إلامَ تحدثُ عن نور الشمس
-------------------
أقولُ لهُ :
يا شِعرُ ..... يا شِعرُ
الامَ تحدِّثُ عن نور الشمس
عن قُبلتِها العسلية
عن رمان الخدين الورديين
عن بسمتها
قامتها الفرعاء
تباهي الأشجارَ البرية
والشجنَ البوهيميَّ
بلفتتها
عن قدمينِ إذا داسا فوقَ حواشيكَ
وأنتَ كأعشابِ الصحراء
تطاولَ فيك العمرُ
تعودُ صبيّا
يدرجُ فوق سواحلها
بين الخِصرِ الأهيف
والشفتين
تلثمُ من منهلِ خمرتها
وتميلُ بمركبها فيك
على شطآن
لا تؤوي إلا العشاقَ
أقولُ لهُ :
يا شِعرُ ..يا شِعرُ
ألم تسألْكَ
عن الموسيقى الوحشية
كيفَ تمورُ بقلبي
وماذا يبرؤني
من حزنٍ أزليٍّ يلتفُّ على صدري
رمتني فيهِ
ومابيدي أن أهربَ من نشوتِهِ
حَدِّثْها
حَدِّثها
قل : قولي لذاكَ الممسوسِ بحبِّكِ
لستُ أحبك
كي تسكنَ في داخله
اللهفاتُ
قل : إن الوله الساكنَ
في أوردةِ المعنى
غارَ وراء تلالٍ في حمرين
وخلفَ مويجات الزاب
تداعبُ جذرَ الغرَبِ
النائمِ في مخدعهِ
همسا همسا
حتى يستيقظَ
غار وراء الحمرةِ عند مغيب الشمس
خلف بساتين
الزيتون
قل : يا نورَ الشمس
هواكِ الغار وراء دمي يتفجّْرُ
شوقاً لمساحاتِ الروح ببابِ السور (١)
لمداخل تمتد أواوين الأطواق
بها
حتى الأبراج الأكدية
حتى جسر الدغّارة
حتى النار الأزلية في كركوك
أتذكرها (برحيماوة )(٢)
تسبقُ ريحَ سياط العسس
المرتزقة
وتأتي
في الشال الورديِّ
مطرزةً فوق خطوط نسيجه
نخلةُ آدم
أتذكرها
يبرقُ بين الكحلِ
وساحلِ جفنيها
أسرارُ قرىً تبدو
من بُعْدٍ أسرابَ طيورٍ
تجري في وديان الأبرق (٣)
وأنا منحدِرٌ في أدغالٍ
تلتَمُّ على أقدامي
أشراكُ حنينٍ للفخار يلامِسُهُ الموجُ
يأوي أخضر أخضر
محفوظ فرج
١- باب السور : مدخل مدينة سامراء من شمالها في العراق
٢- رحيماوة : منطقة في مدينة كركوك في العراق
٣- الأبرق : أحد المدن الليبية في الشرق
إرسال تعليق