ودٌّ وجُحُودٌ
شعر: هاني زريفة
ما نالوا من عَذْلي إذا عَذَلوني ... والّليلُ ليلي والشُّجونُ شُجوني؟!
وأنا المُهاجرُ في القوافي، وريشتي ... ضرَّجتُها من جَذْوتي وجنوني
أرسلتُ بوحي في القَريضِ مُحلِّقاً ... وَرَوَيتُهُ من مُهْجَتي وظُنُوني
ووهبتُ روحي للحمائمِ والهوى ... وحملتُ فَجراً مُشْرِقاً بعيوني
وزرعتُ حلمي في الرِّمالِ مكابراً ... ورَوَيْتُهُ من صَبْوَتي وشُؤوني
وكَسَوْتُ من زهرِ الرِّياضِ قصائدي ... فتمايلتْ في رفقتي وبِدُوني
طافتْ بأسرابِ الحمامِ وهامَسَتْ ... زَهْراً تفتَّحَ مُبكراً بغصوني
بَثَّتْ لغزلانِ الفَلاةِ هَجيرَها ... وَجْداً شَكا لعيونِها بعُيونِ
وتَطايرتْ منها النُّسورُ هَوائجاً ... دوَّتْ سِباعٌ زَمجرتْ بحصونِ
سامتْهُمُ ودّاً صفا بجوانحي ... فإلامَ إذْ أنصفتُهُمْ ظلموني؟!
بوَّأتُهُمْ عرشَ الفؤادِ فَرَاعني ... إذْ أدركوا منّي الهوى خذلوني
ورأيتُهُمْ مالوا لطارقةِ النَّوى ... فهجرتُهُمْ منْ قَبْلِ ما هَجَروني
وحملتُ حلمي والجراحَ مُجاهداً ... ما خَطبُهُمْ لِجَلادتي حَسَدوني؟!
ما أدركَتْ منّي الأنامُ مَذَلَّةً ... وتَرَقَّبَتْ دمعاً هَمَا بعيوني
لا تنكروا ظُلْماً ظنوني وريبتي ... جُلُّ الّذينَ زَرَعْتُهُمْ حَصَدوني!
إرسال تعليق