GuidePedia

0
حديث الجمعة
بقلم / محمود شنيشن
ستندهش ولا ريب وسيأخذك العجب العُجاب وانت فى جِلسة مازلت تحتفظ فيها ببعض من بقايا عقل قد اهداه الله من قبل لبنى الآنسان ومنّ به عليهم جميعاً ،
فتحاول قدر الإمكان بما تبقى لك من هذا العقل ان تجمع شتات تفكيرك لتستوعب مايقوله المكلفون بترويج الخرافات عن اساطير وكرامات ذلك الزمان البعيد ، زمان اولائك الصالحون المكرمون الذين استوطنوا تلك البلاد الصالحة والارض الطاهرة وعاشوا فيها مع فقرهم عيشة الذاهدة والدار الآخرة !! ،
سيأخذك العجب لآنك تدرك يقيناً انك اليوم ايها المخاطب بحديثهم انما تعيش فى عصر اسموه السموات المفتوحة وانك لست ذلك الشخص القابع فى ظلمة عصورهم الوسطى ، سيصدمك يقينهم الكامل وإيمانهم الجازم الذى لا تاخذة سِنة من شك ولا يأتيه الباطل لحظة وهم يتلون احاديث خوارق ذلك الزمان البعيد وكرامات رجاله المكرمون اصحاب القلوب التقية والنفوس النقية الورعة ،
ستندهش بكل تأكيد وانت تسمع هؤلاء المكلفون بعقولنا العاملون على وعينا وهم يسردون قصصهم الكثيرة وشطحاتهم الكبيرة التى يرونها عن النعامة كيف كانت فى هذا الزمن الجميل تلد جنينها وكيف كانت ترضع وليدها وستسمع عن الفيل كيف كان يبيض وكيف كان يكسر بيضه ويرقد على فقسه ،
ستعجب اشد العجب وانت شاخص ببصرك ناحيتهم ومنصت لحديثهم الذي يصبغونه بهاله من القداسة وهم يحكون لك ولغيرك عن اصحاب الصلاح والتقوى كيف كانوا يسبحون فى الفضاء ويطيرون فى الهواء وينتقلون من مكان الى مكان بسهولة واريحية تامة بلا حجب تمنعهم اوطائرة تحملهم ،
ستندهش وانت تسمع مروجى الخرافة وهم منتشون وفى قمة السعادة عندما يتكلمون عن من يمشون على صفحة الماء دون مركب تحملهم او شراع تدفعهم من غير ان تبتل بواطن اقدامهم او تتدلء اطراف ثيابهم ،
سيأخذك العجب حين ترى هؤلاء العاملين علينا وهم باشين فرحين يرددون فى ثقة المطمئن الواثق بما يقول عن اولائك القدامى كيف لآحدهم وقت الغذاء ان يمد يديه فقط فى وعاء صغير فوقه قطعة من قماش فيأتى لرفقائه بأطيب واشهى الطعام الذى يكفى مؤنة العشرات منهم بل المئات بل الآلاف من الخاوين الجائعين ، دون ان يكون هناك من يتسوق هذا الطعام او طاهى يعده ويطهيه لهم على النار ،
ستندهش وانت تسمع عمن تخرج له الطيور من اوكارها لتظله من هجير الشمس الحارقة وترفرف عليه بأجنحاتها لتلطف له وترطب من حرارتها ، تسمعهم وهم يتحدثون عن اصحاب الكرامات الذين تبطل على ايديهم قوانيين الطبيعة ، فتندهش وتعجب وتصدم على ماآلت اليه احوالنا واوضاعنا من تسويق وترويج الخرافة والخزعبلات بسم الدين وكأن الله سبحانة وتعالى يرضية ان تكون سنته وفطرتة التى فطر عليها الكون كله لهواً ولعباً وعبثاً فى يد اولائك {الصالحون}
فلماذا الصالحون عندنا لا ينصرف صلاحهم الى شق الطرق والترع ورصف الطرق وإنشاء الجسور والكبارى وإقامة المصانع؟!
لماذا ينصرف صلاح الصالحون عندنا الى تعطيل سنن الله وقوانيين الطبيعة التى جبلها الله وفطرعليها الكون كله؟!
محمود شنيشن

إرسال تعليق

 
Top