GuidePedia

0


مكانه المرأه فى الاسلام
بقلم د. كمال الرخــــاوى
المحامى بالنقض و الدستورية العليا
والأمين العام لحزب حراس الثورة بالغربية

فى البدايه أحب أن أوضح انه سبق كتاب « المرأة فى القرآن » ، الصادر سنة 1959 ، كتابات متعددة للعقاد دارت حول المرأة فى الفكر والحياة ، وفى الفلسفة والمجتمعات ، بدا بعضها فى خلاصة اليومية (1911) ، وفى الإنسان الثانى . أو المرأة (1912) ، وفى الشذور الذى أضيف إلى خلاصة اليومية (1915) ، وما جاء بها من إشادة بقاسم أمين الواجب على حواء أن تزجى إليه الشكر والعرفان ، لأنه أعتق المرأة المصرية وأطلقها من سجنها ، وانه لا يزال الفخر فى تحرير المرأة لقاسم أمين الذى اقتفى أثرة من من نهضوا بعده . 
وكتب عنها فى « مجمع الأحياء » (1916) الذى أفرد فيه مساحة للمرأة لتتحدث فى مناظرة مع الرجل عن قضية علاقات الأزواج بالزوجات وحقوق الإناث . وكتب عنها فى مقالات شتى نشرت فى مجموعات « الفصول » (1922) ، و« مطالعات فى الكتب والحياة » (1924) ، و« مراجعات فى الأداب والفنون » (1926) ، ولم تخل مجموعة من هذه المجموعات من حديث عن المرأة فى جانب من جوانبها أو قضية من قضاياها ، وما كتبه فى مجموعة « المطالعات » عن رأيه ورأى المعرى فى المرأة ( المجلد /1 مدينة العقاد ( ص325 ـ 330) ) ، وكتب عنها العديد من المقالات فى المجلدات الأربعة لليوميات . 
وأصدر سنة 1945 كتابة « هذه الشجرة » وتضمن دراسة شامله عن المرأة ، وقد أعيد طبعة عدة مرات ، وأعيد نشره سنة 1968 مع « الإنسان الثانى » ـ بعنوان « هذه الشجرة الإنسان الثانى » ، وكتب فصًلا فى « الفلسفة القرآنية » (1947) عن موقف القرآن الكريم من المرأة ، كما كتب عن « المرأة فى الإسلام » بكتاب « عبقرية محمد » (1940) ، 
ونحن نعرف بالإضافة إلى هذه الكتابات التى ترجمت عن اهتمامه بالمرأة ، بعض تجاربه الشخصية معها لم تكن موفقه ، أو تركت لديه ندوبًا كقصته التى طلب من الفنان صلاح طاهر أن يصورها فى لوحة وضعها وراء مخدعه « التورتة » قد تكاثرت عليها حشرات , لتذكره دومًا بأن مثل هذا لا يُبكى عليه . 
وقد يحمل هذا على الاعتقاد بأن هذا لابد قد أَثَّر على موقفه من حواء , فهذا رد فعل إنسانى طبيعى .
تدور مسالة المرأه فى جميع العصور على جوانب ثلاثة تنطوي فيها جميع المسائل الفرعية التي تعرض لها فى حياتها الخاصة او حياتها الاجتماعية ٠ 
وهذه الجوانب الثلاثة الكبرى هى :
1.صفتها الطبيعية ، وتشمل الكلام على قدرتها وكفايتها لخدمة نوعها وقومها .
2.حقوقها وواجباتها فى الأسرها والمجتمع .
3.العاملات التى تقرضها لها الآداب والأخلاق ومعظمها في شئون العرف والسلوك .
وقد بحثنا هذه المسائل جميعا فى رسائل مختلفة ولكننا نتناولها في هذه الرسالة لبيان موضعها من أحكام للقرآن الكبرى وخلاصة ذلك البيان فى هذه المقدمة الوجيزة أن ايات الكتاب قد
فصلت القول فى هذه الجوانب جميعا ، وكانت فى كل جانب منها فصل الخطاب الذي لا معقب عليه الا من قبيل الشرح والاستدلال بالشواهد المتكررة التي تتجدد فى كل زمن على حسب احواله ومدارك أبنائها.
أما المعاملة التي حمدها القران وندب لها المؤمنين والمؤمنات ، فهي المعامله ( الانسانية ) التي تقوم على العدل والاحسان لأنها تقوم على تقدير غير تقدير القوة والضعف ، أو تقدير
الاستطاعة والاكراه .
وفيه الصفحات التاليه تفصيل لهذا الايجاز ، مداره على جلاء وجوه المطابقة التامة يين أحكام الكتاب الكريم وأحكام الواقع والمنطق والمصالح الانسانية . 
تعرضت من أكثر من عام ، لقصة غواية آدم فى الجنة ، التى اعتاد الناس نسبتها إلى حواء ، وأنها وحدها هى التى استمعت إلى الشيطان ، وأنها التى أغوت آدم أن يأكلا من الشجرة التى نهاهما الله أن يقرباه .
فورد بسورة البقرة﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ ( البقرة الآيتان 35 ، 36 ) ـ ونصها واضح فى أنه قد أزلهما الشيطان وأن الزلل كان قسيمًا مشتركًا بينهما . 
وإن ما كتبه الأستاذ العقاد عن هذه القصة فى كتابه « هذه الشجرة » الذى صدر سنة 1945 قبل أربع عشرة سنة من كتاب « المرأة فى القرآن » فوجدت أنه لم يورد من القرآن ، إلاَّ ما ورد بسورتى البقرة والأعراف ، وفاته فيما يبدو ما ورد بسورة طه . واستطرد من رواية سفر التكوين ، دون فحص كاف آنذاك ، إلى تحليل ما جُبِلَتْ عليه طبيعة حواء من « غواية » ، ومع أنه لم يبن تحليله على رواية العهد القديم ، ولكن على التحليل البيولوجى النفسى ، إلاَّ أنه يحسب للأستاذ العقاد أنه بدقته وحرصه وأمانته ، قد عاد إلى استكمال هذا النقص فى كتابه 
« المرأة فى القرآن » (1959) ، فأضاف ما ورد بسورة طه إلى سورتى البقرة والأعراف ، وأكد أنه ليس فى السور الثلاث إشارة إلى ابتداء حواء بالإغراء ، وأضاف أن « مروية » العهد القديم تسللت ضمن الإسرائيليات إلى كتابات بعض الأقدمين.
لقد عرض القرآن الكثير من شؤون المرأة في أكثر من عشر سور منها سورتان عرفت إحداهما بسورة النساء الكبرى وهي سورة النساء , والأخرى عرفت بسورة النساء الصغرى وهي سورة الطلاق . وعرض لهما في سوره البقرة والمائدة والنور والأحزاب والمجادلة والممتحنة والتحريم.
وقد دلت هذه العناية على المكانة التي ينبغي أن توضع فيها المرأة في نظر الإسلام وأنها مكانة لم تحظ المرأة بها لا في شرع سماوي سابق ولا في قوانين بشرية تواضع عليها الناس فيما بينهم . وعلى الرغم من هذا فقد كثر كلام الناس حول وضع المرأة في الإسلام وزعموا أن الإسلام اهتضم حقها واسقط منزلتها وجعلها متاعاً في يد الرجل يزعمون هذا والله تعالى هو الذي يقول في القرآن : ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ .
وإذا كانت المرأة مسؤولة مسؤولية خاصة فيما يختص بعبادتها فهي في نظر الإسلام أيضاً مسؤولة مسؤولية عامة فيما يختص بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والإرشاد إلى الفضائل والتحذير من الرذائل . وقد صرح القرآن بمسؤوليتها في ذلك الجانب وقرن بينها وبين أخيها الرجل في تلك المسؤولية فقال تعالى : ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ .
ولم يقف الإسلام عند حد اشتراكها مع أخيها الرجل في المسؤوليات بل رفع من شأنها وقرر احترام رأيها شأنها في ذلك شأن الرجل وإذا كان الإسلام جاء باختيار بعض آراء الرجال فقد جاء باختيار رأي بعض النساء .
فانظر كيف رفع الله شأن المرأة وكيف احترم رأيها وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها وإياه في خطاب واحد ﴿ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ﴾. وكيف قرر رأيها وجعله تشريعاً عاماً خالداً لنعلم أن آيات الظهار وأحكامه في القرآن الكريم وأن سورة المجادلة لم تكن إلا أثراً من آثار الفكر النسائي.
القرآن الكريم جعل للمرأة كل تكريم , فعاشت ماضيها البعيد محرومة من كرامتها، وفي ظل الإسلام وجدت رعاية التكريم وعناية التعظيم، وجدت قضيتها حكم فيها خالقها ولا حكم بعده، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.
وأمّا ما يرجع إلى الأُمور النفسية والروحية عند المرأة والرجل فنقول: لا شكّ ثمة فارق واضح وجلي بين الرجل والمرأة من هذه الزاوية وهي انّ المرأة جيّاشة العاطفة ملؤها الحنان والعطف واللطافة ولها روح ظريفة حساسة .
و من خلال النظر إلى الأُسرة الإسلامية، فمسؤولية المرأة القيام بالحضانة وتربية الأطفال وليس هذا أمراً سهلاً، لا تقوم به إلاّ الأُمّ التي ينبض قلبها بالعطوفة والحنان , ومن زعم انّ دور الحضانة تحل محلّ الأُمّ في القيام بتلك الوظائف فقد أخطأ ولم يقف على المضاعفات السلبية التي تتركها تلك الدورعلى حالات الأطفال النفسية .
إنّ الغرب يتبنّى موقف المساواة بين الرجل والمرأة، ويريد منهما أن ينزلا إلى معترك الحياة بلا استثناء لكي يقوما بعامة الوظائف جنباً إلى جنب سواء أكانت منسجمة مع طبيعة كلّ منهما أو لا.
هذا هو الذي يتبناه الغرب، فالمرأة لابدّ لها أن تشارك الرجل في ميادين الحرب والقتال والسياسية والزعامة وميادين العمل والاستثمار ولا يترك ميداناً خاصاً للمرأة أو الرجل إلاّيسوقهما إليه بدعوى المساواة.
ولكن القرآن يتبنّى العدالة بين الرجل والمرأة ويخالف المساواة ، إذ ربما تكون المساواة ضدّ العدالة ، وربما لا تنسجم مع طبيعتها ، ومن يدّعي المساواة ، فكأنّه ينكر الفوارق الموجودة في نفسياتهما وغرائزهما ، ويتعامل معهما معاملة إنسان اُستلبت عنه الغرائز الفطرية ولم يبق فيه رمق إلاّ القيام بالأعمال المخوّلة له.
وهذا موضوع هام يحتاج إلى التشريح والتبيين حتى يتضح من خلاله موقف القرآن , وإنّ التساوي في الإنسانية لا تعني التساوي في جميع الجهات،وفي القدرات والغرائز والنفسيات، حتى يتجلّـى الجنسان، جنساً واحداً لا يختلفان إلاّ شكليّاً، ومن يقول ذلك فإنّما يقول في لسانه وينكره عقله ولبّه.
لا شكّ انّ بين الجنسين فوارق ذاتيّة وعرضية، فالاُولى نابعة من خلقتها، والثانية تلازم وجودها حسب ظروفها وبيئتها، وبالتالي صارت تلك الفوارق مبدأً للاختلاف في المسؤوليات والأحكام .
وقد يكون ظاهر كتاب « المرأة فى القرآن » لمن يتعجل أو لا يتعمق , أنه ليس مناصرة للمرأة وتحريرها أو الدفاع عنها , إلاَّ أن هذه النظرة المتعجلة أو الظاهرية سرعان ما تنحسر لدى استكمال القراءة والتأمل , ليتضح أن الكتاب التزم أولاً بالتعبير عن موقف القرآن الحكيم من المرأة , لا عن رؤية شخصية , وأنه ينحل فى النهاية إلى دفاع عن المرأة فى أجمل وأقوى صورة .
فقيمة الكتاب الأهم فى نظرى , أنه يرفع عن الإسلام شبهة أنه عائق يحول دون حقوق المرأة , أو أنه يضعها فى منزلةٍ دنيا أو أدنى من الرجل , أو ينكر عليها صفاتها ويصادر عليها .
الواقع أن الكتاب دفع بقوة هذه الشبهة , دفعًا يزيح ما وقر فى ذهن بعض المتعصبين ـ أن مكانة المرأة فى الإسلام أدنى من مكانة الرجل , وفتح به الأستاذ العقاد أبواب النظر والتأمل للوصول إلى الرأى الصحيح , وهو ينصف المرأة فى نهاية المطاف .
ففى هذا الكتاب قد أدار الأستاذ العقاد هذا الكتاب على أربعه عشر فصلاً .. تناول فى أولها معنى وحدود ولماذا كان للرجال على النساء درجه , وجعل الثانى للحديث عن الأخلاق التى فطرت عليها حواء , ثم تحدث عن قصه الشجره المحرمه , ثم عن الاخلاق الاجتماعيه , فمكانه المرأه , وخصص الفصل السادس لمسأله الحجاب , والسابع لحقوق المرأه , والثامن للزواج , والتاسع لزواج النبى , وقد دعانى تناوله فى عبقريه محمد , إلى الإكتفاء به وبما أورده فى كتاب حقائق الاسلام و أباطيل خصومه , وجعل الفصل العاشر هنا للطلاق , والحادى عشر للسرارى والاماء , والثانى عشر للمعامله التى يجب ان تبذله للمرأه , ثم تحدث فى الفصل الثالث عشر عن مشكلات البيت , قبل أن يختم فى الفصل الرابع عشر بالحديث عن القرأن والزمن .
والحقوق والواجبات التى قررها الإسلام للمرأة ـ قد أصلحت أخطاء العصور الغابرة فى كل أمة من أمم الحضارات القديمة , وأكسبها الإسلام منزلة لم تكسبها المرأة قط من حضارة سابقة . 
أما المعاملة التى حمدها القرآن وندب لها المؤمنين والمؤمنات , فهى المعامله الانسانيه التى تقدم على العدل والإحسان .
وبدأ العقاد التحدث فى فصل الرجال عليهن درجه (1) فقال :
إن المراه فى القرآن الكريم , أحد الجنسين : الذكر و الأنثى , من نوع الانسان وهما جنس الرجال وجنس النساء .
والجنسان سواء , ولكن للرجال على النساء درجه :
قال تعالى : ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ، وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ﴾ (سوره البقره). 
وقال عز وجل : ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ (سوره النساء) .
والقوامه هنا مستحقه بتفضيل الفطره , ثم بما فرض على الرجل من واجب الانفاق على المرأه , وهو واجب مرجعه الى واجب الافضل لمن هو دونه فضلا . وليس مرجعه الى مجرد انفاق المال , والا لأمتنع الفضل اذا ملكت المرأه ما لا يغنيها عن نفقه الرجل أو يمكنها من الانفاق عليه .
وحكم القرآن الكريم بتفضيل الرجل على المرأه هو الحكم البين من تاريخ بنى آدم , منذ كانول قبل نشوء الحضارات والشرائع العامه وبعد نشوئها .
ففى كل أمه و فى كل عصر , تختلف المرأه والرجل فى الكفايه والقدره على جملع الاعمال الانسانيه , ومنها أعمال قامت بها المرأه طويلاً , أو انفردت بها دون الرجال .
ومن قصور الفكر عند الداعيين الى قيام المرأه بجميع اعمال الرجل فى الحياه العامه والخاصه ,أن يقال : ان المرأه إنما تخلفت فى الكفايه والقدره بعمل الرجل ونتيجه لأثرته واستبداده وتسخيره للمرأه فى حدمه مطالبه واهوائه .
فإن هذا القول يثبت رجحان الرجل ولا ينفيه , فما كان للرجال جمله أن يسخروا النساء جمله فى جميع العصور , وجميع الأمم لولا رجحاتهم عليهن , وزيادتهم بالمويه التى يستطاع بها التسخير , ولو كانت مزيه القوه البدنيه دون غيرها .
ومما يلاحظ أن أكثر القائلين بدعوه المرأه الى القيام بعمل الرجل جماعه الماديين الذين يردون كل قوه فى الانسان الى قوه البنيه الماديه , فإذا قيل أن قوه الجسد هى مزيه الرجل على المرأه , فليست هناك قوة اخري تحسب فى باب المفاضله بين الجنسين .
وفضل الرجال على النساء ظاهر فى الاعمال التى انفردت بها المرأه , وكان نصيبها منها أو فى وأقدم من نصيب الرجال .
وليس هو بالفضل المقصور على الأعمال التى يمكن أن يقال انها قد حجت عنها , وحيل بينها وبين المرأنه عليها , ومنها الطهى والتطريز والزينه وبكاء الموتى وملكه اللهو والفكاهه التى اقترنت فيها السخريه بالتسخير , عند كثير من المضطهدين افراداً وجماعات .
ومن قصور الفكر أن يقال إن المرأة إنما تخلفت فى الكفاية والقدرة بفعل الرجل ونتيجة لأثرته واستبداده وتسخيره . بل إن هذا القول على تصوره ـ يثبت رجحان الرجل ولا ينفيه .
وكعادة الأستاذ العقاد ـ يتعقب جماعة الماديين الذين يردون كل قوة إلى البنية البدنيه ، بأنهم أكثر القائلين بدعوة المرأة للقيام بعمل الرجل .
إلاَّ أن الواقع أن الكفاية التى تمكن من الغلبة ، لم تمن قط من قبيل القوة الجسدية دون سائر القوى الإنسانية .
ومع الشواهد التى يوردها ، يضيف أن الملحوظ أن فضل الرجال ـ أو الكفاية ـ أمر ظاهر حتى فى الأعمال التى انفردت بها المرأة ، ومنها الطهى والتطريز والزينة وبكاء الموتى وملكة اللهو والفكاهة .
ويمضى الأستاذ العقاد فيستخرج الأدلة حتى من النواح على الموتى ، وملاهى الرقص والغناء وغيرها ، ليثبت أن هذه « الكفاية » ليست رهينة بالقوة الجسدية ، وليست متوقفة على أثرة الرجل واستبداده ، وإنما هى قد ظهرت فى الميادين الأصيلة للنشاط حواء .
ولا بأس بعد هذا التقرير ، من الإشارة إلى أن الاختلافات الجسدية التى لها صلة باختلاف الاستعداد بين الجنسين ، ترينا أن بنية المرأة يعتريها الفطن كل شهر ، ويشغلها الحمل تسعة أشهر ، والرضاع لحولين قد تتصل بالحمل الذى يليه .. وأن هذه العـوارض أو الفـروق لها أثرهـا ولا شـك فى « الكفاية » بمعناها العام ، بل هو كـان لشرح معنى « الدرجة » التى تميز الرجل عن المرأة فى حكم القرآن الحكيم .
وإنتقل بالحديث الى فصل من الأخلاق (2) فقال جاء وصف النساء بالكيد فى ثلاثه مواضع من القرأن الكريم , مرتين على لسان يوسف عليه السلام , ومره على لسان العزيز( فى سوره يوسف ) ﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ (يوسف 33) .
﴿ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ (يوسف 28) .
والكيد صفه مذكوره فى مواضيع كثيره فى القرأن , بعضها منسوب الى الانسان و بعضها منسوب الى الشيطان , ومن الرجال الذين نسبت اليهم صالحون مؤمنون , ومنهم كفره فاسدون , بل وردت وصفاً لله سبحانه وتعالى مع المقابله بين الكيد الإلهى وكيد المخلوقات .
وقد جاء وصف الكيد فى ذات سورة يوسف منسوبًا إلى إخوته ، فجاء بالقرآن على لسان يعقوب عليه السلام : ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِين ﴾ (يوسف 5) ,
وجاء منسوبًا بمعنى التدبير إلى الله عز وجل : ﴿ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ ﴾ (يوسف 76) .
أما الكيد الذى وصفت به امرأة العزيز وصاحباتها ، فهو كيد يُعهد فى المرأة ولا يُعهد أو يُنْسب إلى غيرها .. أو هو الكيد الذى يتسمن به ويصدر عن خلائقهن وطباعهن .. ويدل على هذا الكيد ما أرادت به امرأة العزيز أن تغش زوجها .
واحتالت له من مراودة غلامها عن نفسه ، ثم تنصلها واتهامه هو بمراودتها .. وكلها أعمال تصدر عن « الرياء » وتصب فيه ، وخلاصتها إظهار غير ما تبطن ، والاحتيال للدس والإخفاء .
والرياء صفة عامة تشاهد فى كثير من المستضعفين من الرجال والنساء ، وأسبابه الاجتماعية تلم بكل ضعيف , فلا يخص المرأه دون الرجل ولا ينحصر بين فئه من الناس دون فئه .
ورياء المرأة يُنسب إلى « الضرورات » التى فرضه عليها الضعف فى حياتها الاجتماعية أو حياتها البيتية .
إلاَّ أن « الرياء » الأنثوى الذى يصح أن يقال فيه إنه « رياء » المرأة خاصة ، فإنه إنما يرجع إلى طبيعة فى الأنوثة تلزمها فى كل مجتمع ، ولا يفارقها باختيارها أو بغير اختيارها .
ومن أصول هذا الرياء فيما يورد الأستاذ العقاد ـ أن حواء مجبولة كذلك على التناقض بين شعورها بالشخصية الفردية ، وشعورها بالحب والعلاقة الزوجية .
وحب الزينة أصل من أصول الرياء يشاركها فيه الرجل فى ظاهر الأمر ، وإن اختلفت الصور والأهداف .
وجملة القول إن الرياء على عمومه ، هو إظهار غير الباطن ، يعرض للرجال والنساء ، ولكن أنوثة تُخص بلون منه ، حين يلجئها الاضطرار ألاَّ تظهر كل ما فى نفسه .

وأورد العقاد فى فصل هذه الشجره (3) فتحدث قائلاً قصه الشجره الممنوعه التى أكل منها آدم وحواء , هى الصوره الأنسانيه لوسائل الذكر و الأنثى فى الصله الجنسيه بين عامه الأحياء .
الرجل يريد ويطلب والمرأه تتصدى وتغرى , وتتمثل فى القصه بداهة النوع فى موضعها , وقد ذكر القرآن الكريم قصه الاكل من الشجره فى ثلاثه مواضع من سوره البقره , والأعراف , 
و طه .
﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا ﴾ (سوره البقره) ،﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ ﴾ (سوره الأعراف) ،﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ ﴾ (سوره طه) .
و أن بعض المفسرين كالطبرى عن وهب بن منبه ، والألوسى صاحب تفسير روح المعانى ذكروا الغواية فى الشرح اعتمادًا على أقوال حفاظ التوراة من بنى إسرائيل ومرجع هذا الشرح ـ القصة التى وردت فى الإصحاح الثالث من سفر التكوين بالعهد القديم ( التكوين 3 : 1 ـ 24 ) .. وإلى هذه الرواية ترجع الإشارة التى وردت بالعهد الجديد بالإصحاح الحادى عشر من كتاب كورنثوث الثانى : ( ولكننى أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التى فى المسيح )
وجاء بالإصحاح الثانى من تيموثاوس بالعهد الجديد : ( إن آدم لم يغو ، ولكن المرأة أغويت فحصل التعدى ) .
ويرى الأستاذ العقاد ، نقلا أيضًا عن كتابه ( هذه الشجرة ) أن الفارق الذى يشير إليه ملحوظ فى أعمق أعماق التركيب الجسدى لكل من الجنسين ، ولذلك حكمة ظاهرة كل الظهور لأنها التى توافق بقاء النوع وارتقاء الأفراد جيلاً بعد جيل .
ومما قيل فى كتاب ( هذه الشجرة ) ، أن الأداة البالغة من أدوات الإغواء والغواية ، هى قدرة المرأة على الرياء والتظاهر بغير ما تخفيه ، ومن أسباب هذه القدرة على ضبط الشعور ، والترويض على الانتظار ، ومن أسباب هذه القدرة أيضًا أن مغالبة الآلام قد عودتها مغالبة الخوالج النفسية ما دامت فى غنى عن مطاوعتها .. ومن هذه الأسباب أن اصطناع الزينة المستقر فى خليقتها ـ إنما هو فى لبابه اصطناع لكل ظاهر تحسه الأبصار والحواس ، أو تحسه الأفهام.
ومن نقائض الطبع الأنثوى ، أن تخالف المرأة أشد المخالفة وأن تذعن غاية الإذعان ، ويتجلى ذلك حين يضطرب الحس فيها بين إرادتها الفردية وإرادتها النوعية .
وحب الإغراء على هذا النحو مفهوم بشطريه أو بنقيضيه ، مفهوم على الموافقة وعلى المخالفة , لأن المرأه محكومه لا تحكم غيرها الا من طريق اغرائه , أو من طريق تنبهه الى ما هو (شهى للنظر بهجة للعيون) كما جاء فى العهد القديم .
فالذى يساعد المرأه من قبل الطبيعه على اغراء الرجل هو الهوى الجنسي فى تركيب الرجل نفسه , فلولا هذا الهزى لكانت حيلتها معه من أضعف الحيل , وسلطانها عليه كأهون سلطان .
فقد تكون المرأه من النساء الأذكى وأبرع من هذا الرجل أوذاك , فتأخذه بالحيله والدهاء , كما يغلب الأذكياء الجهلاء فى مجال يتصاولون فيه .
ومن أسباب القدره على الرياء , أو القدره على ضبط الشعور , أن الانوثه سلبيه فى مواقف الأنتظار , فليس من شأن رغباتها أن تسرع الى الظهور والتعبير , أو ليس من شأنها أن تفلح بالظهور والتعبير كما تفلح رغبات الذكور .
وقد يعين المرأة على الرجل ، أنها سكن للرجل كما جاء فى القرآن الكريم ، وليس يطيب للإنسان أن يحذر من مسكنه ، أو يتجافى فيه عن الطمأنينة والهدوء .
وتلك فيما يقول الأستاذ العقاد ، بعض عناصر الغواية الأنثوية التى تملكها المرأة بحكم الطبع والملكات .
وأما بالنسبه للأخلاق الأجتماعيه (4) يعود الأستاذ العقاد قائلاً أن الاخلاق فى المجتمعات الأنسانيه عامه مصلحه دائمه وضروره لا قوام لمجتمع بعيرها على صوره من صورها , وهذه الضروره لم يكن فى مجتمعات الناس ما يكفيها إن لم تكفها قوامه الرجال , فإن الرجال هم مرجع كل عرف مصطلح عليه فى الأخلاق , سواء منها أخلاق الذكور أو أخلاق الأناث .
وكان من السائغ عقلاً إن تنشئ المرأه خلائف العرف كله , لأنها تتسلم النوع منذ نشاته فى الأرحام , الى نموه بين الحجور والمهود , وتتولى حضانته البيتيه الى أيام المراهقه , ثم تتسلمه قريناً بعد أن تسلمته ابنا متدرجاً فى تكوينه الى تمام هذا التكوين , كما يتم فى دور المراهقه فدور الشباب .
غير أن الواقع المتكرر فى المجتمعات الأنسانيه كافه , ان المرأه تتلقى عرفها من الرجال , حتي فيما يخصها من خلائق الحياء والحنان والنظافه .
فهى أنما تستحى لأنها تتلقى خليقه الحياء من الطبيعه أو من إملاء الرجال عليها , وحياء المرأه التى تتلقاه من الطبيعه انها تخجل من مفاتحه الرجل بدوافعها الجنسيه , وهذا الحياء الطبيعي لا يحسب من القيم الخلقيه التى تريدها المرأه , وتمليها على نفسها وعلى غيرها , ولكنه عمل من أعمال التكوين يصطبغ بالصبغه الخلقيه , كلما وافقت آداب الأجتماع .
وألصق من الحياه بالمرأه حنانها المشهور , ولا سيما الحنان للأطفال من أبنائها وغير أبنائها , وهذه الصفه من صفات الغرائز , توجد فى اناث الحياء , ولا تمتاز فيها أنثى الانسان الا على قدر امتياز العاقل على غير العاقل فى كل ما يشتركان فيه .
أما النظافه فليست من خصائص الانوثه الا لاتصالها بالزينه , وحب الحظوه فى أعين الجنس الاخر . فلو لم تكن النظافه قيمه خلقيه مفروضه عليها بإشراف الرجل على حياتها العامه والخاصه , لكان استقلالها بنفسها وشيطا أن يضعها موضع الاهمال والاستثقال .
ومن هنا صح أن يقال أن المرأه كائن طبيعى وليست بالكائن الأخلاقى , على ذلك المعنى الذي يمتاز به خلق الأنسان ولا يشترك فيه مع سائر الاحياء .
والغريزه القاهره تملل محاسن المرأه كما تملل نقائصها , فتمهد لها العذر بين يدي الطبيعه , وان لم تمهده لها بين يدى القانون والأخلاق , فالتضحيه هى أسمى فضائل الانسان .
ومن ثم كانت المرأه اقرب من الرجل الى التضحيه فى وظائفها النوعيه , لأنها تستمد تضحيتها من غرائز الأمومه , وتموت فى سبيل الذريه , كما تموت فى بعض إناث الحيوانات .
والغرائز المختلفه التى تعلل لنا محاسن المرأه تعلل لنا نقائصها التى تعاب عليها من بعض جهاتها , وقد لخصها المتنبى ولخص كل ما قيل فى معناها حيث قال : " فمن عهدها ألا يدوم لها عهد " , فهى تتقلب وتراوغ وترائى وتكذب وتحزن وتميل مع الهوى وتنسي فى لحظه واحده عشره السنين الطوال .
وهى مسبوقه الى ذلك بالفطره الجنسيه التى خلقت فيها قبل نشأه الاداب الاجتماعيه والاداب الدينيه بآلوف السنين .
فنحن اذاً نقول أن المرأه تطيع الغرائز الجنسيه فى التقلب والمراوغه وخيانه القرناء , لا نقول ذلك لنعذرها كل العذر , أو لنسقط عنها واجب التغلب على هذه الميول التى تغيرت وجهاتها مع الزمن , ولا تزال عرضه للتغير مع الزمن .
و أن حريه المرأه فى العصر الحديث تبيح لها ما حرم عليها فى العصور القديمة , فلا يعيبها أن تبدأ بالغزل للرجل وتلاحقه لتستولى عليه , كأنما كان تركيب الجسم الاصيل فى الانوثه والذكوره مسأله من مسائل الحريات التى يذهب بها نظام ويأتى نظام ويبرمها القانون , وينقصها القانون .
ومما لا شك فيه ان الاخلاق الجنسيه كسائر الاخلاق , قوامهما ظبط النفس وهو لا يوافق الذهاب مع الهوى حيثما تعرض المرء للاستهواء , ولا بد من ضبط النفس والقدره على الامتناع لتحقيق كل خلق كريم يصلح للافراد اوللاقوام او للانواع .
والانسان أحوج الى الحواجز النفسيه من الحيوان , وليس بأغنى منه عن تلك الحواجز تقدما مع الحريه كما يخيل الى أولئك الثراثره السطحيين , فالحيوان يتمثل ويتشابه ويصعب التفريق بين أفراده فى الصفات المشتركه فى سلاله النوع كله .
وحتى الآن لم يزل التناقض باباً من أبواب الحيره واختلال الحساب , ولكن التناقض الذى يفهم سببه يريح من الحيره على الأقل عند البحث عنه والتفكير فيه , وان لم تكن به راحه من معاناه النقائض وابتلاء متاعبها , ولا عتب فى معظمها على المرأه , لأنها لا تقصدها كلما لجأت اليها , وقد تكون هى ضحيه من ضحياها .
وإنتقل العقاد بالحديث عن مكانه المرأه (5) فقال ربما كانت الحضاره المصريه القديمه هى الحضاره الوحيه التى خولت للمرأه (مركزاً شرعياً) تعترف به الدوله والأمه , وتنال به حقوقاً فى الاسره والمجتمع تشبه حقوق الرجل فيها , ولا تتوقف على حسن النيه من ناحيه الابناء والاباء والاقربين .
أما الحضارات الأخرى فكل ما نالته المرأه فيها من مكانه مرضيه , فأنما كانت تناله بباعث من بواعث العاطفه على حاليها من حميم وذميم , فكانت تنال المحبه من بنيها بعاطفه الأمومه التى يحسها الابناء نحو امهاتهم , ويعم الاحساس بها طوائف من الاحياء التى لم تبلع مبلغ الانسان من الفهم والخلق , ولم يكن لها عرف أدبى فى حياتها الاجتماعيه .
وربما نالت المرأه حظاً من الاهتمام بها فى عصور الترف والبذخ , التى تنتهى اليها الحضارات الكبرى , وهى لا تنال هذا الحظ من الاهتمام لتقدم الحضاره وارتقاء الشعور بين اصحاب تلك الحضارات , ولكنها تناله فى عصور الترف و البذخ , وليس هذا الاهتمام الذ تناله المرأه بفضل عواطف الامومه , أو باغراء المتعه والترف , مكانه (شرعيه أو عرفيه) تنسب الى اداب المجتمع وقوانينه , فغايه ما فيها انها شعور يتقارب فيه الاحياء من الناطقين و غير الناطقين .
أما المكانه التى تحسب من عمل الاداب والشرائع أو الحضارات فقد كانت معدومه فى عصور الحضاره الاولى جميعا , ما خلا حضاره واحده هى الحضاره المصريه .
وانفردت الحضاره المصريه القديمه باكرام المرأه , وتخويلها حقوقاً شرعيه قريبه من حقوق الرجل , فكان لها ان تملك وان ترث وان تتولى امر اسرتها فى غياب من يعولها ودامت للمرأه المصريه هذه الحقوق على ايام الدول المستقره بشرائعها وتقاليدها , تضطرب مع اضطراب الدوله وتعود مع عودتها للطمأنينه .
فإذا هانت المرأه فهى عار بأنف منه اهلوه أو حطام يورث مع المال والماشيه , ومن خوف العار يدفن الرجل أبنته فى طفولتها و يستكثر عليها النفقه التى لا يستكثرها على الجاريه المملوكه والحيوان النافع .
وقد جاء القرآن الكريم الى هذه البلاد كما جاء الى بلاد العالم كله بحقوق مشروعه للمرأه لم يسبق اليها فى دستور شرعيه أو دستور دين , وأكرم من ذلك انه رفعها من المهانه الى مكانه الانسان المعدود من ذريه آدم وحواء , بريئه من رجس الشيطان ومن حطه الحيوان .
وصح مكانه المرأه فى الحياه الجديه كما صح مكانها فى الحياه الروحيه , بما فرضه القرآن الكريم على الانسان من رعايه جسده , والمتعه الطيبه بخيرات أرضه ورغبات نفسه , فبرئت المرأه من لعنه الجسد , وارتفعت عن الوصمه التى علقت بها فجعلتها فى خلقتها قرينه لشهوات الحيوان وحبائل الشيطان , ينجو من الشيطان من ينجو منها وينتزه عن الحيوان من تنزه عن النظر اليها .
وتتساوى رعايه الانسان لامه وابيه , كما تتساوى رعايته لابنه وبنته , وقد تخص الامهات بالتنويه فى هذا المقام , فإذا وجب الاحسان للوالدين معا فالواحده هى التى تعانى من الام الحمل والوضع ما لا يعانيه الاباء .
ففى فصل الحجاب (6) قال الاستاذ العقاد من الأوهام الشائعه بين الغربيين أن حجاب النساء نظام وضعه الأسلام , فلم يكن له وجود فى الجزيره العربيه ولا فى غيرها قبل الدعوه المحمديه , وكادت كلمه المرأه المحجبه عندهم ان تكون مرادفه للمرأه المسلمه , وهذا وهم من الاوهام الكثيره التى تشاع عن الاسلام خاصه بين الأجانب عنه , وتدل على السهوله التى يتقبلون بها الاشاعات منه , فمن يقرأ الكتب يعلم ان حجاب المرأه كان معروفاً بين العبرانين من عهد ابراهيم عليه السلام , وظل معروفا بينهم فى ايام انبيائهم جميعاً الى ما بعد ظهور المسيحيه , وتكررت الاشاره الى البرقع فى غير كتاب من كتب العهد الديم وكتب العهد الحديث.
فإذا بحث القوم عن تاريخ الحجاب فى غير الكتب الدينيه فالكتب المخصصه لهذا البحث مملوءه بأخبار الحجاب الذى كان يتخذ لستر المرأه أو يتخذ للوقايه من الجسد , ويشترك فيه الرجال والنساء بعض الأحيان .
وبقيه من بقايا العادات الموروثه , لا يدرى أهو أثره فرديه ام وقايه اجتماعيه , بل لا يدرى أهو مانع للتبرج وحاجب للفتنه , أم هو ضرب من ضروب الفتنه والغوايه .
وأن المؤمنون مطالبون بإنهم : ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ .
وأن المؤمنات مطالبات بذلك : ﴿ .... وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ ....﴾ .
وقد نهى الرجال عن الزينه المخله بالرجوله , ونهى النساء عن مثلها .
وإن المفهوم من الحجاب على هذا واضح بغير تفسير , فليس المراد به اخفاء المرأه وحبسها فى البيوت , لأن الامر بغض الابصار لا يكون مع اخفاء النساء و حبسهن وراء جدران البيوت .
وقال العقاد فى فصل حقوق المرأه (7) بنيت حقوق المرأه فى القرآن الكريم على أعدل أساس يتقرر به انصاف صاحب الحق , وانصاف سائر الناس معه , وهو أساس المساواه بين الحقوق والواجبات , فالمساواه ليست بعدل اذا قضت بمساواه الناس فى الحقوق على تفاوت واجباتهم وكفايتهم وأعمالهم , وإنما هى الظلم كل الظلم للراجح والمرجوح .
وليس من العدل او من المصلحه أن يتساوى الرجال والنساء فى جميع الأعتبارات , مع التفاوت بينهم فى أهم الخصائص التى تناط بها الحقوق والواجبات وبين الرجال والنساء ذلك التفاوت الثابت فى الاخلاق الاجتماعيه , وفى الاخلاق الفطريه , وفى مطالب الاسره , ولا سيما مطالب الامومه وتدبير الحياه المنزليه .
ومن الثابت كذلك أن الاخلاق الفطريه فى المرأه عرضه للتناقض الذى لا مناص منه بين مطالب الانوثه ومطالب الكائن الحى فى البيئه الاجتماعيه , واذا صرفنا النظر عن التفاوت المستكن فى الطباع , وتخيلنا لغير حجه معقوله انه لا يمنع التسويه بين الجنسين فى الكفايات والواجبات .
فليس لدى المرأه وقت يتسع لما يتسع له وقت الرجل من المطالب العامه , مع اشتغالها بمطالب الحمل والرضاعه والحضانه وتدبير الحياه المنزليه , ونظام الأسره يستلزم تقرير الرئاسه عليها لواحده من الاثنين : الزوج او الزوجه , ولا يغنى عن هذه الرئاسه ولا عن تكاليفها .
وإن هذه الفوارق بين الجنسين تدخل فى حساب الشريعه لا محاله عند تقرير الحقوق والواجبات بينهما , وتأبى كل المساواة بين الحق والواجب , وبين العمل والكفايه .
وهذه هى المساواه التى شرعها القرآن الكريم بين الرجل والمرأه , أو بين الزوج و الزوجه , أو بين الذكر والأنثى , ولا صلاح لمجتمع يفوته العدل فى هذه المساواه , ولا سيما المجتمع الذي يدين بتكافؤ الفرص وبجعل المساواه فى الفرصه مناطاً للأنصاف .
ولقد يوجد من النساء من تقوم شهاده احداهن بشهاده الف رجل , ولقد يوجد من الرجال ألوف لا تقبل منهم شهاده , ولكن المشترع الذي يقول ان مزاج الرجل ومزاج المرأه سواء فى الحس والعاطفه , يتقبل من مغالطه الواقع والضمير ما يبطل تشريعه وينحيه عن هذا المقام .
وقد يمضى السنون , بل وتمضى القرون , قبل ان تستقر المجتمع الأنسانى على الوجه الأمثل فى حقوق المرأه خاصه , وفى حقوق أبنائه وبناته من الرجال والنساء و التعميم .
وتتحدث العقاد فى فصل الزواج (8) فقال ان الزواج صله شرعيه بين الرجل والمرأه , تسن لحفظ النوع وما يتبعه من النظم الاجتماعيه , وشريعه الاسلام فى نظام الزوج بهذه المثابه , شريعه تامه تحيط بجميع حالاته , وهى على أتمها فى الجانب الذي يتناوله أشد النقد من قبل المخالفين للاسلام عامه , أو المخالفين فيه لنظام الزواج على التخصيص , ونريد به الجانب الذي ينص على اباحه تعدد الزوجات .
فالاسلام لم ينشئ تعدد الزوجات , ولو يوجبه , ولم يستحسنه . ولكنه اباحه فى حالات يشترط فيها العدل والكفايه , ولا تحسب الشريعه الاجتماعيه تامه وافيه ببيان المباح والمحرم فى جميع الحالات .
فقد يحدث أن تصاب الزوجه بمرض عضال , يقعدها عن واجباتها الزوجيه , ويفقدها وظيفه الأمومه , فإذا امتنع تعدد الزوجات فى جميع الحالات فلا محيض للزوج الذى عقمت زوجته , وعجزت عن تدبير بيتها , من تطليق تلك الزوجه , أو من الابقاء على زواج فقد معناه , وبطل الغرض الأكبر منه للاسره وللنوع , ولم يبق منه للرجل الا تكاليف الخدمه البيتيه التى تعوله وتعول زوجته بلا عقب ولا سكن يطمئن اليه , فالسماح بتعدد الزوجات فى هذه المشكله البيتيه حل مقبول أسلم وأكرم من نبذ المرأه المريضه .
وقد يكون للرجل المتزوج قريبه لا يأويها غيره , ويكون لها نسل لا يرعاه الزوج الغريب عنها , فمن الحذلقه المرذوله ان يقال ان الاحسان اليها بالصدقه أكرم لها من كفالتها فى عصمته , ورضاها فى هذه الحاله أولى بالتقديم من رضى زوجته التى تعميها الأثره عن كل شعور غير شعورها .
فالشرائع المدنيه عامه قبل الاسلام , كانت تبيح تعدد الزوجات واقتناء السرارى بغير تحديد للعدد , ولا التزام لشرط من الشروط , غير ما يلترمه الزوج من المأوى .
والشريعتان الدينيتان قبل الاسلام مختلفان فى أحكام الزواج وفى النظر الى معناه وغايته من الوجهة الروحية .
• فالشريعه الاسرائيليه أباحت تعدد الزوجات بمشيئه الزوج حسب رغبته و اقتداره .
• ثم جاءت المسيحيه فلم تتوسع فى التشريع الاجتماعى لانها نشأت فى بيئه مكتظه بالشرائع تستولى عليها الامتان اللتان اسرفتا اسراف الغلو المفرط فى سن القوانين .
كذلك كانت الانظمه الزواجيه قبل الاسلام , وكانت بها حاجه شديده الى التقويم والاصلاح , وينحصر كلاهما فى شريعه واجبه , وجاء الاسلام فلم ينشئ تعدد الزوجات , ولم يوجبه , ولم يستحسنه , ولكنه أباحه وفضل عليه الاكتفاء بزوجه واحده فقط , وفضله على تعطيل الزواج فى مقصده الطبيعى و الشرعى , بقبول العقم , وفرض العزوبه على كثير من النساء عند اختلال النسبه العدديه بين الجنسين .
إن الممنوع من تعدد الزوجات لا حيله فيه للمجتمع الا بنقص بناء الزواج , واهدار حرماته , فى الجهر أو فى الخفاء .
أما المباح من تعدد الزوجات فالمجتمعات الموفره الحيله فى اصلاح عيوبه على حسب احوالها الكثيره من أدبيه وماديه , ومن اعتدال أو اختلال فى تكوين أسرها وعائلتها وسائر طبقاتها .
وإنتقل العقاد بالحديث الى فصل زواج النبى (9) فقال انه كان للنبى - صلوات الله عليه – خصوصيه فى أمر تعدد الزوجات , جازت له قبل سريان حكم التقييد بعدد لا يزيد على أربعه لسائر المسلمين .
وقد كانت خصوصيه النبى عليه السلام مفرده مقصوره عليه غير قابله للتكرار , لأنها ارتبطت بمصلحه الدعوه فى ابانها , ولم يكن للدعوه رسول سواه , ولم يكن له غنى عن تلك الخصوصيه فى البلاد التى تأسست فيها الدعوه الأولى , وهى بلاد الأنساب وروابط المصاهره والولاء بين الأسر و البيوت .
وأما النساء الائى اجتمعن فى بيت النبى فلم تكن عليهن مهانه يشعرن بها , أو يشعر بها أحد من أترابهن , أو من عامه المسلمين , أغنيائهم و فقرائهم على السواء , وقال الله تعالى فى قرآنه المجيد : ﴿ يأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ (سوره الأحزاب 28 : 29) .
وهجر النبى نساءه شهراً , يمهلهن أن يخترن بعد الرويه بين البقاء على ما تيسر له ولهن من الرزق , وبين الانصراف بمتعه الطلاق . وبدأ بالسيده عائشه فقال : ÷ انى أريد اعرض عليك امرا أحب الا تعجلى فيه حتى تستشيرى ابويك × فسألته : ÷ وما هو يا رسول الله ؟ × فعرض عليها الخيره مع سائر نسائه فى أمرهن . فقالت : ÷ أفيك يا رسول الله أستشير قومى ؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخره × . وأجاب أمهات المسلمين بما أجابت به السيد عائشه , وأنتهت هذه الأزمه المكربه بسلام , وما أستطاع صاحب الدار ان يحل أزمه داره بغير أحدى اثنتين : ان يجمع النيه على فراق نسائه , أو يقنعن معه بما لديهن من رزق كفاف .
وقصارى القول فى الخصوصه النبويه أنها لم تكن إمتيازاً من امتياز القوة المسيطره لتسخير المرأه فى مرضاة خيلاء الرجل , وحبه للمتعه الجسديه , ولكنها كانت آيه أخرى من معدن الاحكام القرآنيه فيما تسفر عنه من عطف على المرأه وحياطه لها من واقع الجور و الأذلال .
وتحدث العقاد فى فصل الطلاق (10) قائلاً ان الطلاق قد بنى كما بنى الزواج فى المجتمعات الأولى على عادات الفطره : الذكر يطلب الأنثى ولا تطلبه, والرجل يخطب المرأه ولا تخطبه , والرأى فى الترك لمن له الرأى فى الطلب والخطبة , وعلى هذه العاده الفطريه درج نظام الطلاق مع الزواج بإختيار الزوج وحده , وجرى القانون على ما جرى به العرف بعد قيام القوانين بعد المرحله الابتدائيه من مراحل الأجتماع .
ولم يتدخل المجتمع فى مراسم الطلاق الا بعد فتره طويله , ظهرت فى خلالها الحاجه الى اثبات الطلاق فى سجل محفوظ , لعلاقته باثبات البنوه والميراث , وتقرير العقوبه الخيانه , وإجازه العوده الى الزواج للمراه التى انفصلت عن قرينها .
وفى هذه المرحله تقررت مواسم الطلاق فى شريعه العبرانين وكل ما اشترط فيها على الرجل ان يعطى امرأته المطلقه وثيقه بالتسريح , ولها أن تتزوج بغيره بعد ذلك .
وجرت مراسيم الطلاق على حسب هذه الشريعه الى ما بعد ظهور المسيحيه , اذ روى ان السيد المسيح سئل عن ظهور الطلاق فاستنكره لقسوته , وقال ان من طلق المرأه لغير الزنى جعلها تزنى .
وان شريعه القرآن الكريم فى مسأله الطلاق شريعه دين ودنيا , وكل ما اشتملت عليه من حرمه الدين تابع لما شرع له الزواج من مصلحه نوعيه ومصلحه اجتماعيه , فليس ما يبيحه الاسلام ان يتجرد الزواج من مصلحته النوعيه الاجتماعيه , تغليباً للصبغه العباديه عليه على مشيئه الزواج .
والطلاق فى الاسلام قسوه مكروهه , لأنه أبغض الحلال الى الله كما قال النبى عليه السلام , فعلى الرجل اولاً أن يراجع نفسه إذا أحس النفره من زوجته , عسى أن يكون فى الصبر على هذه النفره العارضه خير لا يعلمه , فاذا عجز عن مغالبه هذه النفره العارضه , فلا يتعجل بالطلاق البائن , وليبدأ بطلقه راجعه , يعتزمها بالنيه البينه , ولا يؤخذ فيها باللغو الذي تجرى به الألسنه على غير قصد من قائله .
وقد كانت الزوجه التى يقسم زوجها أن يهجرها , تنزوى فى بيته أو فى بيت اهلها , وتظل على هذه الحاله معلقه لا تأوى اليه , ولا تخرج عن عصمته الى غير أمد محدود . فأوجب القرآن الكريم على الزوج أن يثوب اليها فى أمد محدود , وهو أربعه أشهر
.

إرسال تعليق

 
Top