GuidePedia

0

دقّةُ التّعبيرِ القرآني في إستخدامِ الألفاظ:
قالَ تعالى (وإذا قيلَ لهم ماذا أنزَلَ ربُّكم قالوا أساطيرُ الأوّلينَ) النّحل 24
وقال تعالى (وقيلَ للّذينَ اتَّقَوا ماذا أنزَلَ ربُّكم قالوا خيرًا) النّحل 30
 نلاحظُ في الآيةِ الثّانيةِ بعدَ كلمةِ (قالوا) كلمةَ (خيرًا) بالنّصبِ أي (أنزَلَ ربُّنا خيرا) والخيرُ هنا بمعنى المنهجِ القويمِ الّذي أنزلَهُ الله على رسلِهِ لصلاحِ البشريّةِ جمعاء.
وإذا نظرْنا الى الآيةِ الأولى وجدنا بعدَ كلمةِ (قالوا) كلمةَ (أساطيرُ ) بالضَمِّ وكانَ السّياقُ يقتضي أن يقولَ (أساطيرَ) بالنّصبِ باعتبارها (مفعولاً به) لفعلٍ محذوفٍ تقديرُهُ(أنزَلَ أساطيرَ الأوّلين) فما السّرُّ في ذلك؟
 والجوابُ في ذلكَ أنّ الكفّارَ يعلمونَ أنّ اللهَ تعالى لايمكنُ أن يعبثَ معَ خَلْقِهِ ويُنزّلَ الخرافاتِ والأساطيرَ ولكنّهم لمّا كانوا يُنكرونَ البعثَ والجزاءَ وما جاءتْ بهِ الرّسلُ منَ العقائدِ والشّرائعِ قالوا (أساطيرُ الأوّلين) أي أنّ ما جاءتْ بهِ الرّسلُ ليسَ منَ عندِ اللهِ وإنّما مِنْ عندِ أنفسِهم أو ممّا سَمِعوهُ منَ الأوّلين منَ الأساطيرِ والخرافاتِ . ولهذا قالوا (أساطيرُ) بالضمِّ وليسَ بالنّصب . فسبحانَ الّذي وَسِعَ كلَّ شيءٍ علما .
 المهندس خليل الدّولة

إرسال تعليق

 
Top