.............الفراق
لا تكن مثل الأطفال
تغضب
كلما عزمتُ الرحيلَ
تسبقني بشلال عينيك
تمطرني
تسحرني بأشعارك الجميلَة
إني لم أعد طفلةً كما كنت ساذجةً
لم أعد تلك الشرنقة
التي كنت تنشرها
على
سريرك
مثل ما يُنشر الغسيلَ
لا تكن طفلاً
فإني شربت من كأسك
مرارا فكان خيرك
عندي قليلَ
أنا من يسألك،
يا سيدي
أنا
من يسأل
فلا تسألني ..
من كان قراره الرحيلَ ؟
فإني اختارت أن لا أجعلك
بين ضلوعي يوما
وأن
لا تكون بين أغراضي
و أشيائي
الجميلَة
أخذتني وأنا عود عطرٍ
فجعلت من عمري
سحابَ دخانٍ
وجعلت من صِبايَا
سيجارةً
تأخذ أنفاسك منها إلا قليلَ
لا تكن طفلاً
إني لم أعد كما كنت
أهتم لك بظفائري
ولم أعد أزين لك خصلة شعري
و لم أعد أرسم
على شفتيك قبلاتي الطويلَة
سرتُ ولم أسأل
؟
سرتُ فوق موج الهوى
وأنا طفلةً بين ذرعيك
أرمحُ
وأكسر بصمتي الأمواج
وأخيطك بمعصمي
شراعَ
سرتُ كناقةٍ ماسكٍ بخطامها
أين ماوجهتني
أسجد
وأنا عليلةٌ بعشقك ذليلَة
سرت ولا أعرف وطني
فأخذت من قلبك مأوًا
ومن صدرك معبدًا
وقبلَة
واليوم جئت تبكي الفراق
تقولُ عودي
فأنت مني حبلَة
؟
لا تكن طفلاً
كن شجاعَا
فالخيط الرفيعُ إنقطعَ
ووجهك
المشرق
صار غيمة سوداءا
وجفنك الباسم
إنطفئ
وصرت كقراصِ المزابلَ
ذابلاً
فلا تكن طفلَ
إدريس الصغير الجزائر
إرسال تعليق