تغريدة الشـــــــعر العربي
بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
-------------------------------------
[ اصحي وْصحي النهار ]
الشاعرة و الأديبة العمانية بدرية محمد البدري
لي الأحلامُ تلهو فوق كُرّاسي
لي النصفُ الملئُ بِفارغِ الكأسِ
ولي خلف اصفرارِ الحرفِ قافيةٌ
ولي ما شئتُ لا ما شاءَ حُرّاسي
-------
و لها مقولتها الخالدة عن التعريف بالشعر :
الشعر هو الفارق دائماً، حين نقرأ قصيدة لا نبحث عن جنس كاتبها ولا جنسيته ولا يهمنا ما يهمنا أن نقرأ الشعر أياً كان كاتبه. بيتٌ قد يغرينا للبحث عن كاتبه، وقصيدة مئوية قد لا تمنحنا الشعر فنولي عنها محبطين
من سلطنة عمان نتوقف مع صوت نسائي مثقف يجمع بين الشعر و الروايه في سباق نحو تأصيل المفاهيم مع الحياة فتكتب من اجل الانسان المقهور كي توازن بين الحلم و الوجع بغية التغيير الي شاطيء الجمال في دائرة الحب الكبير تضفي علي انتاجها هالة من الضياء بعد نزعة فلسفية يساورها فيها الشك و الحيرة و القلق من الواقع لكن المبدع لا يعرف الا الأمل و الجمال و الخيال مفردات تسافر مع أحاسيسه هكذا !!
نعم أنها الشاعرة و الأديبة والروائية العمانية، بدرية محمد البدري - و قد منهحا جمال الطبيعة و عبقرية المكان أحاسيس فطرية جلبت لها ربة الشعر كل المقومات الفنية في حضور بهي مكنها ان تكون سفيرة للمرأة و للشعر العماني في شتي المحافل الداخلية و الخارجية مع أترابها في حلبة الابداع بكل أشكاله و ألوانه في تصوير و لغة جعلت منها صوت مميز هكذا ----
ثم واصلت تعليمها في نهضة حديثة تواكب مطالب الواقع في روح المعاصر و من ثم تخرجت مع مدخلات التكنولوجيا الحديثة فهي تعمل معلمة تقنية معلومات ناشطة في التحصيل و المتابعة
تكتب الشعر الفصيح والشعبي، و الرواية أضف الي الكتابة المتنوعة و المقالات المعبرة عن قضايا اجتماعية تشمل الجنسين ----
لها ديوان شعر :
تحت الطبع
و لها روايتان :
= [ ما وراء الفقد ]
= و " العبور الأخير "
شاركت بكتابة مسلسل [ الفرقة9 ] أول مسلسل شرطي كرتوني عربي.
حاصلة على العديد من الجوائز في الشعر الفصيح والشعبي والرواية.
و قد تأثرت بالشعر حيث أخيها هو الشاعرالدكتور ناصر البدري بجانب أحاسيسها المرهفة و الموهبة المتفجرة مع نهر الابداع تسبح بين العاطفة تجسد ومضات الغزل في رسائل الي عالمها المتجذر نحو الأفق العميق في فلسفة تفتح منافذ التوهج في تلقائية و ترنم فهي مسكون بالكتابة عن الوجع الإنساني
و شاعرتنا مفعمة روح العاطفة و تتجلي عندها معاني الحنان النابع منذ مرحلة الصبا و هذا يظهر جليا في قصيدتها التي نقشتها في أمها الحنون و هي مازالت في معاهد الصبا بالمرحلة الثانوية فتقول اليها :
أماه يا فجراً من الأحلام يعشقه القمر
يا جنةً أشجارها أملٌ ومبسمها وتر
ماذا أقول ، وقد رأيتكِ كالملاكِ وكالحور
في عينكِ اليمنى بلادٌ ..
واليسار بها السفر
كالشمسِ أنتِ ..
وهل رأيتِ الشمسَ يرسمها بشرَ ؟
مختارات من شعر بدرية :
------------------------
مع قصيدة رائعة لبدرية البدري بعنوان " أخافُ " و هي مهموسة تنم عن حالة عشق ووجد تعامل فيها كل عناصر الطبيعة في نظرة جمالية بعد رحلة حيرة و شوق و حنين تكشف لنا عن مسارات الحب بين صمت وجنون معبرة في صور مركبة مسلسلة تحلل الموقف و تستوعب التجربة في نزعة تأثرية فتقول :
أخافُ من الليلِ والريحِ والبحر
من الحبِّ والموتِ والسقفِ والشعر
من الوردِ والذنبِ والماءِ والقبر
أخافُ من الغيم والوعدِ والعطر
من النرد والحظِّ والرملِ والنهر
من الصمتِ والشوقِ والناي والقهر
أخافُ من الآهِ والويلِ والصبر
من الدربِ والحربِ والحزنِ والفجر
من الصوتِ والظلمِ والبُعدِ والعُذر
أخافُ من النارِ والعصْفِ والهجر
من الناسِ واليأسِ والضعفِ والعُمر
من الخوفِ والخوفِ والخوفِ والغدر
و تقول في قصيدة أخري بعنوان طريف كله خوف وولع تداعب فيها الأشواق نحو النهوض الي ظلال الحياة في اقبال يسير مع سنا الكون كالطائر المنطلق مع أنداء الفجر بعنوان " صرخة الميلاد.. صرخة للَّحَد " حيث تطمع أن يعم السلام العالم و أن يكون تعبيرها أحساسا مسجلا بقلمها بداية لفترة تحمل دلائل البشائر حصاح فكرها ووجانها المسافر مع الزمن في كبرياء :
جيت للدنيا يرافقني بكاي
وصرخة الميلاد.. صرخة للحد
البياض اللي يلون لي هناي
نفسه اللي يلفني يوم الفقد
أسأل سنيني ترجعلي صِباي
وم كنت بطيش مغرور وولد
باكر الساري قبل ظلي عصاي
به أهش الخوف واتوكأ الجلد
بين طرفة عين غافلني عناي
طحت ويديني تدور لي سند
ما معي إلاي يتنفس شقاي
مختنق بي حزن ماله أي أمد
غارق بضعفي على قسوة ظماي
منطوي مكسور والعيشة كبد
أجري وتجري المنايا في دماي
منسجن في ذاتي واشكي البعد
تكثر الجدران في عتمة مداي
رحلتي طالت وأشواقي مدد
شاخ صوتي قبل لا يكبر صداي
وانطفى نجمي وانا اترجى الوعد
طاحت سنين العمر/ جفت سماي
والحصاد من الأماني للحد
رحت خاوي من ظلالي/ من أناي
كنني ما جيت للدنيا أبد
و نختم بقصيدتها الرائعة التي تزف فيها حلمها مع عزف ( نايات الخلود ) بمثابة حداء للروح تستوحيه من البادية بعمق تراثي تليد يحكي عبقرية العربي موال عشق و حكاية غرام تقول شاعرتنا المتألقة بدرية البدري في ترانيمات النشيد المسافر كالموج الي اعماق الوجدان و الذكريات بين العهود و عبق الورود و سلاسل القيود تتحرر تنطلق نحو فضاءات النفس مع المدي فتقول متسائلة عن البداية و نقطة الصفر حيث الانطلاقة من جديد ؟! :
من أينَ أبدأُ ..
والحديثُ حِداءُ روحٍ تستفيقُ مِنَ الْأَسَى
وَأَنا نَزفْتُ الشّعْرَ حتّى اصْفَرَّ حِبْري
في الَمَدَى أَجْري وَأَجْري ..
وانْتفاضٌ في الْعُروقِ
يُؤجِجُ الْأحْلامَ كيْ تَتَفَسَّرا
زَرَعوا بِصَدْري الْخَوْفَ والآذانَ
أَعْواماً عِجافاً
فاشْطُبي يا روحُ ما قدْ سُطِّرَا
أَحْتاجُني ..
بَيْضَاءَ يخْطِبُني السّحابُ ..
لِتورِقَ العَبَراتُ وجْهاً أخْضَرا
أَسْتَلُّ مِنْ وَجَعي ..
قُصاصاتي الّتي ..
حينَ احْتِفاءٌ بِالنَّوَى
أَقْسَمْتُ أَلّا تُظْهَرا
سلّمْتُني للرّيحِ تَحْمِلُ خُطْوَتي ..
كي تُخبِرَ الْأَوْراقَ والْأزْهارَ والنَسَماتِ ..
والْموْجَ الذي للشّاطئِ المَهْجورِ سِرّاً ثَرْثَرا
أنّي نَوَارِسُهُ الّتي ..
يوماً سَتأْتي والْجَوَى قَدْ نَالَ مِنْها وارْتَوَى
مِنْ بَعْدِ أَنْ أَفْضَتْ رِمالٌ أَنّها ..
هَرَبَتْ إِلى النّسْيانِ سِرّاً ..
واسْتَقَرّتْ بالسّماءِ ..
وَغلّقَتْ أَبْوَابَها
أَوْمأْتُ للشّمْسِ ابْتِساماً: أشرقي
فالأرْضُ أتْعَبَها الشَّتاءُ
وآنَ للأطْيارِ أنْ تَتَحَرّرا
قَدْ آن أنْ تتحرّرا
قَدْ آَنْ أنْ ..
أتلو من الآياتِ " احْلُلْ عُقْدَةً "
ــــــــــــــــــــــ كي "يفقهوا قولي " وتنفكَّ القيودْ
أوحيتُ للأقلامِ أنّي هَا هُنا
ــــــــــــــــــــــ فَلْتسكُبي الأشعارَ من قلبٍ يجودْ
كالغيمِ أروي كلَّ ظمآنٍ ولا
ــــــــــــــــــــــ أخشى ـ إذا جفّت مآقيَّ ـ الْجحودْ
وَلْتبْعَثي فيّ الْبُكاءَ لَعلَّني
ــــــــــــــــــــــ من بَعْدِ أنْ أُفني الدّموعَ سَناً أعودْ
تترنّمُ الألحانُ في شفتي كما
ــــــــــــــــــــــ قيثـــارةٌ نَزْفَاَ تُبـــــادِلُني الْعُهودْ
بَسَطت ليَ الدنيا براحَ فضائِها
ــــــــــــــــــــــ وَجَرى الْقصيدُ مُتوّجاً بين الْحُشودْ
وَسَموْتُ بالْكلِماتِ حتّى عانقتْ
ــــــــــــــــــــــ نجماً، وأرّقَ عِطْرُها عَبَقَ الْورودْ
فاضت على الأوراقِ كلُّ جوارحي
ــــــــــــــــــــــ وسَكَنْتُ بالأشعارِ ذاكِرَةَ الْوجودْ
علّقْتُ في وَتَرِ الزّمانِ قَصيدَتي
ــــــــــــــــــــــ وَنَذَرْتُ قافِيتي لِناياتِ الخُلودْ
بعد التأمل لعالم شاعرتنا العمانية بدرية البدري من خلال فلسفتها و تأملتها في أدراج الحياة بكافة أطيافها في ابحار مع الذات تجربة تساير ظلال الأمل التي تنشده من وراء هذا الطرح الجميل بأسلوب بسيط دارج سهل شعبي من خلال الحياة اليومية دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
-------------------------------------
[ اصحي وْصحي النهار ]
الشاعرة و الأديبة العمانية بدرية محمد البدري
لي الأحلامُ تلهو فوق كُرّاسي
لي النصفُ الملئُ بِفارغِ الكأسِ
ولي خلف اصفرارِ الحرفِ قافيةٌ
ولي ما شئتُ لا ما شاءَ حُرّاسي
-------
و لها مقولتها الخالدة عن التعريف بالشعر :
الشعر هو الفارق دائماً، حين نقرأ قصيدة لا نبحث عن جنس كاتبها ولا جنسيته ولا يهمنا ما يهمنا أن نقرأ الشعر أياً كان كاتبه. بيتٌ قد يغرينا للبحث عن كاتبه، وقصيدة مئوية قد لا تمنحنا الشعر فنولي عنها محبطين
من سلطنة عمان نتوقف مع صوت نسائي مثقف يجمع بين الشعر و الروايه في سباق نحو تأصيل المفاهيم مع الحياة فتكتب من اجل الانسان المقهور كي توازن بين الحلم و الوجع بغية التغيير الي شاطيء الجمال في دائرة الحب الكبير تضفي علي انتاجها هالة من الضياء بعد نزعة فلسفية يساورها فيها الشك و الحيرة و القلق من الواقع لكن المبدع لا يعرف الا الأمل و الجمال و الخيال مفردات تسافر مع أحاسيسه هكذا !!
نعم أنها الشاعرة و الأديبة والروائية العمانية، بدرية محمد البدري - و قد منهحا جمال الطبيعة و عبقرية المكان أحاسيس فطرية جلبت لها ربة الشعر كل المقومات الفنية في حضور بهي مكنها ان تكون سفيرة للمرأة و للشعر العماني في شتي المحافل الداخلية و الخارجية مع أترابها في حلبة الابداع بكل أشكاله و ألوانه في تصوير و لغة جعلت منها صوت مميز هكذا ----
ثم واصلت تعليمها في نهضة حديثة تواكب مطالب الواقع في روح المعاصر و من ثم تخرجت مع مدخلات التكنولوجيا الحديثة فهي تعمل معلمة تقنية معلومات ناشطة في التحصيل و المتابعة
تكتب الشعر الفصيح والشعبي، و الرواية أضف الي الكتابة المتنوعة و المقالات المعبرة عن قضايا اجتماعية تشمل الجنسين ----
لها ديوان شعر :
تحت الطبع
و لها روايتان :
= [ ما وراء الفقد ]
= و " العبور الأخير "
شاركت بكتابة مسلسل [ الفرقة9 ] أول مسلسل شرطي كرتوني عربي.
حاصلة على العديد من الجوائز في الشعر الفصيح والشعبي والرواية.
و قد تأثرت بالشعر حيث أخيها هو الشاعرالدكتور ناصر البدري بجانب أحاسيسها المرهفة و الموهبة المتفجرة مع نهر الابداع تسبح بين العاطفة تجسد ومضات الغزل في رسائل الي عالمها المتجذر نحو الأفق العميق في فلسفة تفتح منافذ التوهج في تلقائية و ترنم فهي مسكون بالكتابة عن الوجع الإنساني
و شاعرتنا مفعمة روح العاطفة و تتجلي عندها معاني الحنان النابع منذ مرحلة الصبا و هذا يظهر جليا في قصيدتها التي نقشتها في أمها الحنون و هي مازالت في معاهد الصبا بالمرحلة الثانوية فتقول اليها :
أماه يا فجراً من الأحلام يعشقه القمر
يا جنةً أشجارها أملٌ ومبسمها وتر
ماذا أقول ، وقد رأيتكِ كالملاكِ وكالحور
في عينكِ اليمنى بلادٌ ..
واليسار بها السفر
كالشمسِ أنتِ ..
وهل رأيتِ الشمسَ يرسمها بشرَ ؟
مختارات من شعر بدرية :
------------------------
مع قصيدة رائعة لبدرية البدري بعنوان " أخافُ " و هي مهموسة تنم عن حالة عشق ووجد تعامل فيها كل عناصر الطبيعة في نظرة جمالية بعد رحلة حيرة و شوق و حنين تكشف لنا عن مسارات الحب بين صمت وجنون معبرة في صور مركبة مسلسلة تحلل الموقف و تستوعب التجربة في نزعة تأثرية فتقول :
أخافُ من الليلِ والريحِ والبحر
من الحبِّ والموتِ والسقفِ والشعر
من الوردِ والذنبِ والماءِ والقبر
أخافُ من الغيم والوعدِ والعطر
من النرد والحظِّ والرملِ والنهر
من الصمتِ والشوقِ والناي والقهر
أخافُ من الآهِ والويلِ والصبر
من الدربِ والحربِ والحزنِ والفجر
من الصوتِ والظلمِ والبُعدِ والعُذر
أخافُ من النارِ والعصْفِ والهجر
من الناسِ واليأسِ والضعفِ والعُمر
من الخوفِ والخوفِ والخوفِ والغدر
و تقول في قصيدة أخري بعنوان طريف كله خوف وولع تداعب فيها الأشواق نحو النهوض الي ظلال الحياة في اقبال يسير مع سنا الكون كالطائر المنطلق مع أنداء الفجر بعنوان " صرخة الميلاد.. صرخة للَّحَد " حيث تطمع أن يعم السلام العالم و أن يكون تعبيرها أحساسا مسجلا بقلمها بداية لفترة تحمل دلائل البشائر حصاح فكرها ووجانها المسافر مع الزمن في كبرياء :
جيت للدنيا يرافقني بكاي
وصرخة الميلاد.. صرخة للحد
البياض اللي يلون لي هناي
نفسه اللي يلفني يوم الفقد
أسأل سنيني ترجعلي صِباي
وم كنت بطيش مغرور وولد
باكر الساري قبل ظلي عصاي
به أهش الخوف واتوكأ الجلد
بين طرفة عين غافلني عناي
طحت ويديني تدور لي سند
ما معي إلاي يتنفس شقاي
مختنق بي حزن ماله أي أمد
غارق بضعفي على قسوة ظماي
منطوي مكسور والعيشة كبد
أجري وتجري المنايا في دماي
منسجن في ذاتي واشكي البعد
تكثر الجدران في عتمة مداي
رحلتي طالت وأشواقي مدد
شاخ صوتي قبل لا يكبر صداي
وانطفى نجمي وانا اترجى الوعد
طاحت سنين العمر/ جفت سماي
والحصاد من الأماني للحد
رحت خاوي من ظلالي/ من أناي
كنني ما جيت للدنيا أبد
و نختم بقصيدتها الرائعة التي تزف فيها حلمها مع عزف ( نايات الخلود ) بمثابة حداء للروح تستوحيه من البادية بعمق تراثي تليد يحكي عبقرية العربي موال عشق و حكاية غرام تقول شاعرتنا المتألقة بدرية البدري في ترانيمات النشيد المسافر كالموج الي اعماق الوجدان و الذكريات بين العهود و عبق الورود و سلاسل القيود تتحرر تنطلق نحو فضاءات النفس مع المدي فتقول متسائلة عن البداية و نقطة الصفر حيث الانطلاقة من جديد ؟! :
من أينَ أبدأُ ..
والحديثُ حِداءُ روحٍ تستفيقُ مِنَ الْأَسَى
وَأَنا نَزفْتُ الشّعْرَ حتّى اصْفَرَّ حِبْري
في الَمَدَى أَجْري وَأَجْري ..
وانْتفاضٌ في الْعُروقِ
يُؤجِجُ الْأحْلامَ كيْ تَتَفَسَّرا
زَرَعوا بِصَدْري الْخَوْفَ والآذانَ
أَعْواماً عِجافاً
فاشْطُبي يا روحُ ما قدْ سُطِّرَا
أَحْتاجُني ..
بَيْضَاءَ يخْطِبُني السّحابُ ..
لِتورِقَ العَبَراتُ وجْهاً أخْضَرا
أَسْتَلُّ مِنْ وَجَعي ..
قُصاصاتي الّتي ..
حينَ احْتِفاءٌ بِالنَّوَى
أَقْسَمْتُ أَلّا تُظْهَرا
سلّمْتُني للرّيحِ تَحْمِلُ خُطْوَتي ..
كي تُخبِرَ الْأَوْراقَ والْأزْهارَ والنَسَماتِ ..
والْموْجَ الذي للشّاطئِ المَهْجورِ سِرّاً ثَرْثَرا
أنّي نَوَارِسُهُ الّتي ..
يوماً سَتأْتي والْجَوَى قَدْ نَالَ مِنْها وارْتَوَى
مِنْ بَعْدِ أَنْ أَفْضَتْ رِمالٌ أَنّها ..
هَرَبَتْ إِلى النّسْيانِ سِرّاً ..
واسْتَقَرّتْ بالسّماءِ ..
وَغلّقَتْ أَبْوَابَها
أَوْمأْتُ للشّمْسِ ابْتِساماً: أشرقي
فالأرْضُ أتْعَبَها الشَّتاءُ
وآنَ للأطْيارِ أنْ تَتَحَرّرا
قَدْ آن أنْ تتحرّرا
قَدْ آَنْ أنْ ..
أتلو من الآياتِ " احْلُلْ عُقْدَةً "
ــــــــــــــــــــــ كي "يفقهوا قولي " وتنفكَّ القيودْ
أوحيتُ للأقلامِ أنّي هَا هُنا
ــــــــــــــــــــــ فَلْتسكُبي الأشعارَ من قلبٍ يجودْ
كالغيمِ أروي كلَّ ظمآنٍ ولا
ــــــــــــــــــــــ أخشى ـ إذا جفّت مآقيَّ ـ الْجحودْ
وَلْتبْعَثي فيّ الْبُكاءَ لَعلَّني
ــــــــــــــــــــــ من بَعْدِ أنْ أُفني الدّموعَ سَناً أعودْ
تترنّمُ الألحانُ في شفتي كما
ــــــــــــــــــــــ قيثـــارةٌ نَزْفَاَ تُبـــــادِلُني الْعُهودْ
بَسَطت ليَ الدنيا براحَ فضائِها
ــــــــــــــــــــــ وَجَرى الْقصيدُ مُتوّجاً بين الْحُشودْ
وَسَموْتُ بالْكلِماتِ حتّى عانقتْ
ــــــــــــــــــــــ نجماً، وأرّقَ عِطْرُها عَبَقَ الْورودْ
فاضت على الأوراقِ كلُّ جوارحي
ــــــــــــــــــــــ وسَكَنْتُ بالأشعارِ ذاكِرَةَ الْوجودْ
علّقْتُ في وَتَرِ الزّمانِ قَصيدَتي
ــــــــــــــــــــــ وَنَذَرْتُ قافِيتي لِناياتِ الخُلودْ
بعد التأمل لعالم شاعرتنا العمانية بدرية البدري من خلال فلسفتها و تأملتها في أدراج الحياة بكافة أطيافها في ابحار مع الذات تجربة تساير ظلال الأمل التي تنشده من وراء هذا الطرح الجميل بأسلوب بسيط دارج سهل شعبي من خلال الحياة اليومية دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
إرسال تعليق