GuidePedia

0

                      حريمُ السّلطان

كعابٌ
يَصرعْنَ الحُسْنَ
يلبسْنَهُ قميصَ نومٍ
يتهادى موجاتِ طيشٍ
برائحةِ استحمامِ عذارى في حمّامٍ تركيّ . . .
ثمارٌ تختصمُ
عندَ حوضٍ ماجن
لا يكتمُ ما يرى . . .
لا أجملَ من قطرةِ ماءٍ تنزلقُ على جسدِ امرأة !
هل أنَّ الحُسْنَ كما قالَ أعمى البصرةِ أحمر؟
. . . . .
هُنَّ . . .
حينَ يغفو
صمتٌ مُثقلٌ بالرّيْب
يتجمّدُ على الشّفاهِ لعناً لزمنٍ
يَهبُهنَّ دُمُى
تتنفّسُ خوفاً . . .
زاويةً مُنفرجةً أمامَ رغبةٍ يسبقُها صلفٌ ليس لغيرهِ أنْ يكون . . .
يعبرُها رقماً لا قيمةَ لهُ في كومةِ أرقامٍ منسيّة . . .
تُخرَصُ
لا تُعدّ !
. . . . .
أوعيةُ ليلٍ
لا يغمضُ جَفنيْهِ إلاّ بعدَ أنْ تمتلأ كؤوسُهُ  جنوناً . . .
ملكٌ نخّاس
أتقنتْ عيناهُ فنَّ الغوْصِ في مجاهلِ أفاعى الفِردوس . . .
ما لغيرِها قطوفٌ
من ريقِ الفجر
يغمسُ دافنشي ريشتَهُ الذهبيّةَ ليُبدِعَ ابتسامةً غامضة . . .
يفغرُ فاهُ روبنز مُتباهياً بما اكتنزَ من دانياتٍ
تتكوّرُ
قِمَمَاً من كبرياء
لعلّها أجملُ ما صنعتْهُ يدُ الله !
دونَها غرورُ امبراطورٍ من روما
يختالُ على أرضِ عشتار . . .
انحناءةٌ
تغلبُ خواءَ قامةٍ لَها ما لَها من سُلطان !
. . . . .
مَنْ تكونُ محظيتَهُ هذهِ اللّيلة ؟
ليسَ سهلاً أنْ تُعَدَّ وجبةٌ من لذةٍ لخلْوةِ سيدِ الأقاليمِ السّبعة !
ما ملكتْ أيمانُهُ
حَرثٌ مُباح
يتّسعُ كُلّما وضعتْ حربٌ أوزارُها . . .
. . . . .
مُتجرِّدةٌ إلاّ من عُريٍ
بعينٍ لا تَعرفُ لونَ السّماء !
رُقَّتْ بحلقاتِ ترفٍ مُختَلَسٍ من مِنجلٍ
يستلُّ قرصَهُ من قرصِ الشّمس . . .
يُقشطُ اسمٌ من مهدِ ولادتِه
يُلصقُ آخرُ . . .
الجذورُ تُنتعَل
تُدفن عندَ عتبةِ القصْر . . .
. . . . .
السّريرُ
لا يرضى أنْ يُمسي فارغاً من حُسْنٍ مهدورٍ بلا أزرار . . .
كُلُّ القطوفِ مُبعثرة 
كما كانتْ قبلَ الخَصْف
وقبلَ أنْ تنبُتَ أوراقُ التّوت . . .
حوضُ السّراري مملوءٌ بأسماكِ الزّينة
يطفحُ بالمزيد
بضاعةٌ لا تُردّ . . .
. . . . .
ناهدةٌ شقراء
هي وجبتُهُ لليلةٍ
يُسلبُ فيها قميصَهُ الفجر . . .
ليسَ لدميةٍ من خَيار
نواةٌ تُلفظ
مكانُها أنْ تُرمى
عُرياً ممنوعاً إلاّ من عيونِ جلالتِه . . .
. . . . .
كذا
هي
قيثارةُ الغَزل
مَنْ لها قصائدُ الوجودِ
تُكتَب . . .
تلكَ التي وِلدَ من أجلِها حصانٌ من خشب . . .
جادتْ لعيونِها غيومٌ غرناطة بغيثِ وصلٍ
لم يزلْ هاطلاً ما خفقَ قلبٌ بعشق . . .
رباعياتٌ لها
صاغَها الخيّامُ أساورَ وأقراطاً
لا يُخفيها ظلامُ دهْر . . .
تبيتُ في مخدعِ الإماءِ
وعاءاً أخرس
لا شئَ
يُعرّفُ حينما تفقُدُ الأشياءُ أسماءَها !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
آذار/2017

. . . . .

إرسال تعليق

 
Top