يارب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن
فبمن يلوذ ويستجير المجرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا
وجميل ظني ثم إني مسلم
------------------
= قال أبو نواس عن نفسه:
((لو أن شعري يملؤ الفم ما تقدمني أحد)).
= قال الجاحظ :
" ما رأيت أحدا أعلم باللغة من أبي نواس ولا أفصح منه، مع حلاوة ومجانبة استكراه، يصل شعره إلى القلب بدون استئذان "0
= وقال الشافعي رحمه الله :
" لولا مجون أبي نواس لأخذت العلم عنه ".
= قال ابن منظور :
" كان أبو نواس عالما بكل فن، وكان الشعر أقل بضاعته. هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، نظم في جميع أنواع الشعر وأجوده شعر خمرياته، وفي الأدب العربي يعتبر أبو نواس شاعر الخمر، لا يدانيه شاعر آخر في وصفه. أتهم بالزندقة فحبسه الأمين في حبس الزنادقة ثم أطلقه " .
قيل كان نقش خاتم ابي نواس:
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
نعم ان بلاد الرافدين و نخيلها وبصرتها و مربدها و بغداد السلام لتزخر بروعة الشعر و الشعراء فهي بيئة غنية بالروائع قديما وحديثا وها نحن نتوقف مع شاعرها الكبير في زمن العباسيين أنه " أبو نواس "
الشاعر ( الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي)
احد اشهر الشعراء في العصر العباسي ولد في الاحواز ثم انتقل الي البصرة بالعراق و بغداد وله صولات وجولات مع الخلفاء و عامة الناس ---------
وقد غلبت عليه كنية (أبو نواس) لذؤابتين تنوسان على عاتقيه.
أنه شاعر العراق في عصره. كان للمحدثين كامرئ القيس للمتقدمين.
و قد عرف ابا نواس بانه شاعر الخمر لكنه يقال انه تاب في اخر حياته
ولديه قصائد في التوبة والانابة الى الله بعد اللهو و المجون حقا الاعمال بخواتيمها
مع قصيدة " دع عنك لومي " و التي تتجلي روعة العشق في صورها حيث يهيم بالغزل شوفا فيقول :
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ ........... ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها ........... لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
مِنْ كَفّ ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ ........... لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ
قامَتْ بإبْريقِها، وَاللّيْلُ مُعتَكِرٌ ........... فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَةً ........... كأنّما أخْذُها بالعَين إغْفاءُ
رَقّتْ عَن الماء حَتّى ما يُلائِمَها ........... لَطافَةً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها ........... حَتّى تَوَلّدُ أنْوَارٌ وأضْواءُ
دارَتْ على فِتْيَةٍ دانَ الزّمانُ لَهُمْ، ........... فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا
لِتِلْكَ أبْكي، وَلا أبْكي لِمَنزلَةٍ ........... كانَتْ تَحُلّ بِها هِنْدٌ وَأسماءُ
حاشا لِدُرّةَ أنْ تُبْنَى الخيامُ لها ........... وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاء
ُفَقُلْ لِمَنْ يَدّعي في العِلْمِ فَلسَفَةً ........... حَفِظْتَ شَيئاً، وَغابَتْ عَنكَ أشياءُ
لا تَحظُر العَفوَ إنْ كنتَ امرَأً حَرِجاً ........... فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ
وقال يصف كأس الخمر وقد علاها الحبب:
قـامت تـريني , وأمر الليل مجتمع صـبـحا تـولـد بـيـن الـمـاء الـعـنب
كـأن صـغرى وكـبرى من فقاقعها حصباء در على أرض من الذهب
و بعد اللهو و المجون و الهوي و الضياع بين ملذات الحياة يتوقف شاعرنا أبو نواس و يترجم لنا رحلته و معرفة خلاصة الحياة بعد تجربته فيعلن لنا عنوانا يتصدر مشوار التوبة في قصيدة عن التوبة فيقول :
تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجينٌ شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك
على كُثب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
---
فَهَبْ لِي تَوْبَةً وَ اغْفِرْ ذُنُوْبِي فَاِنَّكَ غَافِرُ الذَنْبِ الْعَظِيْمِ
وَ عَامِّلْنِي مُعامَلةً الْكَرِيْمِ وَ ثَبِّتْنِي عَلَي النَّهْج الْقَوِيْمِ
إلّهَنَا مَا أعدَلَك مَلِيكَ كُلِ مَن مَلَك
لَبَيكَ قَد لَبَيتُ لَك لَبَيك لَا شَرِيكَ لَكَ
وَالَليلِ لَمَا أَنحلَك والسَابِحَاَت فيِ الفَلَك
عَلَى مَجَارِىِ المَنسَلَك مَا خَابَ عَبدٌ أَمَّلَك
أَنتَ لَه حَيثُ سَلَك لَولَاكَ يَا رَبِ هَلَك
كُلِ نَبِى وَمَلَك يَا مُخطِئاً مَاأعقَلَك
عَجِل وَبَارِز أَجَلَك وَاختِم بِخَيرٍ عَمَلَك
لَبَيكَ إن الحَمدَ لَك وَالعِز لَا شَرِيكَ لَك
ذُنُوْبِي مِثْلُ اَعْدَادِ الرِّمَالِ فَهَبْ لِي تَوْبَةً يَا ذَاالْجَلالِ
وَ عُمْرِي نَاقِصٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ ذَنْبِي زَائِدٌ كَيْفَ احْتِمَالِي
اِلهِي عبْدُكَ الْعَاصِي اٰتَاك مُقِرًا بِالذُّنُوْبِ وَ قَدْ دَ عَاكَ
اِنْ تَغْفِرْ وَ اَنْتَ لِذاكَ اَهْلٌ وَ ِانْ تَتْرُدْ فَمَنْ نَرْجُو سِواكَ
--
كانت هذه أهم محطات نتوقف بها مع لمحات من حياته و ابداعاته التي تبرز لنا شخصيته في تلقائية تصور لنا بعمق مشاعره نحو الحياة من خلال رؤيته الي ماهية الأشياء في عبقرية أبي نواس التي تترجم لنا صنعة الشعر في رسالة خالدة للمجتمع و الفن معا دائما 0
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن
فبمن يلوذ ويستجير المجرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا
وجميل ظني ثم إني مسلم
------------------
= قال أبو نواس عن نفسه:
((لو أن شعري يملؤ الفم ما تقدمني أحد)).
= قال الجاحظ :
" ما رأيت أحدا أعلم باللغة من أبي نواس ولا أفصح منه، مع حلاوة ومجانبة استكراه، يصل شعره إلى القلب بدون استئذان "0
= وقال الشافعي رحمه الله :
" لولا مجون أبي نواس لأخذت العلم عنه ".
= قال ابن منظور :
" كان أبو نواس عالما بكل فن، وكان الشعر أقل بضاعته. هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، نظم في جميع أنواع الشعر وأجوده شعر خمرياته، وفي الأدب العربي يعتبر أبو نواس شاعر الخمر، لا يدانيه شاعر آخر في وصفه. أتهم بالزندقة فحبسه الأمين في حبس الزنادقة ثم أطلقه " .
قيل كان نقش خاتم ابي نواس:
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
نعم ان بلاد الرافدين و نخيلها وبصرتها و مربدها و بغداد السلام لتزخر بروعة الشعر و الشعراء فهي بيئة غنية بالروائع قديما وحديثا وها نحن نتوقف مع شاعرها الكبير في زمن العباسيين أنه " أبو نواس "
الشاعر ( الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي)
احد اشهر الشعراء في العصر العباسي ولد في الاحواز ثم انتقل الي البصرة بالعراق و بغداد وله صولات وجولات مع الخلفاء و عامة الناس ---------
وقد غلبت عليه كنية (أبو نواس) لذؤابتين تنوسان على عاتقيه.
أنه شاعر العراق في عصره. كان للمحدثين كامرئ القيس للمتقدمين.
و قد عرف ابا نواس بانه شاعر الخمر لكنه يقال انه تاب في اخر حياته
ولديه قصائد في التوبة والانابة الى الله بعد اللهو و المجون حقا الاعمال بخواتيمها
مع قصيدة " دع عنك لومي " و التي تتجلي روعة العشق في صورها حيث يهيم بالغزل شوفا فيقول :
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ ........... ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها ........... لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
مِنْ كَفّ ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ ........... لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ
قامَتْ بإبْريقِها، وَاللّيْلُ مُعتَكِرٌ ........... فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَةً ........... كأنّما أخْذُها بالعَين إغْفاءُ
رَقّتْ عَن الماء حَتّى ما يُلائِمَها ........... لَطافَةً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها ........... حَتّى تَوَلّدُ أنْوَارٌ وأضْواءُ
دارَتْ على فِتْيَةٍ دانَ الزّمانُ لَهُمْ، ........... فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا
لِتِلْكَ أبْكي، وَلا أبْكي لِمَنزلَةٍ ........... كانَتْ تَحُلّ بِها هِنْدٌ وَأسماءُ
حاشا لِدُرّةَ أنْ تُبْنَى الخيامُ لها ........... وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاء
ُفَقُلْ لِمَنْ يَدّعي في العِلْمِ فَلسَفَةً ........... حَفِظْتَ شَيئاً، وَغابَتْ عَنكَ أشياءُ
لا تَحظُر العَفوَ إنْ كنتَ امرَأً حَرِجاً ........... فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ
وقال يصف كأس الخمر وقد علاها الحبب:
قـامت تـريني , وأمر الليل مجتمع صـبـحا تـولـد بـيـن الـمـاء الـعـنب
كـأن صـغرى وكـبرى من فقاقعها حصباء در على أرض من الذهب
و بعد اللهو و المجون و الهوي و الضياع بين ملذات الحياة يتوقف شاعرنا أبو نواس و يترجم لنا رحلته و معرفة خلاصة الحياة بعد تجربته فيعلن لنا عنوانا يتصدر مشوار التوبة في قصيدة عن التوبة فيقول :
تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجينٌ شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك
على كُثب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
---
فَهَبْ لِي تَوْبَةً وَ اغْفِرْ ذُنُوْبِي فَاِنَّكَ غَافِرُ الذَنْبِ الْعَظِيْمِ
وَ عَامِّلْنِي مُعامَلةً الْكَرِيْمِ وَ ثَبِّتْنِي عَلَي النَّهْج الْقَوِيْمِ
إلّهَنَا مَا أعدَلَك مَلِيكَ كُلِ مَن مَلَك
لَبَيكَ قَد لَبَيتُ لَك لَبَيك لَا شَرِيكَ لَكَ
وَالَليلِ لَمَا أَنحلَك والسَابِحَاَت فيِ الفَلَك
عَلَى مَجَارِىِ المَنسَلَك مَا خَابَ عَبدٌ أَمَّلَك
أَنتَ لَه حَيثُ سَلَك لَولَاكَ يَا رَبِ هَلَك
كُلِ نَبِى وَمَلَك يَا مُخطِئاً مَاأعقَلَك
عَجِل وَبَارِز أَجَلَك وَاختِم بِخَيرٍ عَمَلَك
لَبَيكَ إن الحَمدَ لَك وَالعِز لَا شَرِيكَ لَك
ذُنُوْبِي مِثْلُ اَعْدَادِ الرِّمَالِ فَهَبْ لِي تَوْبَةً يَا ذَاالْجَلالِ
وَ عُمْرِي نَاقِصٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ ذَنْبِي زَائِدٌ كَيْفَ احْتِمَالِي
اِلهِي عبْدُكَ الْعَاصِي اٰتَاك مُقِرًا بِالذُّنُوْبِ وَ قَدْ دَ عَاكَ
اِنْ تَغْفِرْ وَ اَنْتَ لِذاكَ اَهْلٌ وَ ِانْ تَتْرُدْ فَمَنْ نَرْجُو سِواكَ
--
كانت هذه أهم محطات نتوقف بها مع لمحات من حياته و ابداعاته التي تبرز لنا شخصيته في تلقائية تصور لنا بعمق مشاعره نحو الحياة من خلال رؤيته الي ماهية الأشياء في عبقرية أبي نواس التي تترجم لنا صنعة الشعر في رسالة خالدة للمجتمع و الفن معا دائما 0
إرسال تعليق