المرآة وصديقاتي النجمات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتلحف بظلام الليل فوق سطح المنزل وحيدة كعادتي... أداعب النجوم في السماء ...فألمسها بأصبعي من بعيد... أغادر مسرعة على صوت والدتي تناديني فقد حان ميعاد نومي... أمشط شعري بسرعة قبل أن تطفأ أنوار المنزل أنظر في الصورة العكسية للمرآة أرى النجوم وهي تتلألأ من شباك الغرفة المفتوح يتشوقن لعودتي ويرغبن في استمرار اللعب معي فأودعهن بسرعة قبل أن تسدل والدتي الستائر... صوت قريناتي لازلن يلهون في الشارع تحت الأضواء الخافتة... تعاودني رغبة في اللعب معهن... أتذكر نصيحة أمي بالبعد عن مصادقة بنات الشوارع مثل أميرة ومنى ونيرمين أعز صديقاتي... لم يكن بزيئات للدرجة التي وصفتها لي أمي، أتذكر حديثي معهن من الشباك فتؤلمني لكزة زراعها وهي تغلق النافذة في وجوههن فأهمس معاتبة لها في خجل... أنتظر الصباح لتشتبك أصابعي في أصابعهن ونحن ذاهبات الى المدرسة... يتبادلن حديثاً خاصاً يتعلق بالصبايا المراهقات... أخجل عن التورط معهن فيه واشرد بذهني فيهمسن متحدثات عني فأنطوي مبتعدة عنهن لأقف وحدي أتذيل طابور الصباح المدرسي... تردد التلميذات النشيد الوطني فأتلعثم في كلماته...تدخل الطوابير الفصول فاجلس في الصف الأول الخاص بقصيرات القامة وتبدأ حصة الدراسات فيسألني مدرس الجغرافيا مازحاً عن موقع موطني العربي على خريطة أوروبا... يحمر وجهي خجلاً وأحاول جاهدة البحث عن إجابة فتعلوا ضحكات وقفشات قريناتي... أعود على الطريق الى بيتي وحيدة لألحق بوجبة الغداء، وهنا على المائدة نجتمع لمرة واحده في اليوم كأسرة نحكي مجريات أهم الأحداث اليومية ينتظر الجميع سماع صوتي فأحكي فقط ما حدث لي من ايجابيات وأتجاهل الأحداث السلبية .. أقوم الى مكتبي وأحاول جاهدة أنهاء واجباتي قبل ميعاد لعبي الليلي مع النجوم... أجد نفسي الليلة غير راغبة في المذاكرة... أمسك بقلمي على غلاف كتابي أسجل حلمي وأحلام صديقاتي... أميرة تريد أن تصبح ثرية بينما تتمنى نيرمين أن تكون مهندسة أما منى فتريد أن تصبح كاتبة مشهورة أما حلمي أنا فدقات عقارب الساعة تشير الى انتهاء الوقت والآن يجب أن أخلد الى النوم سأسجله في وقت لاحق... كان نوماً مؤرقاً وأستقظت ليلاً والظلام يلف المكان الا بصيص ضوء من ستائر البيت التي تغض بصري عن النجوم ... فتحت الشباك... عدت لنجماتي عبر المرآة التي ودعتهن منها أنظر اليهن في السماء...سرحانة أفكر بينما تتهلل روحي بانكاسات اضواء النجوم المتلألأة حول صورتي في مرآتي... تسمرت في مكاني... مرت سنة فأجتزت كل الأمتحانات بنجاح الا امتحان الجغرافيا... ومرت سنة أخري فقدت بعدها كل صديقاتي تبعتها سنوات عدة فما كانت الساعات لتكف عن هرولتها ولا الأيام لتكف عن كثافة أحداثها الا وأصبحت أميرة زوجة لأحد الأثرياء، ونرمين تدرس في كلية الهندسة بعد أن فشلت في السنوات الأولى بالطب بينما كتبت منى رواية عن حكايتنا وفيها بحثت عن نفسي لأجدني ما زلت في مكاني ليلاً أحاول لمس النجمات في مرآتي فتمنعني صورة انعكاس يدي في الاتجاه المعاكس بها... كنت بطلة الرواية وأضحت لكل منهن صديقات هن مرآتها .
بقلمي/ رنا محمد الشرقاوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتلحف بظلام الليل فوق سطح المنزل وحيدة كعادتي... أداعب النجوم في السماء ...فألمسها بأصبعي من بعيد... أغادر مسرعة على صوت والدتي تناديني فقد حان ميعاد نومي... أمشط شعري بسرعة قبل أن تطفأ أنوار المنزل أنظر في الصورة العكسية للمرآة أرى النجوم وهي تتلألأ من شباك الغرفة المفتوح يتشوقن لعودتي ويرغبن في استمرار اللعب معي فأودعهن بسرعة قبل أن تسدل والدتي الستائر... صوت قريناتي لازلن يلهون في الشارع تحت الأضواء الخافتة... تعاودني رغبة في اللعب معهن... أتذكر نصيحة أمي بالبعد عن مصادقة بنات الشوارع مثل أميرة ومنى ونيرمين أعز صديقاتي... لم يكن بزيئات للدرجة التي وصفتها لي أمي، أتذكر حديثي معهن من الشباك فتؤلمني لكزة زراعها وهي تغلق النافذة في وجوههن فأهمس معاتبة لها في خجل... أنتظر الصباح لتشتبك أصابعي في أصابعهن ونحن ذاهبات الى المدرسة... يتبادلن حديثاً خاصاً يتعلق بالصبايا المراهقات... أخجل عن التورط معهن فيه واشرد بذهني فيهمسن متحدثات عني فأنطوي مبتعدة عنهن لأقف وحدي أتذيل طابور الصباح المدرسي... تردد التلميذات النشيد الوطني فأتلعثم في كلماته...تدخل الطوابير الفصول فاجلس في الصف الأول الخاص بقصيرات القامة وتبدأ حصة الدراسات فيسألني مدرس الجغرافيا مازحاً عن موقع موطني العربي على خريطة أوروبا... يحمر وجهي خجلاً وأحاول جاهدة البحث عن إجابة فتعلوا ضحكات وقفشات قريناتي... أعود على الطريق الى بيتي وحيدة لألحق بوجبة الغداء، وهنا على المائدة نجتمع لمرة واحده في اليوم كأسرة نحكي مجريات أهم الأحداث اليومية ينتظر الجميع سماع صوتي فأحكي فقط ما حدث لي من ايجابيات وأتجاهل الأحداث السلبية .. أقوم الى مكتبي وأحاول جاهدة أنهاء واجباتي قبل ميعاد لعبي الليلي مع النجوم... أجد نفسي الليلة غير راغبة في المذاكرة... أمسك بقلمي على غلاف كتابي أسجل حلمي وأحلام صديقاتي... أميرة تريد أن تصبح ثرية بينما تتمنى نيرمين أن تكون مهندسة أما منى فتريد أن تصبح كاتبة مشهورة أما حلمي أنا فدقات عقارب الساعة تشير الى انتهاء الوقت والآن يجب أن أخلد الى النوم سأسجله في وقت لاحق... كان نوماً مؤرقاً وأستقظت ليلاً والظلام يلف المكان الا بصيص ضوء من ستائر البيت التي تغض بصري عن النجوم ... فتحت الشباك... عدت لنجماتي عبر المرآة التي ودعتهن منها أنظر اليهن في السماء...سرحانة أفكر بينما تتهلل روحي بانكاسات اضواء النجوم المتلألأة حول صورتي في مرآتي... تسمرت في مكاني... مرت سنة فأجتزت كل الأمتحانات بنجاح الا امتحان الجغرافيا... ومرت سنة أخري فقدت بعدها كل صديقاتي تبعتها سنوات عدة فما كانت الساعات لتكف عن هرولتها ولا الأيام لتكف عن كثافة أحداثها الا وأصبحت أميرة زوجة لأحد الأثرياء، ونرمين تدرس في كلية الهندسة بعد أن فشلت في السنوات الأولى بالطب بينما كتبت منى رواية عن حكايتنا وفيها بحثت عن نفسي لأجدني ما زلت في مكاني ليلاً أحاول لمس النجمات في مرآتي فتمنعني صورة انعكاس يدي في الاتجاه المعاكس بها... كنت بطلة الرواية وأضحت لكل منهن صديقات هن مرآتها .
بقلمي/ رنا محمد الشرقاوي
إرسال تعليق