( أشعث الفكر )
-------------
( هل شاهدني أشعث الفكر وأنا أعبر من هناك ) تساءلت والخوف تأبط قلبي ، بينما قدماي تكادان لا ترتفعان عن الأرض القاسية ، لا لم يرني ، قلت لنفسي واختفيت خلف أوراق جريدتي التي مازالت عذراء حتى اللحظة ، كنت أبحث عن زقاق ضيق ، أو زاوية مهملة تأويني من سياط عينيه الزرقاوين ، المارون من هنا يهرعون ، أهو رعب دب في أوصال الشارع ، أم أن الحر ترك رصاصه على تلك الرؤوس العارية ، رجل أصلع كان يهرول ، أثار ابتسامة على ثغري الذي تعثر بخطواته ، مازالت الشمس في قعر السماء تعاقب كل من يمر ، حتى الجدران بدأت تتوارى ، للتو يلوح زقاق صغير العمر ، التففت حول نفسي ، رمقت أشعث الشعر بنظرة مواربة ، ثم ولجت إلى بطن الزقاق ، لم يكن هناك أحد سواي ، كان الحائط رفيقي اليتيم ، على ركن مظلل تجثم شجرة التوت العجوز ، جلست قليلا ، كنت أبحث عن التقاط أنفاس كادت تتلاشى ، وفض عذرية جريدة تتأبط ذراعي ، تنفست بعض دموع الهواء والرعب ، وما لبثت أن عاودت المسير باتجاه منزل يقبع على حافة ساقية صغيرة ، المقبرة القريبة من البيت تلوح من بعيد ، جمهرة هناك ، خفق قلبي مرة أخرى ، حثثت الخطا هذه المرة ، القبر مازال مفتوحا ، ( من الميت ) سألت أحدهم كان يخفي ضحكة خجلى ( أشعث الشعر ... إنه أشعث الفكر ) ... صفعت جبيني بقوة ، لم أدري لماذا ، قرأت الفاتحة على بقايا أشعث الفكر ، ثم عدت أدراجي دونما خوف ...
-----------
وليد.ع.العايش
8/7/2017م
إرسال تعليق