GuidePedia

0

لازالت قريتنا تذكر ذلك اليوم المشهود ، وتتندر به .
خطيب الجمعة الضخم ، المتخم بالعلف والتسمين ، ينعق من فوق المنبر :" أين أنتم يارجال القرية من تلك المهزلة ، نساؤكم يغسلن الأوانى فى النهر ، وقد كشفن عن سيقانهن ، وبدت لحومهن فريسة لمن يشتهيها ؟!" ؛ فينهض الحاج يوسف ، ويطبق على خناقه ، ويجرجره من عليائه مُتدحرجاً به على سلالم المنبر العتيق ، وهو يصيح فيه " ياراجل ياضلالى ، تاكل ميراث ولاد أخوك ، ومحموق اوى على افخاد النسوان؟!.
لم يُفصّل الله فى كتابه أمراً ، كما فصّل الميراث وكيفية توزريعه ، بحيث لم يترك فيه لأحد مجالا للاجتهاد أو الاستنتاج .
لكن الانسان ما أكفره !.
أضاع أكثر ماأضاع ذلك الميزان الدقيق ، واخضعه لهواه ورغباته وأطماعه ، الدنيوية الدنيئة !.
فقلما تجد فى قُرانا من يعطى للبنات حقوقهن من الميراث وفق ما شرّع الله !.
كان والدى يرحمه الله حاضراً ساعة احتضار واحد من جيراننا ، وكان من الذين لايعترفون بميراث البنات ، رغم أنه حج الى بيت الله الحرام ثلاث حجات ، وكانت له عُمرة سنوية ، فقال له والدى ناصحاً " مامصلحتك ياحاج فى ألا تورث بناتك وتخالف أمر الله ؟!." فقال له وهو فى النزع الأخير " دعنى وشأنى ، جهنم عندى أرحم من أن يستولى على أرضى رجل غريب !". وكان يقصد أزواج بناته !.
وذهب الحاج الى جهنم ، وباع أولاده الذكور الأرض ، وغمر الفقر ديارهم ، حتى صاروا عبرة لمن يعتبر ، لكن ، لاأحد يعتبر !.

إرسال تعليق

 
Top