موقف الاسلام من الشعر والشعراء ....
مع الشاعر الشيخ محمد شرف الكراديسي .
يظن بعض دارسي الأدب أن الإسلام حارب الشعر بينما الصحيح أنه لم يحاربه لذاته وإنما حارب الفاسد من مناهج الشعراء ويتمثل هذا المعنى في الآية التي صنفت الشعراء إلى فئتين فئة ضالة وأخرى مهتدية حيث يقول : (والشعراء يتبعهم الغاوون * الم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) بل إن الإسلام ذهب إلى أبعد من هذا حين اتخذ الشعر سلاحا من أسلحة الدعوة وعده نوعا من أنواع الجهاد فجعل الشاعر على ثغرة من ثغور الإسلام لا يسدها إلا هو وأمثاله من الأدباء وقد أدرك الإسلام قيمة الكلمة الشعرية وشدة تأثيرها ولذا كان النبي يشجع الشعر الجيد المنطوي على مُثل عُليا وكان يستمع إليه ويُعجب بما اشتمل عليه من حكمة حتى لقد قال"إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة "ولما استأذن حسان بن ثابت في الرد على المشركين أذن له وقال "اهجهم ومعك روح القدس "كما كان يستزيد الخنساء من الشعر فيقول"هيه هيه يا خناس" وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم حيث كانت سيرتهم تبعا لما جاء به الرسول فقد إقتفوا أثره وتحروا سنته فما نفع من الشعر أو حسن قبلوه وشجعوا عليه وما كان فيه ضرر أو قبح نبذوه وحاسبوا عليه.وخلاصة القول أن الإسلام وقف من الشعر موقفا وسطا فلم يؤيده ولم يعارضه وإنما عده كلاما كأي كلام فحسنه حسن وهو مقبول وسيئة سيئ وهو مرفوض وما يقال عن الشعر يقال عن بقية فنون الأدب الأخرى.
إرسال تعليق