هوامش الخطر
مَرأى المدنُ المبعثرةُ المهتوك أفلاكها
ورم من الخاصرة يستعمرني
دمامل حواضنُ خطر داهم
رمدٌ يجرحُ الضوء ُ الخجولَ الآتي من الغسقِ
أخيلتهُ قبورا شتى
تنهمكُ في هامشِ الركودِ
عيونٌ مفتونةٌ بعتمةِ النورِ والألوانِ
تُهيّجُ فوضىّ في حواسي
بحرٌ هائجٌ يلفظُ نفاياتهُ
يُوصدُ نوافذَ الأفقِ
يُطفئ بصيصَ الضياءِ في النفقِ
تنهملُ ألوانه
ترسمُ تشوهاتَ الحياةِ في المدينةِ
تكتبُ خواطرا مبتورةَ الأطرافِ
تنشرُ قيئها في أنحاء الغدِ
يأتي رثاً كما المكانِ
تملئه أكداسُ الفقرِ
تنتظرُ ساعةَ القيامةِ
يُزْكَمُ الهواءُ فتعتلُ القلوبُ
ويطعنُ الداءَ في البصائرِ
يكسفُ الضياءُ في عباءةِ النهارِ
ينشِبُ الافتقارُ في العظمِ والروحِ
يهطلُ الذبولُ على كل شيءِّ
يرتدي الجمالَ سكونا صامتا
ما بينَ الموتِ والحياةِ
رمادٌ يلبسُ وجهَا
ترشي أفواهٌ أحداثا أثدائها
تتحرقُ النفوسُ شهوةَ لكلِّ شيءٍ
تسدلُ ستائرُ الكآبة على شخيرِ الآثام
تُعزف إنشودةُ الذِّواءِ
على مسرحِ الجريِّ انزواءا
قلبٌ من طينٍ وماءٍ يلهثُ
يُنحرُ ضحيةٌ وتضحيةٌ
يموت مهملا على ضفة العطش
نائيا عن ينبوع الروح الاولى المتدفق
لا يُصيبه فتورا
تلتحفُ المحبةُ النفاياتَ
تغفوا في كهف حتى يُفتحُ شقٌّ في السماء
زهرٌ يغفو في غروبِ الشمسِ
سدولُ جنونٍ على حرقةِ دمعٍ
زفيرُ حزنٍ محترقٍ من قلب غريب
تنتظرُ أن ترتدي السهولُ ثوبَ عُرسِها
أن تتأبط السماء دفئها
وتبدأ الأرض تنزعُ جلدَها
تملأ الجداولَ والسهولَ
تعودُ للعملِ في الحقولِ
وهمْ نصبٌ في خاصرةِ المدنيةِ
واقفون حائرون يتساءلون
لم هم يذوون
لم هم يتلاشون
ستار مجبل طالع
.jpg)
.jpg)
إرسال تعليق
الابتساماتانقر لرؤية رمز الإبتسامة
لإدراج التعبيرات يجب إضاف مسافة واحدة على الأقل