( حلم معاوية قتل ذاك الرجل ) هذا مثل عربي أصيل : ولقد قيل في مناسبة نتعلم منها أن من تأنّى أدرك ما تمنى وبالصبر والهدوء تتحقق الأماني والأمنيات ! وأن على الانسان أن يحفظ لسانه من البذاءة وقلة الحياء ! وأنه ليس كل مرّة تسلم الجرّة ! أما المناسبة فقد قيل أن معاوية بن ابي سفيان كان يخطب ذات يوم في الناس فوقف اليه أحد السفهاء بعد أن حرّضه أحد المعارضين لمعاوية أن يشتم معاوية أمام الملأ وله من الدراهم ما يرضى ! وقف وشتم معاوية بأقذع الصفات وأسوأ العبارات ! فهبّ الناس للانتقام منه ! فأمرهم معاوية بتركه ! وبدأ معاوية من حيث انتهى وكأن شيئاً لم يكن ! وذهب الناس وذهب الرجل الذي شتم سالما من الأذى ! تعجب الناس كيف يترك معاوية هذا السفيه ! ومرت الأيام ودارت الأيام ولقد اشتهر السفيه ( بالجدعنه ) فجاءه ذات يوم رجل وطلب منه ان يشتم أحد زعماء القبائل كان بينهما شحناء وبغضاء وأعطاه من المال ما يرضيه ! فتعرض السفيه الى ذاك الزعيم وشتمه من دون سابق انذار ظانّاً أن أمره سيكون كالأمر الذي سبقه ! فاستل الزعيم السيف وقطع رأسه من دون سابق انذار ! فعلم الناس بالأمر وعلّقوا قائلين ( حلم معاوية قتل ذاك الرجل ) بمعنى أن من أمن العقاب أساء الأدب ! فلو أدبه معاوية لحظتئذٍ لما تجرّأ ثانية أن يسيئ !!! فما أجمل الأدب حقاً انه أغلى من الذهب ...
الأديب وصفي المشهراوي ...
إرسال تعليق