بِسم الَله الرَّحْمَان الرَّحِيم
" حِوَارِيَّةُ بَيْنِي وَبَينَ سِيزِيف"
الخِطاب الأوَّلُ {أنَا}:
السَّرَاب
سِيزِيفُ أيْنَ الصَّـــخْرُ؟َضِقْـــــتَ مرَارَا
عَبَثًـــــــــا تُرَاكَ تُوَاجِـــــــــــهُ الأقـْــدَارَ
وَهْمًا تُعَـــانِقُ مَــــــــا لَــــهُ مِــــــنْ غَايَــــةٍ
وَالوَهْمُ رَاحَ مَــــــعَ الرِّيَــــــاحِ غُبـــَارَا
خَلْفَ السَّرَابِ تَجُرُّ صَخْـرَكَ لاَهِثًـــــا
لــــــــكِنْ تَكَــــــدُّ لِتَجْتَنِــــــي التِّذْكَـــــارَ
فَنِهَايَـــةُ الجُهْــدِ المَرِيــــــــرِ لَخَيــبَـــــةٌ
فِي قَاعِ عُمْرِكَ تنْـــثَــــــوِي مُنْهَــــــارَا
سِيزِيفُ يَا رَمْزَ الهَزِيمَـــــة فَاعْتـــَرِفْ
أبَدًا ظَلَامُكَ يَسْتَحِيــــــلُ نَهَـــــارَا
فَالصَّخْرُ زَادَ مَعَ السِّنِـــينِ حُمُــــــولَةً
وَطَرِيقُكَ المُمْتَـــــــــدُّ زَادَ عِثَـــــار
المَوْتُ صَارَ كَمَا الحَيـــــاةِ فَلاَقِــــــهِ
وَالحُلْمُ فِي رَمْسِ القُنُـــــوطِ تَوَارَى
الخِطاب الثَّانِي {سِيزْيف}:
صَرْخَةُ سِيزِيف
أَتُرَاكَ دَوْمًا خَائِـــــــرَ الهِمَـــــــمِ؟
تَئِدُ الحَيَاةَ بِغَيْــــــهَبِ الأَلَـــــــمِ
مَــــا أَنْتَ أَوَّلَ عَــــــازِمٍ عَثــــَرَ
كَيْ تَدْفُنَ الآمَـــــالَ فِي الظُّلَـــمِ
عَبثِــــــــيَّةٌ سَــــوْدَاءَ تأسُـــرُكَ
أرْدَتْـــكَ أشْلاَءً مِنَ الحُطَــــــمِ
مَالِ أرَاكَ تَخَذْتَـــــــنِي هُــــزُؤًا؟
يَا مَنْ دَفَنْتَ العُمْرَ فِي العَــدَمِ
هَبنِي أُجَرْجَرُ صَرْخَــتِي عَبَثًــــا
لَكِنَّنِي أسْعــى إلــــــَى القِمَــــمِ
وَكَذَا أُحَاوِلُ دَائمًـــــا أبَــــــدًا
أَوَصَلْتُ اَمْ لاَ لَمْ أئدْ حُلُمــِي
أسْطُورَتِي لِلْفِعْـــــلِ مَلْحَمَـةٌ
لَيْسَتْ حِكَايَةَ عَابِثٍ يَهِــــــمِ
الخِطَابُ الثَالِثُ {أنَا}
الحُطَام
سِيزِيفُ حَطَّمتِ الرِّيـــــــاحُ يَقِيـنِـــي
شِلْـوًا رَمَـتْـنـِــــــــي مُثْقـَــلاً بِظُنُونِـــي
مَاذَا جَـنَيْـتُ مِنَ العَنَاءِ سِوَى الأَسـَــى
ألَـمِي لَـيَـنْخرُ مُهْجَـتِــــــــــي وَأنِـينـِـــي
لَمْ تَـبْقَ فِي القَلبِ المُمـَــــزَّقِ خَفْقـَــةٌ
أمَـــــــلٌ يُعِيــدُ إلَى الوُجـُـــودِ حَنِينــِـــي
سَعْيـًــــا أتَـسْألُــنِي وتـِـلْـكَ سَـفـِـينَــتــِـي ؟
نـِـسْــــيٌ مُــحَـطَّـمَةٌ حُطـَــامَ سِنـِــيــــنِي
فادْفـَــعْ إلَى المَجْــهُولِ صَخْــرَكَ لاَهِـثًا
وَالوَهْمَ فَــلـْـــتَجْـعَـلْـــهُ خَيْـــــرَ قَـرِينـِـي
للقـَـاعِ حَــتْـمًا سَــوْفَ تَـرْجـِــعُ خَائِبـًـا
فَــاسْــعَـدْ إذن بِلُهَاثـــكَ المَجْـــــنـُـــونِ
دَعْــنٍي أعَانِقُ خَـيْـبَـتِي فَهـْــيَ الَّـتِـــي
أنَّى ظَمِئْتُ وَجَدتُهـَــــــا تـَـــرْوِيـــــنِــي
كَأْسَ المَرَارَةِ أتْرَعَتْ لِي بَلْ كُؤو
ساً فِي دَمِي تَجـْـــرِي لحِيـــــنِ مَـنُـــونِ
الإمْضَاء : مُرَاد بِنْ بَرْكَة
إرسال تعليق