《عودة وإنتقام》----------- الجزء 11
رواية للقاص : ثروت كساب
كانت سعادة سيف لاتوصف لرؤية الشيخ الصالح كانت سعادته أكبر من سعادته بعودة النور لعينيه
وبعد أن تملكته الطمأنينة وتدارك حالته قال بينه وبين نفسه أنه سينفق جزء كبير من أمواله على الفقراء والمحتاجين
زوجته شجعته على ذلك بعد أن علمت تفاصيل الرؤيا وعودة بصره دون أى تدخل طبى فعاد ببركة رسول الله .
بدأ سيف ببيع الحبوب الخاصه بتجارتة وقام بجمع كل أمواله واستطاع شراء قطعة أرض قام بتخصيصها لبناء مخازن ومنزل كانت هذه القطعة كبيرة
و قام بالتبرع بربع أمواله للفقراء والمساكين وبعض الأعمال الخيرية
وقد عرض عليه الحج مندور الاقامه معه فى بيته وبناء المخازن التى يرغب فى بناءها فمنزله كبير ويستطيع تحقيق غايته
لكن سيف أبا وأراد أن يكون البيت من ماله الخاص ويكون البيت ملكه لايشاركه فيه أحد.
أنهى سيف كل الأمور الخاصه بالبناء وأقام فى بيت والد زوجته حتى تنتهى مرحلة البناء
أما أنس قد أصبح على حريته بدأ التبذير يمينا ويسارا فهو لايعرف قيمة الأموال لأنه لم يتعب فى جمعها فأتته على طبق من ذهب
ولأن المبلغ الذى نهبه من أخيه كان مبلغ كبير فلم يستطع القضاء عليه بسرعه
مرت الأيام والشهور وانجبت سلمى عبد الله وكانت سعادة سيف كبيره جدا بقدوم ولى العهد
وبدأ يوسع فى تجارته واستطاع شراء كثيرا من الأطيان الزراعيه فأصبح من أكبر التجار بمحافظته فذاع صيته بين أهالى المحافظه وعرف بنزاهته وسمعته الحسنه
عندما يحقق سيف نجاح يزداد تدهور حال أنس لم يسأل سيف عن أنس ولم يسأل أنس عن سيف
أصبح الاثنان غريبان رغم أنهم يعيشون فى مكان واحد ولكن لم تجمعهم حتى الصدف
أنس تدهورت حالته الماديه نوعا ما
بعد مرور 3سنوات من ترك أخيه له قام بصرف كل الأموال التى سرقها من أخيه على سهراته ونزواته حتى تدهورت حالته الصحيه بسبب الشرب والسهر وبعض الأشياء الغير أخلاقية كمعاشرة النساء دون تمييز
مرض انس وتم حجزه بأحد المستشفيات وكانت حالته خطيره
بعد ان زالت مرحلة الخطوره تعرف على فتاه جميله هذه الفتاه تعمل ممرضة بالمستشفى اسمها ساره
ساره كانت المسؤلة عن حالة أنس شعر ان شيء ما يشده لهذه الفتاه وهى شعرت بنفس الشعور بدأت النظرات تتلاحق وبدا الاهتمام من الطرفين ببعضهم اصبخ متيم بها وهى كذلك
ولأن أنس كان خبير بعالم النساء استطاع ومن خلال حاسته أن يشعر بنقاء هذه الفتاه
قبل أن يخرج من المستشفى بيومان أبلغها باحساسه وأنه يريد أن يتقدم لخطبتها
كانت المفاجأة أن ساره تبادله نفس الشعور وأنها تريد أن تعرف عنه الكثير قبل الاعتزام على خطو أي خطوه اتفقا أن يلتقيا بأحد الحدائق العامه بعد خروجه من المستشفى وقد حددوا المكان والموعد
وهناك سيكون الحديث عن كل شيء بالتفصيل
لأول مره يشعر أنس بذاته وأنه وجد ضالته وأنه سيعود لطريق الصواب فهل تستطيع ساره أن تحيده عن طريق الضلال الذى يسير فيه أم أنها نزوة كباقي النزوات التى مرت على أنس
خرج أنس من المستشفى بعد أن شفاه الله من وعكته الصحيه فكان لساره دور هام فى شفائه فقد نجاة الله من موت محقق لن الله كتب له عمر جديد
ساره فتاه جميله جدا هادئة الطباع
سر حبها لانس لاتعلمة فقد شدت له منذ أول وهله ومن خلال وجوده بالمستشفى لم تلاحظ أن أحد سأل عنه إلا بعض أصدقائه وكانت ترى فى وجوههم انهم ليسوا أصدقاء أوفياء كانت تلاحظ انهم من أصدقاء السوء فقرات هذا من أعينهم
لم تجد أحد من أقاربه فكلما كانت تأتى زياره له كانت تسأله من هذا يقول لها انه صديقى فلان أو زميلى ولم يذكر لها شقيق أو شقيقة أو أم أو آب أو عم أو بن عم فتعجبت هل هو وحيد أو غريب لكنها لم تسأله لحياتها الشديد
عزمت ساره أن تسأله عن كل كبيره وصغيره قبل القدوم على اى خطوه حتى لاتندم فى يوم من الأيام
خرج أنس من المستشفى وأتى الموعد المنتظر
كان أنس على شوق لرؤية ساره لأول مره فى حياته يجد نفسه ينتظر موعد لقائه بفتاة بهذه الطريقة
كان أنس يعتاد أن يرى ساره بملابس المستشفى لم يرها ولو لمرة واحده بملابسها الطبيعيه
ساره كانت اميره فى هذا اليوم ارتدت أجمل ملابسها وقد تطيبت ووضعت بعض المساحيق فأصبحت مختلفة اختلاف تام
أنس كان بانتظارها فى الحديقة وقد أتت ساره وجلست على الطاولة التى يجلس عليها أنس الذى لم يعرفها فوجد فتاه فائقة الجمال تشاركه طولته فلم يتحدث بكلمه واحده كان ينظر إليها وهو متعجب وهى كانت تنظر له وكانت الابتسامه تكسو وجهها
وقالت له سننظر لبعض كثيرا دون كلام
وجد أنس الصوت صوت ساره
فقال أنس لم اتخيل أن تكونى بهذا الجمال فأراكى وكأننى اراكى لأول مره فى حياتى
ردت عليه ساره كم مره قولت هذا الكلام لغيرى
ضحك أنس وقال كثيرا
هنا تبدلت الابتسامه إلى غضب وقالت له حقيقى هذا الكلام ياانس
قال أنس انا لم ولن اكذب عليكى انت الوحيده التى لن أستطيع الكذب عليها
رغم صدمة الرد إلا أن ساره قالت لانس أريد أن أعلم كل شيء عنك ولاتخبأ عنى شيء
قال لها أنس عشت عمرى كاذب ومستهتر حتى قابلتك
من الآن لن أحفظ سر فى نفسى سأخرج كل مافى قلبى حتى استريح
بدأ أنس يحكى كل شيء منذ وفاة والده وهو فى عمر ال 8 سنوات مرورا بزواج أخيه حتى واقعة اعتدائه على زوجة أخيه ورد فعل سيف ووفاة والدته وهى غاضبة عليه بسبب تصرفه السيء نحو زوجة اخيه واعتدائه بالضرب وكاد ان يقتل شقيقة لولا كرم الله ونجاته
رغم ذلك لم يتهمنى اخى بشيء واعطانى كل ماطلبت
وكم كان قاسيا مع شقيقه وحكى لها عن كل شيء حتى دخوله المستشفى وحكى لها عن مغامراتة وأصدقاء السوء بعد أن انتهى وبعد مرور أكثر من 3 ساعات نظر فى وجه ساره فوجد ملامحها تبدلت ووجدها فى عالم آخر
قال لها اجدك شاردة الذهن هل ماقولته لك جعلك تصرفى النظر عن وجودى فى حياتك ؟
توقعت هذا قبل أن احكى لك اى شيء لكننى مصر على أن أكمل
فلأول مره أجد نفسى أريد أن ارتاح فعندما وجدتك وعندما دخلتى حياتى أردت أن تعلمى كل شيء عنى
لاادري ماسبب قدومى على تلك الخطوه لكننى أردت أن تبدأ حياتنا على الصراحه
لأول مره فى حياتى أشعر براحة فى قلبى بعد أن قولت كل شيء
وانا الان مستعد لاسمع قرارك اما بالاستمرار أو بعدم تكملة المشوار انا متقبل قرارك أين كان
صدمة ساره فى أنس جعلتها لاتتكلم من آثار تلك الصدمة
لكنهاقالت لانس لقد كنت صريح معى رغم صراحتك وصدقك الذى شعرت بهم وانت تتحدث
ورغم سعادتي لصراحتك رغم مرارتها ألا إننى لن أستطيع اعطائك الرد الآن اتركنى حتى أقرر مع نفسي وارجوا أن لاتحاول رؤيتى اتركنى حتى أقرر مصيرى معك دون أي ضغوط نفسيه أو عصبيه وستجدنى عندك فى المدرسه لاخبرك فرارى
قال لها أنس وانا سانتظر واوعدك اننى لن اتعجل الرد وسأنفذ كل ماطلبتيه دون قيد أو شرط وسأحترم قرارك أين كان
ساره انت آخر أمل بالنسبه لى فأصبحت مدمر ففقدت كل شيء فى حياتى
إلى هنا تنتهى حلقة اليوم مع وعد باللقاء بعد غدا أن شاء الله وموعد جديد انتظرونا
إرسال تعليق