GuidePedia

0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــه
===================

من أفضل ألوان وصنوف الأدب اللون الباسم الذي يتضمن أخبار السلف الضاحكه ، وطرائفهم الممتعه ، ونوادرهم الشائقه . 
ومنه ما يهدف للإستمتاع والإضحاك ، ومنه ما يجمع إلى جانب الإبتسامه متعة الفائده الأدبيه والتاريخيه والثقافيه في الوقت
نفسه . حيث أن الترويح عن النفس يعتبر من ضروريات الحياة ، وخاصه
في هذه الأيام المثقله بالهموم والمشاغل والمتاعب .
كما أن الإنسان يتجدد نشاطه بالضحك والفكاهه .
لذلك فقد حرصنا في حلقات هذا البرنامج أن نجعلها تسلية وتثقيف وتروّيح
عن النفس . ونأمل أن تحظى نوادرنا وطرائفنا بإعجابكم الكريم ؛ والله الموفق والمعين .
وإليكم أجمل الطرائف التى سنستمتع بها في هذه الليله والتي ستدخل البسمه إلى قلوبنا :
(( كيد النساء غلب كيد الرجال )) 
يحكى أن تاجرا ركب رأسه الغرور ؛ فكتب على باب دكانه : " كيد الرجال غلب كيد النساء " 
ويبدو أن ذلك لم يرق لصبيه حسناء ذات تيه ودلال ؛ فدخلت دكانه متعلله بشراء بعض الحاجيات ؛ 
فصارت كلما طلبت مطلبا تتمايل وتنحني وتنعطف وتتثنى ؛ حتى تظهر مفاتنها وتبث محاسنها 
حتى تمكنت من صاحب الدكان ؛ وسرقت عقله وتلاعبت بعواطفه ؛ ولم يتمالك نفسه عن سؤالها
من تكون ؟ فقالت له : أنا ابنة قاضي القضاة . قال الشاب : ما أسعد أبيكِ فيكِ ! 
قـالـت : وما أشقاني معه ! إنه يريد أن يبقيني بدون زواج ، فكلما طلبني أحد للزواج قال له : 
إنني عمياء كتعاء غير صالحه لمثل هذه الأمور . 
قــال الـشـاب : وهل تقبلين بي زوجاً لكِ ؟ ؛ وأنا أتدبر الأمر مع أبيكِ ؟ فأجابته الفتاة
بالموافقه . ولم يلبث الشاب أن مضى من وقته إلى قاضي القضاة يطلب منه يد إبنته ؛ فقال 
القاضي : ولكن إبنتي كتعاء عمياء ؛ وأنا لا أريد أن أضع أحداً في ذمتي !
قـال الـشاب : أنا اقبلها كما هي ، ويكفيني حسبها ونسبها ؛ وتمت الموافقه ، ثم إنه أتيحت للشاب
كي يجتمع بعروسه ؛ فإذا هي حقيقة عمياء كتعاء ، وليست تلك المرأه الماكره الحسناء
فرجع الشاب إلى دكانه منكسر النفس ، منكس الرأس ، ومحى عن بابه العباره التي أوقعته 
في المصائب " كيد الرجال غلب كيد النساء " ولم يلبث غير يسير ؛ فإذا بالصبية الحسناء
تقبل عليه من بعيد وعلى ثغرها إبتسامة الظفر ؛ فدخلت وقالت : الآن إعترفت بالحقيقه وأقررت
أن " كيد النساء غلب كيد الرجال " . فأجاب الشاب : ولكن مع الأسف بعد فوات الأوان . 
فقـالـت الـفتاة : لن أتركك في محنتك وخلاصك في يدي ! فما عليك إلاّ أن تبحث عن جماعة
من النّور تطلب منهم أن يزعموا أنك واحد منهم ؛ وأن يحضروا على أساس أنهم أقاربك 
وأصحابك إلى بيت القاضي يوم العرس ؛ وهكذا كان . فقد وصل الجماعه في اليوم الموعود 
بطبل وزمر ورواقص وأهازيج ؛ في حين كان القاضي يجلس مع علية القوم وأشراف المدينه
فهرع الشاب إلى ملاقاتهم والترحيب بهم ؛ ولما سأله الحاضرون عن الخبر ، أجابهم : أنا منهم
وهم مني ولا أستطيع أن أنكر حسبي ونسبي ، لذلك دعوتهم ليحتفلوا بي في يوم عرسي ؛ فصاح
به قاضي القضاة : كفى ، ونحن أيضا لا نستطيع أن نتخلى عن حسبنا ونسبنا ، قم وانصرف
أنت وجماعتك ، وابحث لك عن زوجة من بناتهم ، وعفا الله عما سلف .
في الغد ذهب الشاب إلى دكانه ، فإذا بالصبية تأتيه ، فاستقبلها هاشا باشا ، وأخبرها بنجاح 
مشورتها ومكيدتها التي خلصته من شراك تلك المصيبه ، ثم سألها حقيقة نفسها ؛ فأخبرته ، فلم
يلبث يسيرا حتى ذهب وطلب يدها معترفاً بالهزيمة أمام كيد النساء وتدبيرهن الذي لا يقاوم 

إرسال تعليق

 
Top