GuidePedia

0
السلام عليكم ورحمة الله تعالى بركاته..
اريد المشاركة بمقال سياحي حول منطقة اثرية بالجهة الغربية لدولة الجزائر 
الجزائر 
الآلاميلياريا... إمكانيات سياحية بامتياز تحتاج لتثمين
تتمتع مدينة البنيان التابعة لولاية معسكر الواقعة غرب الجزائر بثراء طبيعي وثقافي وحضاري يؤهل هذه المنطقة لان تصبح وجهة للسياحة الداخلية وكذا قطب لجلب السياح الاجانب المولعين بالسفر والاكتشاف اذا توفرت مرافق الايواء وفضاءات الترفيه. حيث تراهن مديرية السياحة لمعسكر على هذه المنطقة لترقية وجهة السياحة الغربية على غرار الديوان السياحي المحلي لبلدية البنيان "OLT Beniane" والذي ينظم العديد من الزيارات لفائدة الطلبة الجامعيين وتلاميذ المدارس والسياح لاكتشاف الثراء السياحي لهذه المدينة وتاريخها العريق الضارب في التاريخ. وحسب السيد "بن زايخ ميلود رئيس جمعية التوميات للحفاظ على التراث وعضو ناشط بالديوان السياحي المحلي لبلدية البنيان فانَ منطقة البنيان عرفت تواجدا استعماريا رومانيا ليتحول المكان الى مدينة رومانية من سنة 229م والى اواخر القرن الرابع ميلادي وسميت باسم الحصن "ALAMILIARIA" وتمثل وجوده في اقامة حصن روماني لمحمية عسكرية وصل تعدادها الف فارس تمركزت بالمنطقة لاخماد ثورة الاهالي الرافضين للاستعمار الروماني. وقد اثبتت الاثار التي تم اكتشافها سنة 1898 من قبل عالم الاثار الفرنسي Stephane Gsell والمتمثلة في حصن روماني وكمدافن عائلية وكنيسة امازيغية للثائرة "روبا" والتي تم اغتيالها سنة 435 ميلادي واقيمت لها هذه الكنيسة داخل انقاض الحصن الروماني بالركن الشرقي منه هذه الكنيسة الدوناتية التي بنيت في الربع الاول من القرن الربع ميلادي. ناهيك عن آثار برج المراقبة الروماني على قمة جبل "تيفلتان" الواقع شرق المنطقة الاثرية. ويضيف السيد بن زايخ بان المعالم التاريخية التي تزخر بها منطقة "الألاميلياريا" تشكل فضاءا ثقافيا للسياحة الاثرية لكن يتطلب التثمين والاستثمار فهي ذات قيمة انسانية فريدة من نوعها وتعتبر في حد ذاتها ارثا ارشيفيا للانسانية جمعاء. من بينها مقبرة "الروابة" الواقعة بدوار بدير بالجنوب الشرقي لمركز البنيان حوالي 06 كلم والذي تناقلت الروايات في المنطقة انها تعود الى العصر القديم وتضم رفات السكان المحليين انذاك. تسميتها نسبة الى الزعيمة الامازيغية "روبا" ذلك ان المنطقة تزخر ببقايا كثيرة لاواني ومصنوعات طينية مختلفة. وكذلك معلم "عين بدير" والذي يعتبر منبع مائي اثري متميز بطعمه وتركيبه. كذلك "جبل سيدي بركات" والذي يعدَ موقع طبيعي خلاب يتميز بوجود مقبرة تاريخية تؤكد الروايات بانها تضم رفات الفاتحين المسلمين بعد انكسار التواجد الروماني. وكذلك المعلم الديني التاريخي "مسجد الشوارف العتيق" والذي اشتهر بمرجعيته الدينية المحلية (العبادة، التعليم،الفتوى..) كما ذاع صيته بالغرب الجزائري. وبجواره مقبرة سيدي سالم العتيقة. ومقام الشيخ سيدي بوزيد هذا الشيخ الذي يعد من علماء المنطقة وفقهائها، ترجم سيرته المؤرخ الفذ الشيخ ابي رأس المعسكري، هذا ويتوسط مقامه مركز البلدية بينما يقع ضريحه بالمقبرة العامة سيدي محمد بن فريحة. وحسب مصادر تاريخية فان البنيان كانت عبارة عن محمية عسكرية في عاصمة المقاطعة Caesarea شرشال، ولم تتمركز في البنيان الا في القرن لثالث ميلادي من اجل اخماد المقاومة الشعبية ضد التواجد الروماني في المنطقة. اذ كان موقع المدينة على مرتفع حوله منحدرات تلامس الارض وذو شكل مربع ضلعه 240م يلتف حولها وادي الناغية من الشرق الى الجنوب ويحيط به سور يتألف من جدارين وتنفتح المدينة على بابين من جهتها الغربية والجنوبية محمية بابراج مراقبة اسطوانية الشكل قطرها 05 امتار. كما ان المساحة المحصنة كانت مخصصة للمحلات التجارية والمباني الادارية واماكن لتدريب الجنود واسطبلات للخيول والدواب. ومع مرَ الزمن تحول الحصن الى مدينة حقيقية تعج بالحياة المتمثلة في النشاط المتنامي للفلاحة والاهتمام بغرس اشجار الزيتون اذ تؤكد بقايا اثرية لمعاصر زيت الزيتون. فالبنيان كانت مرتبطة بطريق معبد بالساحل تحديدا بميناء بضواحي ارزيو يمر بمرتفع جبلي يخترق سهل غريس ليصل الى بوحنيفية ثم يواصل اجتيازه المنطقة الجبلية ليصل الى Casta Nova بالقرب من المحمدية ويعبر اولى خطوط الدفاع العسكرية لموريتانيا القيصرية ومن هناك الميناء الكبير Portus Magnus. 
السياحة بمنتجع المرجة الطبيعي Site El-Merdja
يقع منتجع المرجة في الجنوب الغربي لمركز البلدية على علو 1015م على مستوى البحر. تم استثمار المنطقة ابَان العهد الاستعماري بتهيئتها للتخييم والاستراحة، فأنشئت عدَة هياكل إستجمامية من مسبح ومشرب ومطعم ومرقد اضافة الى مساحات للترفيه والرياضة لم يبقى منها الا اثرا بعد عين. فالمرجة تعدَ لوحة فنية طبيعية وآية من آيات الطبيعة البديعة. مساحة من الغطاء الغابي المتميز بتنوع اشجاره وبأماكن عديدة متناثرة على موقع يعلو ب1015م على مستوى البحر. في الموقع منابع مياه وموضع شلال تنتظر التهيئة والاهتمام. تقع المرجة بمحاذاة جبل بعير، ولا يزال المكان يحتفظ ببقايا هياكل الاستجمام والراحة والتي تعكس اهمية هذا الموقع السياحي. اذ يتوفرعلى طريق يؤدي اليه بيُسر بفضل جهود الديوان السياحي تعرَف الكثير على المكان فصار مفضلا للعديد من العائلات والافراد لقضاء فترات من الراحة والترفيه والتامل في جمال الطبيعة الخلاب. فالمرجة اتخذ منها الفرنسيون ابان احتلالهم للجزائر منتجعا سياحيا لما تتوفر عليه من مناظر طبيعية تسر عين الناظر، وسميت بالمرجة لجريان وديانها وهي مدرجة ضمن المخطط الولائي للسياحة حسب الدراسة التي قامت بها ديرية السياحة في وقت سابق، باطنها يتوفر على مخزون مياه كبير وبها مسطحات مائية وغطاء نباتي كثيف وبها حقول شجرة الزيتون المباركة.
التوميات
جبلان توأمان يميزان تضاريس البلدية برمزية خاصة للمنطقة يقع بها مدخل مغارة طبيعية تشكل نفقا ارضيا يمتد الى ضفة وادي البنيان شرقا بالقرب من الحصن الروماني.
جبل كوك
يتميز الجبل بصلاحيته لممارسة الرياضة الجبلية نظرا لتنوع ممراته ومسالكه الجبلية وهو بحاجة الى تهيئة ميدانية (محطات استراحة).
فالبنيان منطقة مدفونة تحت الارض بين ثنايا الجبال مدينة سياحية بامتياز تتلاقى فيها زرقة السماء مع خضرة الطبيعة لتشكل فسيفساء او لوحة فنية تسر عين السائح فهي تنام على مدينة رومانية لكن مع كل ما تزخر به من معالم اثرية ومناظر طبيعية خلابة وآثار الا انها تعاني الاهمال وعدم الاهتمام من الجهات المعنية ويامل المختصون على اجراء حفريات على البنايات وتصنيف المنطقة كمعلم اثري، وحتى سكان المنطقة الذي التقت بهم مراسلة جريدة الحلم العربي نيوز يأملون الاهتمام بمنطقتهم ولو بالتفاتة بسيطة من السلطات المعنية وخصوصا من مديرية الثقافة لولاية معسكر.
بقلم الإعلامية: طالبي.فاطمة


إرسال تعليق

 
Top