهم جميعا .
لقد كتب كثير من المؤرخين عن طاعون عمواس ، فقد بعث " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه برسالة الى ابي عبيده " يطلب اليه الحضور للمدينه ، كي ينقذه من هذا الوباء ، فعرف ذلك ابو عبيده فقال : غفر الله لامير المؤمنين !؟ ، ورد عليه برسالة يقول فيها : اني قد عرفت حاجتك الي ، ولكني في جند من المسلمين ، وفيهم امر الله وقضاؤه ، ولا ارغب في نفسي عن انفسهم ، ولا ارغب فراقهم حتى يقضي الله امره ، فحللني من عزمك --- فلما قرأ عمر الكتاب بكى ، ثم امره ان يجتهد في الخروج بالجند ناحية اكثر امنا – وكان ما كان -----
دروس ومواعظ نأخذها من مثل هذه المواقف الصادقه الشجاعه ، والتي تقتضي تضحية الفرد من اجل المجموع ، فقد تجلت هنا شهامة الصحابة ، وصدق انتمائهم لدينهم وامتهم ، وقوة ايمانهم وصلابة معادنهم ؟؟ فاين هذا من تهافت بعض الناس على الطعام والشراب والتخزين في محنة الكورونا ؟؟ وكأنه لا هم لهم الا بطونهم ؟؟؟ ليس عندنا ، فقط بل في العالم كله ؟؟ فها هي ارفف المخازن قد افرغت في امريكا وغيرها ، وهي البلاد الغنية القويه ؟؟؟ نسأل الله ان يرفع البلاء والفتن عن امتنا ، ويصفي قلوب ابنائها من الاحقاد والضغائن ، وان يجمع صفوفها على الخير والمحبة وصدق الانتماء .
( نواف الحاج علي )
إرسال تعليق