الْمُـعَــلّـمُ العَـــرَبِيّ
==========---------الشاعر حسن منصور
*****
رَعــيْـتُ شُـؤونَ دُنـيــاكُــمْ بقــلـــبٍ خـالــصِ الْحُــبِّ
وكـنـتُ لـكــمْ وَفــــيّـاً فــي زمــانِ الغـــدْرِ والـكِــذْبِ
أقــودُ خُــطى صِغــارِكـمُ أُرافِــقـهُــمْ عــلى الــدّربِ
وأحْــضنُهُــم بأجْـفـــانِي وأحْــمــيهِــمْ مِـنَ الصّعـــبِ
وعَــيْني كانَ مَحْــجــرُهـا وِقــاءً حـــاجِـــبَ الكــرْبِ
وكـلٌّ مــنـهُــمُ طــــيـرٌ يُحَـــلّــقُ في سَــمــا الكُــتْـب
وفي أغْــصـانِ أيْكَـتِـهِ وبـيـنَ الـزّهْــــرِ والعــشْـبِ
يُـقَــضّي يـومَــه مَــرِحــاً بِذاك العـــالَـمِ الـرّحْـــبِ
ويغْـفــو وهـــوَ مسْــرورٌ عــلى أحْـلامِــهِ القُــشْـبِ
وإنْ ســارتْ بـه قَـــــدَمٌ إلى لَعِـــبٍ مــعَ السِّـــرْبِ
رآنِي خــيْرَ مَنْ يَحْـمــيـهِ مِـــن بُعْـــدٍ ومـنْ قُــرْب
وأرشــدُهُ بقَــلبٍ مُفـــعَـــمٍ بــالْـحُـــــــبِّ كـــــالأبِّ
وأصْــنَـعُ مــنهُ إنْـســانـا سَــلـيمَ الـقــلـبِ والـلّـــبِّ
بِعَـــيْـني يُبـصــرُ الـدّنـيـا بِحـــالِ الْجِـــدِّ والـلِّـعْــبِ
**********
حَمَـلْتُ الأرضَ في كَـفّي وحُـــبَّ اللهِ فـي قــلْــــبي
به أحْـبَـبـتُ كــلَّ الــنّاسِ مــنْ شـرْقٍ ومِــنْ غَـرْب
وقـلـتُ سأجعَـلُ الصّحراءَ رَوْضـاً بالْجَــنى يُـنـْـبي
لأنّ الْحُــبَّ يــدْفـعُــني وهــلْ أقْــوى مِــنَ الْحُـبّ؟!
أريدُ الأرضَ مُــزهِـرةً بِغــرْسِ الْخَـيـرِ والْخِصْبِ
فـيَغْــدو زهْـرُهــا أُكُـلاً شَـهـيّاً من جَــنىً رَطْــب
وهــلْ أحْـلى من الأَبْـناءِ إِنْ كانــوا مـنَ الـنُّـجْـــبِ
ألـيـْسـوا زينــةَ الدّنـيا ألـَيـسوا فــتْــنـةَ القــــلْـــب؟!
**********
نَصَحـتُ لكـمْ بإِخـلاصٍ وقــدْ كـانَ الــــوَفـا دأْبِـي
ولكــنْ ضاعَ إِخْـــلاصي بصَحْــراءٍ مِـن الْجَــدْب
جَـــزيْتُــم كلَّ إحْــــسانِي جَـــزاءَ الضّـبِّ للضَّـبِّ
وقـابلــتُـمْ جَــمـيـلَ الـوُدِّ بالـنُّكْــرانِ والـعُـجْــــبِ
أنا الـــبانِي لِمَـجـــدِكُــمُ لـيَــبـلـغَ مُــرْتقى الشُّـهـب
يُرَوّي أرضَكـمْ غَـيْـثي وأرْضي جَـــرْزَةُ الـتُّـرْبِ
وغَرْسي جَفَّ من قَحْـطٍ بِـلا وَشَــلٍ ولا سَــكْـب
ومُـزْنِي فَــوقكُـمْ تَهْـمي بـِمـــاءٍ بـــاردٍ عـــــذْب
فتُنـبِتُ غـرسَكُمْ غَــضّاً بـلا مــرَضٍ ولا عَـــيـْبِ
****
وقــد آلـــيـْتُ أن أبْــقـى صَــبـوراً دونَـمــا أَوْبِ
ولوْ أفـنَـيْـتُ مـا يَـبْــقى مــن الأيّـامِ في حـــرْب
أمــوتُ أنـا عــلى ظَــمَـإٍ بـلا جُــرْمٍ ولا ذَنـــْبِ
سِوى الإيثارِ في دهــرٍ جَـحـــودٍ ظـــالِـمٍ خَـــبِّ
ولكـنْ لسْـتُ في أسَــفٍ برَغــمِ الـلّـومِ أو عَـتْـبي
لأنّ الأجْــرَ مَحْــفـــوظُ ولــنْ ينْـسـاهُ لِـي ربـّي.
******************************************************************
الشاعر حسن منصور
من المجموعة الرابعة، ديوان (شواطئ السراب) ط1. دار أمواج-عمان 2104م ص57
----------------------------------
حاشية:
(كتبت هذه القصيدة عام 1980م أثناء وجودي في السعودية، وأرى أنها تتكلم عن وضع لا يزال قائماً، وهو الآن أشد إيلاماً بكثير جداً مما كان آنذاك).
إرسال تعليق