قُزَحيةُ الأحلامِ .... مُزنةُ فرحٍ
_____________________
استعارَ النهرُ الحزينُ قُزَحيةً من مُزنةِ فرحٍ ، وعلَّقَ خيباتِهِ على مشجبِ الأمسِ المكسورِ بعدَ أن أتعبتْ جسدهُ الحروبُ أفقدتهُ نضارتهُ سرقتْ جزرَ الألقِ من وجنتيهِ ، وغزتْ وجههُ التجاعيدُ ابيضَّت ناصيتهُ و نزفتْ روحهُ ألماً بفقدانِ أحبتهِ....
فعقدَ على خصرهِ شالَ حريرٍ من خزانةِ الغدِ المكتظةِ بالأحلام الورديَّةِ و انتعلَ حذاءً أخضرَ لامعاً يليقُ بعاشقٍ كريمٍ ، لبسَ ثيابَ الفرحِ ، تكحََلَ بميلِ القصبِ و سرَّحَ شعرهُ على مرايا الرياضِ وراحَ يركضُ طافراً منتشياً للقاءِ محارتهِ الجميلةِ ، وفي الطريقِ هاتفتهِ قائلةً : أيُّها النهرُ النبيلُ لم أكن أعلَمُ أنَّكَ صديقٌ للقمرِ، وأنكما تلتقيان كلَّ مساءٍ
حين دعتْني عيناكَ للسهرِ ، اعذرني حبيبي سألقاكَ صباحاً ، حتى لا يذيعُ القمر أسراري بين النجومِ .... و منذ ذلك الوقتِ حتى اليوم ما زالَ النهرُ مترفاً بالأمل ، ينتظرُ لقاءَ محبوبتهِ لا يدنو منه الشُّحوبُ .....
------------
مرام عطية -سوريا
إرسال تعليق