GuidePedia

0
... إذا كانت العرب استعملت ( لا ) للدعاء في مثل قولنا : لا يزال الله محسناً إليك .
وقول ذي الرمة ( الطويل ) :
- ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى
ولا زال منهلاً بجرعائك القطر.
فقد تأتي ( لن ) للدعاء ك (لا) ، وهو ما نقله ابن السراج عن قوم واختاره ابن عصفور .
ومنه قول الأعشى ( الخفيف ) :
- لن تزالوا كذلكم ثم لا
زلتَ لهم خالداً خلود الجبال .
فقد قال ابن السراج " والدعاء بلن غير معروف ، إنما الأصل أن يجيء على لفظ الأمر والنهي ، ولكنه قد تجيء أخبارٌ يقصد بها الدعاء إذا دلّ الحال والسياق على ذلك . وهذا المعنى حكاه ابن السراج عن قوم واختاره ابن عصفور . (1)
... وليس منه قوله تعالى " قال رب بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين " ( الآية 17 القصص) وذلك لأن فعل الدعاء لا يُسند للمتكلم بل للمخاطب أو الغائب .
خلافاً لابن هشام حيث قال : " وتأتي للدعاء كما أتت (لا) وفقاً لجماعة منهم ابن عصفور . والحجة فيه قوله :
- لن تزالوا كذلكم ثم لا
زلتُ لهم خالداً خلود الجبال . (2)
ورواية البيت ( لا زلتَ ) بتاء الخطاب ، ولعل ذلك تصحيفٌ من الرواة .
وعلى ذلك فلا شاهد لابن هشام فيه .
.......................................................................
ثانياً : ( لن ) تجزم ك ( لم ) ..
************************
... أمّا الجزم ب( لن ) فهو لغة لبعض العرب حكاها الكسائي والليحاني ، وهي لغة قليلة ، (3) ومما جاء عليها من أقوال العرب ، قول كثيرعزّة ( الطويل ) :
- أيادي سبا يا عزُّ ما كنت بعدكم
فلن يحلَ للعينين بعدك منظرُ .
( يَحْلَ) بفتح اللام من حليت المرأة في عيني ، ومضارعه ( تحلى ) ، أمّا ( حلا) الشيء في فمي فمضارعه ( يحلو ) فقد جُزم الفعل ب( لن ) على تلك اللغة .
ومنه أيضاً قول الأعرابي في مدح الحسين بن علي ( المنسرح ) :
- لن َيخبِ الآن مِن رجائك َمنْ
حرّك مِنْ دون بابك الحلقهْ .
وفيه جزم الفعل ( يخب) ب ( لن ) على تلك اللغة المحكية عن الكسائي والليحاني .
......................................................................
المراجع :
1- الأصول لابن السراج (2 / 171) .
2- مغني اللبيب لابن هشام – ت / مازن المبارك ( 2 / 284 ) .
3- همع الهوامع – للسيوطي ( 2/ 4 ) .

إرسال تعليق

 
Top